مسبار الأمل الإماراتي.. صورة مريخية شاملة
مسبار الأمل الإماراتي سيوفر أول صورة شاملة عن الظروف المناخية على كوكب المريخ ويرصد تغير الجو خلال فترات اليوم وبين فصول السنة.
ينطلق مسبار الأمل الإماراتي، الإثنين، 20 يوليو/تموز 2020، في تمام الساعة 1:58 بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات في رحلته التاريخية لكوكب المريخ، وفقا لما كشفت عنه وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء.
وسيكون إطلاق المسبار من مركز تانيغاشيما الفضائي باليابان، في هذا الموعد المبدئي وفقا لحالة الطقس واستقرارها لضمان نجاح هذه المهمة.
مهام علمية متنوعة
من المخطط أن يصل مسبار الأمل الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ في الربع الأول من عام 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، في رحلة يتوقع أن تستغرق سبعة أشهر، يقطع خلالها المسبار 493 مليون كيلومتر.
وسوف يظل مسبار الأمل في مدار الكوكب الأحمر سنة مريخية كاملة، أي ما يعادل 687 يوماً، يجمع خلالها بيانات علمية مهمة.
وسيوفر المسبار أول صورة شاملة عن الظروف المناخية على كوكب المريخ على مدار العام، ورصد تغير الجو خلال فترات اليوم وبين فصول السنة، وهو ما يشكل سابقة علمية من نوعها، إذ أن معظم مهمات استكشاف المريخ السابقة انصب تركيزها على دراسة تضاريس الكوكب الأحمر والطبيعة الجيولوجية له وليس المناخ.
ومن شأن هذا الأمر أن يوفر للعلماء معلومات جديدة عن مناخ المريخ، بما في ذلك العواصف الترابية المريخية الشهيرة التي تهب على الكوكب الأحمر على شكل أكوام هائلة من الغبار الأحمر فتغمر الكوكب بالكامل، مقارنة بالعواصف الترابية على كوكب الأرض والتي تكون وجيزة وتحدث في مواقع محددة.
كذلك، تشمل مهام مسبار الأمل العلمية استقصاء أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، وتقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ، ومعرفة أسباب تآكل سطح المريخ.
كما ستتم دراسة العلاقة بين مناخ المريخ الحالي وما كان عليه في الزمن الماضي قبل تلاشي غلافه الجوي، إذ من المهم معرفة أسباب هذا التآكل لمقارنة ذلك مع التحديات المناخية التي تواجهها البشرية على كوكب الأرض.
وسوف يقوم مسبار الأمل بجمع هذه البيانات الضخمة عن كوكب المريخ وإيداعها في مركز للبيانات العلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر عدد من محطات الاستقبال الأرضية المنتشرة حول العالم.
وسيقوم الفريق العلمي للمشروع في الإمارات بفهرسة هذه البيانات وتحليلها ليتم مشاركتها بشكل مفتوح ومجاني مع المجتمع العلمي في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
وسوف تشكل هذه الثروة العلمية الهائلة التي توفرها دراسة مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي والظروف التاريخية التي مر بها الكوكب إضافة نوعية للمعرفة البشرية، بحيث تساعد العلماء والباحثين على دراسة إمكانية بناء مستوطنات بشرية في كوكب المريخ في المستقبل المنظور، واستشراف إمكانية الحياة في كواكب أخرى.
يأتي ذلك إضافة إلى أن فهم التغيرات الجيولوجية والمناخية التي مر بها كوكب المريخ والكواكب الأخرى من شأنه مساعدتنا على فهم التطورات والتغيرات مر بها كوكب الأرض، وبالتالي نكون أقدر على التعامل مع التحديات التي تواجه البشرية على الأرض وإيجاد حلول لها.
مبادرة استراتيجية وأهداف وطنية
ويعد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، أضخم مبادرة استراتيجية وطنية علمية من نوعها أطلقت في عام 2014، بحيث تكون دولة الإمارات أول دولة عربية ترسل مهمة فضائية إلى الكوكب الأحمر بما يسهم في إثراء المجتمع العلمي العالمي وخدمة الإنسانية.
وتتولى وكالة الإمارات للفضاء كافة الإشراف على التفاصيل اللازمة لتنفيذ المشروع، بينما يقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بمتابعة تنفيذ عمليات تصميم وبناء مسبار الأمل.
وفي إطار الرؤية الاستراتيجية للمسبار، وعلى المستوى الوطني، يهدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ إلى تطوير رأس المال البشري في الإمارات، وتعزيز ثقافة الابتكار والريادة والتميز العلمي في الإمارات، وإلهام الأجيال الشابة من الإماراتيين وتشجيعهم على الإقبال على دراسة التخصصات العلمية كالتكنولوجيا المتقدمة وعلوم الفضاء وتقنياته، كي ينضموا إلى مجتمع إماراتي علمي يشهد نمواً متزايداً من العلماء والمهندسين والباحثين في مجال الفضاء، والارتقاء بجهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية.
كما يهدف إلى تعزيز مساعي الإمارات في تطوير منظومتها الاقتصادية وتنويعها من خلال مبادرات ومشاريع استراتيجية تدعم توجهها نحو اقتصاد المعرفة الذي يشكل عصب اقتصاد المستقبل، علاوة على ترسيخ مكانة الإمارات باعتبارها الدولة الأكثر تقدماً وتطوراً في المنطقة في قطاع الصناعات الفضائية، وبناء شراكات دولية في قطاع الفضاء بما يسهم في تحقيق الفائدة للبشرية، والتصدي لأبرز التحديات التي يواجهها العالم.