جيل جديد من المسرحيين في الإمارات بتدريب فرنسي
أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي عن انطلاق برنامج ثقافي مسرحي بعنوان TRANCE-FORMS.
احتفاءً بالحوار الثقافي الإماراتي–الفرنسي، أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مع السفارة الفرنسية في أبوظبي والمعهد الفرنسي عن برنامج ثقافي مسرحي بعنوان TRANCE-FORMS، والذي قام بالتعاون مع المدرسة الوطنية الفرنسية للفنون المسرحية في باريس. ويهدف البرنامج إلى إعداد مجموعة مسرحية تجريبية من جيل الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة وصقل مهاراتهم في مجال المسرح التجريبي، وسيختتم البرنامج بعرض مسرحي بعنوان "أنا لغتي"، سيعرض في 25، 26، 27، و 28 فبراير 2017 في منارة السعديات، المنطقة الثقافية في السعديات، أبوظبي.
تضمن برنامج TRANCE-FORMS العديد من الورشات التدريبية المكثفة للممثلين الإماراتيين والمقيمين في الدولة في كل من أبوظبي وباريس في الفترة من نوفمبر 2016 إلى يناير 2017 تحت إشراف خبراء من المدرسة الوطنية الفرنسية للفنون المسرحية، وتوزعت التدريبات على ثلاثة مراحل تضمنت ورشات تدريبية مسرحية مكثّفة في أبوظبي، تبعها جلسات تدريبية في المدرسة الوطنية الفرنسية للفنون المسرحية في باريس، وستختتم بعرض بعنوان "أنا لغتي" في منارة السعديات، في المنطقة الثقافية في السعديات بأبوظبي.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "صُمّم هذا البرنامج لتدريب المشاركين على إتقان الأداء الحركي والصوتي والتشخيصي في محاولة لتحقيق أداء متكامل يجمع بين الحركة والصوت ويعكس تعبيرات إنسانية لامتناهية. ويدعو موضوع التدريبات المشاهدين إلى التأمل في علاقة الإنسان بالفن، وكيفية تفاعل عواطفنا وأحاسيسنا مع الجماليات الأدبية، واكتشاف مساراتنا المشتركة والأسس التي تؤدي إلى إرساء حوار متناغم بين الحضارات والعالم المعاصر".
وأضاف: "من وجهة نظر منهجية، يدمج عرض "أنا لغتي" المسرحي عدّة مجالات فنيّة منها الفن المسرحي، وتصميم الأداء، والموسيقى، والشعر والأدب، لخلق لغة ثقافية موحّدة غاية في الإبداع. ويتكامل ذلك مع سعي هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى تعزيز المشهد الثقافي في أبوظبي من خلال دعم الفنانين الإماراتيين والمقيمين في الدولة ببرامج ثقافية ثرية بمضمونها الإنساني والتعبيري، الأمر الذي من سيساهم في نشر ثقافة الإبداع من أبوظبي إلى العالم أجمع".
ومن جهته قال ميشيل ميراييه، سفير فرنسا بالإمارات "تتخذ الثقافة والفنون دوراً أساسياً في إثراء التبادل الثقافي بين دولتي الإمارات وفرنسا. ويتشكّل هذا المشروع الفني في إطار الحوار الثقافي الإماراتي-الفرنسي المحاكي لمتحف اللوفر أبوظبي، جامعاً أجمل التقاليد والأساليب الإبداعية الفرنسية المسرحية، والتي يعود البعض منها إلى القرن السابع عشر، مع جيل جديد من الممثلين والفنانين الموهوبين في الإمارات. ويسعى عرض "أنا لغتي" المتوّج لهذا البرنامج الإبداعي، إلى عكس كل ما تتمثّل به دولة الإمارات العربية المتحدة في يومنا هذا، فيجسّد تنوعها الثقافي، ووسع أفقها الفكري، وحتى المواهب اليانعة فيها المبشّرة بمستقبل واعد. ومن خلال عملية فنية مبتكرة، سيهيأ برنامج TRANCE-FORMS السبيل لإنشاء فرقة مسرحية رائدة في اكتشاف القسائم الإنسانية المشتركة والعالمية، والتي تتسع إلى ما وراء تنوع اللغات والثقافات، مصوّراً بذلك العلاقة الوطيدة والالتزام المشترك بين الإمارات وفرنسا لتحقيق السلام والتسامح."
يشارك في البرنامج مجموعة متميزة من الممثلين من خلفيات ثقافية متنوعة من مختلف دول العالم بما في ذلك قرغيزستان، والأردن، وأرمينيا، وسورية، وفلسطين، والولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب، وكولومبيا، وفرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة بعد خضوعهم لعملية اختيار صارمة في شهر أكتوبر الماضي في منارة السعديات.
وساهمت جلسات تجارب الأداء بتشكيل المفاهيم والأفكار التي سيتمحور حولها عرض "أنا لغتي"، حيث استلهم فريق بحث المشروع من الحيوية والطاقة الديناميكية والثقافات المتنوعة التي شهدوها في تجارب الأداء. وبالمقابل سيروي هذا العرض المسرحي قصّة تطور مدينة أبوظبي ودولة الإمارات على نطاق أوسع ودورها الحضاري من خلال تصوير مفاهيم عالمية كروح الشباب، والحنين إلى الماضي، والحب والوئام، عبر تشكيلة من الرقصات، والأشعار، والموسيقى، وقصص من الحياة، وسرد لمقاطع من الأدب الفرنسي والإماراتي الكلاسيكي.
يشرف على إخراج عرض "أنا لغتي" النهائي مارسيل بوزونت بالاشتراك مع كارولين ماركاديه من المدرسة الوطنية الفرنسية للفنون المسرحية. انضم مارسيل بوزونت إلى المسرح الفرنسي وأصبح عضو شرف في المجتمع المسرحي في فرنسا عام 1986، وتولى بعد ذلك منصب مدير المعهد الوطني للفنون المسرحية في باريس من عام 1993 وحتى 2001 حين تعيّن المدير العام للمسرح الفرنسي، قبل تأسيسه لشركته الخاصة "الرحّالة الكوميديون" في عام 2007 في باريس. ويعمل بوزونت حالياً فناناً مساعداً في المسرح الاتحادي في مدينة ليموج، بالإضافة إلى كونه أحد أعضاء هيئة التدريس في المعهد الوطني للفنون المسرحية. من جانبها، دخلت كارولين ماركاديه مجال الفن المسرحي كعضو منفرد في "مجموعة الباحثين المسرحيين في دار أوبرا باريس" منذ عام 1973 وحتى 1980. وفي عام 1979، شكّلت ماركاديه فرقتها الخاصة تحت مسماها، وسميّت بعد ذلك بفرقة "حماس المسرح الأسود المتبدد" في 1999، وقامت من خلالها بتصميم عدد كبير من الرقصات الفنية. وعملت ماركاديه بصفة مصمم رقصات (كوريوغرافيا) منذ عام 1985 وحتى يومنا هذا، حيث شاركت في إنجاز أكثر عن 100 عرض مسرحي وأداء أوبرا. وأنشأت قسم "الجسد والمكان" في المعهد الوطني الفرنسي للفنون المسرحية عام 1993، والذي استطاعت من خلاله مع تلاميذها إعداد العديد من المسرحيات. كما تمكنت ماركاديه بصفتها فنان ممارس وباحث نظري في مجال الفنون المسرحية، من تأليف عدّة مسرحيات، منها المطبوع ومنها الآخر عرض في المسارح.