12 انفرادا في قطاع الفضاء.. إنجازات إماراتية تقود مستقبل البشرية
إنجازات إماراتية غير مسبوقة، وانفرادات تحققها تباعا على الصعيد العربي في قطاع الفضاء، تسخرها للإسهام في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.
أحدث تلك الإنجازات تحققت، الأحد، مع إتمام انتهاء أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء في روسيا، بخروج رائد محاكاة الفضاء الإماراتي المشارك في هذه التجربة الرائدة صالح العامري من عزل خضع له على مدار 8 شهور، ليكون أول رائد محاكاة فضاء عربي يشارك بمهمة "سيريوس 21".
واستهدفت المهمة دراسة تأثير العزلة في مكان مغلق لفترة طويلة على الحالة النفسية والجسدية للإنسان بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
إنجاز هو الأول عربيا تستلهم عبره الإمارات أمجاد الماضي لاستعادة العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية وتعزز مساهمتها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.
وشكلت تجربة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء واحدة من أبرز قصص النجاح على المستويين العربي والإقليمي بالنظر لحجم الإنجازات التاريخية التي حققتها والمشاريع الاستثنائية التي أطلقتها خلال فترة وجيزة من الزمن.
ومنذ إنشاء وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، كأول وكالة عربية يتم إنشاؤها بهدف تنظيم وتطوير صناعة الفضاء، نجحت الإمارات في حجز مقعد لها على قائمة كبار صناع قطاع الفضاء العالمي خلال زمن قياسي لا يتجاوز 8 سنوات من عام 2014 تاريخ إنشاء وكالة الإمارات للفضاء.
8 سنوات حققت خلالها الإمارات إنجازات متتالية وانفرادات عربية ودولية متواصلة، كان أحدثها اليوم بانتهاء مهمة محاكاة الفضاء بنجاح، أبرز تلك الإانجازات ترصدها "العين الإخبارية" في هذا التقرير..
وكالة الإمارات للفضاء.. الأولى عربيا
في عام 2014 تم إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وهي أول وكالة عربية يتم إنشاؤها بهدف تنظيم وتطوير صناعة الفضاء، ودعم ورعاية القطاع الفضائي بما يخدم مصالح الإمارات، وتشجيع وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية فيها، وتقديم المشورة في هذا المجال، وإقامة الشراكات الدولية في مجال القطاع الفضائي، والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال قطاع فضائي وطني متطور، ونشر الوعي بأهميته، وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء.
البرنامج الإماراتي للفضاء.. الأول عربيا
أطلقت دولة الإمارات في عام 2017 البرنامج الوطني للفضاء، الأول عربيا، وتضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين، وخطة لمئة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
خليفة سات.. أول قمر إماراتي 100%
أطلقت الإمارات في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 القمر الاصطناعي "خليفة سات"، الذي يعد أول قـمر اصطناعي إماراتي 100% من تصميم وتصنيع "مركز محمد بن راشد للفضاء"، وقد أشرف على تصميم القمر الذي يبلغ طوله مترين ووزنه 330 كيلوجراماً، 70 مهندساً إماراتياً، أعمارهم بين 27 و28 سنة.
هزاع المنصوري.. أول رائد فضاء إماراتي
حققت الإمارات إنجازا تاريخيا على الصعيد العربي، في 26 سبتمبر/أيلول 2019، بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وقضى المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، في رحلة تاريخية أجرى خلالها 16 تجربة علمية.
وجسدت تلك الرحلة طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، وأكدت نجاح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تحقيق هذا الطموح، وتوّجت دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وثقته بقيام "عيال زايد" بصناعة التاريخ.
جاءت الرحلة في إطار برنامج "الإمارات لرواد الفضاء"، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، ويُعد أول برنامج متكامل في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء المأهولة، للقيام بمهام علمية مختلفة، تصبح جزءاً من الأبحاث التي يقوم بها المجتمع العلمي الدولي من أجل ابتكار حلول للعديد من التحديات بهدف تحسين حياة البشر على سطح الأرض.
قانون للفضاء.. أول قانون عربي وإسلامي
أصدرت الإمارات في أواخر عام 2019 القانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء الذي يعتبر القانون الأول من نوعه على المستوى العربي والإسلامي، ويهدف إلى خلق بيئة تشريعية وتنظيمية في القطاع الفضائي الإماراتي تنسجم مع القوانين والأنظمة الأخرى في دولة الإمارات، وتحترم المعاهدات الدولية.
مسبار الأمل.. أول مسبار عربي وإسلامي
في 20 يونيو/ حزيران 2020 دخلت الإمارات رسميا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي وذلك مع انطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في رحلة تهدف إلى فهم التغيرات المناخية على الكوكب الأحمر، واكتشاف أسباب تآكل غلافه الجوي، وعدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه.وبعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، وصل "مسبار الأمل" إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط 2021، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة.
ووصل إجمالي حجم البيانات التي جمعها "مسبار الأمل" حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى 118.5 جيجابايت، وذلك مع الإعلان قبل يومين عن إصدار الدفعة الرابعة من المعلومات والصور والبيانات التي يصل حجمها إلى 688.5 جيجابايت.
ويسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
كما يحمل مسبار الأمل رسائل فخر وأمل وسلام إلى المنطقة العربية ويهدف إلى تجديد العصر الذهبي للاكتشافات العربية.
