الشارقة تحمل رسالة الثقافة الإماراتية والعربية بـ"تورينو للكتاب"
معرض تورينو الدولي للكتاب 2019 يختار الشارقة ضيفا للشرف، وذلك تكريما لثقلها المحوري في الساحة الثقافية الإقليمية والعالمية.
تحل إمارة الشارقة بدولة الإمارات، العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، ضيف شرف على معرض تورينو الدولي للكتاب 2019، وذلك تكريماً لمسيرة عطائها وثقلها المحوري في الساحة الثقافية الإقليمية والعالمية.
وتشارك الشارقة ضمن جناح مخصص بمشاركة وفد من أدباء ومثقفين وفنانين إماراتيين ينقلون رسالة الأدب والثقافة الإماراتية والعربية لنظرائهم الأوروبيين، خلال الفترة من 9 حتى 13 مايو الجاري.
وتنظّم الشارقة وبإشراف من هيئة الشارقة للكتاب وبالتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات الثقافية والتراثية مجموعة من الفعاليات والندوات الحوارية والعروض التراثية التي تركّز في مضامينها على نقل صورة حضارية عن الثقافتين العربية والإماراتية للمثقفين الأوروبيين إلى جانب استعراض الإصدارات العربية المترجمة باللغة الإيطالية، حيث سيتم إطلاق 57 كتاباً إماراتياً باللغة الإيطالية خلال المعرض.
ويشارك في الجناح المخصص للشارقة كلّ من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ومكتب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون وجمعية الناشرين الإماراتيين ومدينة الشارقة للنشر ودائرة الثقافة في الشارقة ومعهد الشارقة للتراث والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، مجلس إرثي للحرف المعاصرة ومنشورات القاسمي ومجموعة كلمات وثقافة بلا حدود ومبادرة 1001 عنوان.
وحول هذه المشاركة، أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة رئيس وفد الشارقة المشارك بمعرض تورينو الدولي للكتاب، أن الشارقة تنطلق في مجمل علاقاتها مع مدن العالم من رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعية إلى اعتماد الثقافة جسراً للحوار والتواصل، وهذه الرؤية نجحت في جني ثمار كبيرة للثقافة الإماراتية والعربية بصورة عامة، فاليوم يحتفي العالم بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 ويكرم مسيرتها الثقافية، وما اختيار الشارقة ضيف شرف تورينو الدولي للكتاب إلا واحد من صور تعزيز العلاقات الثقافية مع الإمارة، والاحتفاء بجهودها، وتثمين دورها بين المدن الثقافية العالمية.
وتابع رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة أن "المعارض والفعاليات الثقافية الدولية فرصة مهمة لتعزيز أسس التعاون المشترك والروابط الثنائية بين البلدان، بل هي مناسبة مهمة لدعوة جميع الثقافات والحضارات للالتقاء وتبادل المعارف، والتقاء إمارة الشارقة مع مدينة تورينو صاحبة التاريخ الثقافي الطويل فرصة لتعزيز العلاقات التاريخية التي تربط الإمارة بالمدينة، وتمهيد الطريق أمام مزيد من سبل التعاون والعمل المشترك مع مختلف المؤسسات الثقافية والمعرفية في الإمارة ونظيرتها في إيطاليا".
وتابع الشيخ فاهم القاسمي أن الثقافة هي نتاج التجارب، وما من شعب في هذا العالم انطلق من تجربته الخاصة إلا وكان بها نسج من ثقافات وحكايات الشعوب الأخرى، فاللغة والفنون والموسيقى وغيرها من أشكال الإبداع الإنساني لم تأتِ وليدة صدفة صانعها، بل هي نتاج تبادل كبير للأفكار والإبداعات، وهذا ما يؤكد أثر وقيمة الملتقيات الثقافية العالمية ويفتح من خلالها الباب على أشكال جديدة من التواصل والتفاهم والحوار.
من جهته، أكد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن الهيئة تمضي في ترجمة رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تدعو للانفتاح على الثقافات العالمية ومد جسور التواصل مع مختلف الحضارات الإنسانية، مشيراً إلى حرص الهيئة على نقل رسالة الشارقة ومشروعها الثقافي الذي امتد على ما يزيد على أربعين عاماً من الجهود والعطاء المتواصلين من أجل خدمة الإنسان والارتقاء بمعارفه وأفكاره.
وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف على معرض تورينو الدولي للكتاب تتويج وتكريم لجهود بذلتها الإمارة طوال السنوات الماضية بعد أن حلّت ضيفاً على أحداث عالمية ثقافية كبرى مثل معرض نيودلهي الدولي للكتاب ومعرض باريس الدولي للكتاب ولأول مرة في القارة اللاتينية ممثلاً للعرب والمنطقة الخليجي في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، لتجمع العالم بأسره على الثقافة العربية الأصيلة.
وأضاف: "لطالما أكدت إمارة الشارقة أن الثقافة والكتاب صنوان لجوهر العمل الإبداعي الإنساني، ومنطلق نحو تعزيز معارف وخبرات الأفراد، وها هي وبعد تاريخ متواصل من العمل الدؤوب تستعد للاحتفال بلقب العاصمة العالمية للكتاب 2019 طيلة عام كامل، سخّرت له مختلف الهيئات والمؤسسات فيها طاقاتها، ووضعت سلسلة من الفعاليات الثرية والغنية التي تسهم في نقل صورة حضارية عن الواقع الذي تعيشه الشارقة للعالم بأسره".
وتنظم الشارقة خلال مشاركتها في الحدث سلسلة من الجلسات الأدبية والحوارية والنقاشية التي تقودها مجموعة من المبدعين الإماراتيين والعرب، حيث سيكون زوّار وجمهور المعرض على موعد مع أمسيات شعرية وأدبية يقدمها نخبة من الأدباء والشعراء، إلى جانب الجلسات الفكرية التي تناقش أهم المنجزات الثقافية التي قدمتها الإمارة، واستعراض المبادرات والبرامج الثقافية التنموية المهمة التي تنطلق من الإمارة.
ويعدّ معرض تورينو الذي انطلقت أولى دوراته في عام 1988، أحد أكبر معارض الكتب في إيطاليا، وأبرزها على الصعيد الأوروبي، الذي يستقطب سنوياً أعداداً كبيرة من ألمع الكتاب والمؤلفين، وأهم دور النشر الأوروبية والعالمية الذين يستعرضون تجاربهم الثقافية على مدار خمسة أيام، حيث يتميز الحدث بالمشاركة الواسعة في فعالياته، ونشاطاته التي ينظمها من قبل شرائح واسعة من المتخصصين والمهنيين في العديد من المجالات المرتبطة بالكتاب.