مسبار الأمل الإماراتي يقطع ثلث رحلته نحو الكوكب الأحمر
كاميرا تتبع النجوم التقطت أول صورة لوجهة مسبار الأمل نحو المريخ وذلك على مسافة مليون كيلومتر من كوكب الأرض.
قطع مسبار الأمل، الذي يقترب من مرور شهرين على إطلاقه، نحو ثلث إجمالي مسافة رحلته نحو المريخ، والتي تبلغ 493.5 مليون كيلومتر، فيما يواصل رحلته حالياً بنجاح.
وكشف الحساب الرسمي لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" على موقع "تويتر"، أنه بقي أمام المسبار 321.5 مليون كيلومتر قبل أن يصل إلى وجهته بحلول فبراير المقبل.
هل تعلم أين مسبار الأمل الآن؟
— Hope Mars Mission (@HopeMarsMission) September 15, 2020
نقترب من مرور شهرين على إطلاق #مسبار_الأمل. قطعنا نحو ثلث المسافة الإجمالية إلى الكوكب الأحمر، ونواصل حالياً رحلتنا التي لا تزال في مرحلة الملاحة. بقي أمام المسبار 321,520,536 كم قبل أن يصل إلى وجهته.#العرب_إلى_المريخ#موقع_المسبار pic.twitter.com/f3wlJQh2EH
وأنهى المسبار مرحلة اختبارات ما بعد الإطلاق بنجاح تام، ولكي يقطع المسبار مسافة 493.5 مليون كيلومتر للوصول إلى المريخ، فإنه يحتاج خلال رحلته الطويلة إلى أجهزة وكاميرا تعقب للنجوم والتي من شأنها أن تساعد في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.
وسيحتاج إلى تحديد موقعه بدقة في الفضاء بشكل دائم، ليتمكن من توجيه اللاقط الخاص به باتجاه الأرض، ولهذا يعتمد على مجسات تعقب النجوم مستخدماً أنماط التجمعات النجمية، فيما يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذي اعتاده البدو والبحارة في قديم الزمان للاستدلال على طريقهم، فيما تساعد أجهزة التعقب هذه في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.
والتقطت كاميرا تتبع النجوم أول صورة لوجهة المسبار نحو المريخ وذلك على مسافة مليون كيلومتر من كوكب الأرض، فيما جاء ذلك ضمن خطط الاختبارات المعيارية والمراجعات للتأكد من عمل أجهزة الملاحة الفضائية ومطابقتها للمواصفات التي وُضعت لها.
وعند وصول المسبار، فسوف يدرس مناخ المريخ، ويعطي نظرة شاملة لنظام الطقس على الكوكب، لذلك ينتظر العالم بفارغ الصبر ليرى نتائج هذه الرحلة.
ومن أجل وصول المسبار إلى المريخ، يتعين على المركبة الفضائية إجراء نحو 6 مناورات لتصحيح المسار، نفذ المسبار بالفعل واحدة منها في وقت سابق من شهر أغسطس/آب الماضي.
وقال عمران شرف، مدير مشروع البعثة في بيان: "لقد أنجزنا مناورة تصحيح المسار الأولى، والتي كانت أول اختبار لأنظمة الدفع والتحكم في المسار، وكذلك المرة الأولى التي تمَّ فيها تنشيط المحركات الست للمركبة الفضائية".
وأضاف: "استغرقت هذه المهمة 21 ثانية وضعتنا على الطريق الصحيح نحو المريخ، فنحن سعداء بأداء المسبار حتى الآن".
وتمَّ تطوير مركبة المريخ المدارية من قبل مركز محمد بن راشد للفضاء، بالشراكة مع مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو، وبمجرد وصوله إلى الكوكب الأحمر، سيبقى هناك لمدة عام مريخي واحد تقريبًا، أي ما يعادل عامين على الأرض.
ويعد "مسبار الأمل" رسالة تأكيد للجميع على قدرة دولة الإمارات والعالم العربي على إنجاز مشاريع ضخمة وقفزات علمية مهمة إذا ما توفرت الرؤية والثقة بالقدرات والإمكانات والطاقات البشرية، فهذا المشروع هو استثمار في المستقبل ومصدر إلهام للشباب بأن لا حدود للإمكانات عند توفر الإرادة والتصميم.
كما أنه رسالة إلى أجيال المستقبل أن لا شيء مستحيل ويمكن لأصحاب العزيمة تخطي الحواجز والتحديات والتطلع إلى اكتشاف المزيد وتحويل التحديات إلى فرص.
ويرسخ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ اهتمام شباب الدولة والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها، كما يسهم لاستكشاف المريخ في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية.