قطاع الفضاء بالإمارات.. 4 إنجازات في شهر تعزز الريادة
انتهت أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء في روسيا، في إنجاز جديد يرسخ مكانة الإمارات كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء.
يأتي هذا الإنجاز بعد يومين من كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" عن مجموعة جديدة من الملاحظات العلمية الخاصة بالغلاف الجوي لكوكب المريخ، ستسهم بشكل كبير في الارتقاء بالجهود البحثية والتحليلات الدقيقة حول المريخ وغلافه الجوي.
أيضا يأتي الإنجاز الجديد بعد نحو أسبوعين من الكشف عن اقتراب فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، التي تعد المهمة العربية العلمية الأولى من نوعها، من إنجاز مهمته في تطوير وإطلاق أول مستكشف عربي يهبط على سطح القمر خلال الأشهر المقبلة.
وقبل نحو شهر فازت دولة الإمارات برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، إحدى أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية.
4 إنجازات خلال شهر فقط، رصدتها "العين الإخبارية" ترسخ مكانة الإمارات كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء، وتعزز موقعها مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومختبراً مفتوحاً لبرامجه ومشاريعه وتقنياته المتقدمة، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية يوفر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي في قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية ويضعه في خدمة المجتمع العلمي العالمي.
أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء
انتهت، الأحد، أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء في روسيا، بعد تجارب علمية دامت 8 أشهر.
وخرج رائد محاكاة الفضاء الإماراتي صالح العامري، من العزل الذي خضع له بالمجمع المعزول بالعاصمة الروسية موسكو، بعد انتهاء أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء استمرت 8 أشهر، ودرست تأثير العزلة في مكان مغلق لفترة طويلة على الحالة النفسية والجسدية للإنسان.
وحسبما نشره حساب مركز محمد بن راشد عبر "تويتر"، شملت المهمة 70 تجربة عملية، تضمنت 6 مجالات.
ومشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء "المهمة رقم 1" تتلخص بدراسة آثار العُزلة على الإنسان من الناحية النفسية والفيزيولوجية وعلى ديناميكيات الفريق بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وتهدف دولة الإمارات من وراء هذه المهام، إلى تحقيق رؤيتها الطموحة في عالم الفضاء الذي بات حيويًا في هذا العصر، حتى تتمكن من بناء قواعد معرفية تخدم المجتمع.
كما تعد هذه الخطوات هامة لدعم برنامج "المريخ 2117"، الساعي إلى تدشين مستوطنات للبشر على هذا الكوكب، ويدعم مهام رواد الفضاء في رحلاتهم إليه مستقبلًا.
مسبار الأمل.. إنجازات جديدة
يأتي هذا الإنجاز بعد يومين من كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" مطلع يوليو/ تموز الجاري عن مجموعة جديدة من الملاحظات العلمية الخاصة بالغلاف الجوي لكوكب المريخ، وذلك ضمن الدفعة الرابعة من البيانات العلمية الخاصة بالمهمة.
وتؤكّد البيانات الجديدة، التي جمعتها أجهزة "مسبار الأمل" خلال مهمته حول مدار المريخ بين ديسمبر/ كانون الأول 2021 وفبراير/ شباط 2022، مدى كفاءة وإمكانات هذه الأجهزة والأداء المُذهل الذي تُقدمه.
ووصل إجمالي حجم البيانات التي جمعها "مسبار الأمل" حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر إلى 118.5 جيجابايت، وذلك مع إصدار الدفعة الرابعة من المعلومات والصور والبيانات التي يصل حجمها إلى 688.5 جيجابايت.
وتشمل أحدث البيانات الصادرة عن المهمة ما رصده المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية "EMUS" من ملاحظات جديدة توفر تغطية أفضل لشفق المريخ.
كما رصد المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية جسيمات الطاقة الشمسية والأشعة الكونية المجريّة من خلال تجربة أجراها عبر مراقبة ما يلتقطه الجهاز وهو مغلق. وأظهر المقياس أيضاً، في إطار تجربةٍ لتوصيف الكاشف، تبين إمكانية العمل بحساسية ودقة أعلى إن احتاج الأمر عند التقاط الملاحظات العلمية.
وتمكنت كاميرا الاستكشاف الرقمية "EXI"الخاصة بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من التقاط صور خاصة عالية الدقة، حيث رصدت الكاميرا، التي صُممت خصيصاً لالتقاط التحركات والتغيرات التي تطرأ في الغلاف الجوي، حركة الغبار في 9 و29 يناير/ كانون الثاني و23 فبراير/ شباط، كما راقبت السحب في 42 ديسمبر/ كانون الأول و7 و25 يناير/ كانون الثاني.
وتمّت مشاركة الدفعة الرابعة من البيانات والمعلومات مع المجتمع العلمي والمهتمين بعلم الفلك في جميع أنحاء العالم من خلال مركز البيانات على الموقع الإلكتروني الرسمي للمشروع، حيث تصدر البيانات كُل ثلاثة أشهر بعد تصنيف جميع البيانات التي تجمعها الأجهزة العلمية لمسبار الأمل ومعالجتها من قبل الفريق.
ولاقت الحزم الثلاث الأولى من البيانات اهتماماً واسعاً في أوساط العلماء والباحثين والخبراء والمهتمين بعلم الفلك حول العالم، علماً أنّه جرى تحميل ما يصل إلى 1.7 تيرابايت من البيانات لغاية هذا التاريخ.
ويواصل "مسبار الأمل" الإماراتي، أول مسبار عربي وإسلامي يصل إلى مدار كوكب المريخ، مهمته العلمية لجمع معلومات وبيانات لم تتوصل إليها البشرية من قبل.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ في 9 فبراير/شباط 2021 مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة.
ونجح المسبار في أبريل/نيسان الماضي في رصد ظاهرة فريدة لم يسبق رؤيتها أطلق عليها فريق العمل اسم "الشفق المنفصل المتعرج" والتي تفتح آفاقا جديدة للتعمق بدراسة بيئة البلازما ذات الديناميكية العالية في المريخ.
قرب إطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر
يأتي الإنجازان بعد نحو أسبوعين من الإعلان عن قرب إطلاق أول مستكشف إمارات وعربي على سطح القمر خلال الأشهر المقبلة.
و استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة 16 يونيو/ حزيران الماضي فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر، التي تعد المهمة العربية العلمية الأولى من نوعها، بالتزامن مع استقبال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لفريق عمل المهمة مع اقترابه من إنجاز مهمته في تطوير وإطلاق أول مستكشف عربي يهبط على سطح القمر خلال الأشهر المقبلة.
وكانت الإمارات أعلنت في 29 سبتمبر/ أيلول 2020 عن أول مهمة عربية علمية لاستكشاف القمر والتي تدخل ضمن الاستراتيجية التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء "2021 - 2031"، حيث يشمل المشروع تطوير وإطلاق أول مستكشف إماراتي للقمر تحت اسم "راشد"، يتم تصميمه وبناؤه بجهود إماراتية 100%، لتكون دولة الإمارات بذلك رابع دولة في العالم تشارك في مهام استكشاف القمر لأغراض علمية ، وأول دولة عربية تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر.
فوز الإمارات برئاسة لجنة "كوبوس" الأممية
يأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من فوز دولة الإمارات مطلع يونيو/ حزيران الماضي برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، أحد أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية.
وسيتولى عمران أنور شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ منصب رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس".
وبحسب النظام المعمول به في المؤسسة الأممية، تستمر رئاسة دولة الإمارات للجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، التي تأسست لأول مرة العام 1959، وتتبع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، لمدة عامين 2022-2023.