استكشاف القمر.. أول مستكشف إماراتي وعربي
أعلنت الإمارات في 29 سبتمبر/ أيلول 2020 عن أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر والتي تدخل ضمن الاستراتيجية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء "2021 - 2031"، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد"، يتم تصميمه وبنائه بجهود إماراتية 100%، لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر.
وقبل نحو أسبوعين تم الكشف عن اقتراب فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، التي تعد المهمة العربية العلمية الأولى من نوعها، من إنجاز مهمته في تطوير وإطلاق أول مستكشف عربي يهبط على سطح القمر خلال الأشهر المقبلة.
نوابغ العرب.. مبادرة ملهمة
وشهد عام 2020 كذلك إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن إطلاق برنامج "نوابغ الفضاء العرب" الأول من نوعه عربيا، الذي يهدف لاحتضان ورعاية مجموعة متميزة من المواهب والنوابغ العرب وتدريبهم وتأهيلهم في علوم الفضاء وتقنياته كي يكونوا جزءا من نخبة من العقول العربية الفذة التي تشكل إضافة نوعية للمجتمع العلمي العالمي، كما تسهم في دفع مسيرة التنمية العلمية والاقتصادية والبشرية في مجتمعاتها.
استكشاف الزهرة.. انفرادات بالجملة
كشفت الإمارات في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر 5 سنوات.
وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلته الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028، وتستغرق مدة المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات 5 سنوات تمتد من عام 2028 حتى عام 2033.
وستحقق الإمارات مع إتمام مهمتها الفضائية التاريخية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات بالمجموعة الشمسية انفرادات بالجملة، حيث ستنفذ هبوط تاريخي سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
أيضا سيقوم المشروع الفضائي الإماراتي العالمي باستكشاف مجموعة كويكبات داخل المجموعة الشمسية لم تصل إليها أي مهمة فضائية من قبل.
للمرة الأولى عربيا، ستتولى كوادر وطنية إماراتية مهمة إدارة مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، حيث ستعتمد الإمارات على الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الوطنية الإماراتية التي تعمل في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
عضوية المنظمات العالمية.. ريادة متواصلة
نجحت وكالة الإمارات للفضاء في الحصول على عضوية مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية الوكالات الدولية ذات الصلة بشؤون الفضاء، من بينها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء (وهي أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية)، وعضوية لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وعضوية "الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية"، وعضوية "مجموعة مراقبة الأرض" المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض.
وفازت دولة الإمارات مطلع يونيو/ حزيران الماضي برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، أحد أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية.
أول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة بالمحطة الدولية
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة 29 أبريل/ نيسان الماضي عن إطلاق مهمة فضائية جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر، وذلك من خلال توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين مركز محمد بن راشد للفضاء وشركة "أكسيوم سبيس"، الشركة المتخصصة في رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية الفضائية في الولايات المتحدة الأمريكية لاستكشاف الفضاء.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "قبل أكثر من خمسة أعوام أطلقنا برنامج الإمارات لرواد الفضاء وأرسلت الإمارات أول رائد فضاء إماراتي عربي في رحلة تاريخية لمحطة الفضاء الدولية.. نعلن عن تعاون جديد بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية لإرسال رائد فضاء إماراتي في أول مهمة طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية".
وأضاف: "محطة جديدة لقطاع الفضاء في دولة الامارات بتوقيع اتفاقية جديدة لإرسال أول رائد فضاء عربي لمهمة طويلة تمتد 180 يوما لمحطة الفضاء الدولية.. الإمارات ستكون الدولة الــ11 في التاريخ التي ترسل مهمة طويلة الأمد للفضاء.. فخورون بشباب الإمارات".
ويهدف التعاون الفضائي إلى إطلاق أول مهمة عربية طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية ويخوضها رائد فضاء إماراتي، وستعمل الاتفاقية على تعزيز التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث سيتعاون الطرفان بشكل مكثف خلال مدة المهمة التي تبلغ 6 أشهر.
وستنطلق الرحلة في ربيع عام 2023، وستكون هذه البعثة المهمة الثانية لوصول رواد فضاء إماراتيين إلى محطة الفضاء الدولية، حيث سجل هزاع المنصوري سبقاً بالدخول إليها على متن مركبة "سويوز إم أس 15"، وذلك في أواخر سبتمبر من العام 2019.
المريخ 2117.. نجاح "المهمة رقم 1"
ولأن طموحات الإمارات بلا حدود وإنجازاتها تتجاوز كل الحدود، كان العالم على موعد مع إنجاز جديد، الأحد، مع إتمام انتهاء أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء في روسيا، بخروج رائد محاكاة الفضاء الإماراتي المشارك في هذه التجربة الرائدة صالح العامري من عزل خضع له على مدار 8 شهور ، ليكون أول رائد محاكاة فضاء عربي يشارك بـمهمة"سيريوس 21".
يأتي ذلك ضمن مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1"، الذي يدخل ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس 21".
وخضع العامري لعزل استمر 8 شهور في المجمع التجريبي الأرضي في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو في روسيا،أجرى خلالها عشرات التجارب المهمة.
واستهدفت المهمة دراسة تأثير العزلة في مكان مغلق لفترة طويلة على الحالة النفسية والجسدية للإنسان بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وستؤدي مشاركة الإمارات في هذه المهمة دوراً محورياً في تطوير الإمكانات الإماراتية وستُسهم في تعزيز برنامج المريخ 2117، الذي يهدف إلى إنشاء مستوطنات بشرية على المريخ بحلول عام 2117.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA==
جزيرة ام اند امز