تحدي الطقس إحداها.. 4 محطات حاسمة في رحلة "مسبار الأمل"
اختيار توقيت الإطلاق يمثل إحدى أهم المحطات الحاسمة في رحلة المسبار التي تستعرضها "العين الإخبارية" في هذا التقرير.
كان من المتوقع أن تحذو الإمارات حذو وكالة الفضاء الأوروبية التي أجلت مهمتها المشتركة مع روسيا إلى كوكب المريخ "إكزومارس" بسبب جائحة "كوفيد -19".
ولكن الإمارات اختارت خوض هذا التحدي الذي ترتب عليه تنفيذ إجراءات غير مسبوقة لنقل "مسبار الأمل" من مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء في دبي إلى جزيرة "تانيغاشيما" في اليابان، موقع إطلاق المسبار، ليشكل إحدى أهم المحطات الحاسمة في رحلة المسبار، والتي يمكن أن نقسمها إلى 4 محطات: 2 بالأرض، و2 بالفضاء.
أولاً: المحطات الأرضية الحاسمة
1- نقل المسبار في ظل جائحة "كوفيد- 19"
فرضت الجائحة على الإمارات القيام بنقل المسبار إلى محطة الإطلاق باليابان في وقت أبكر من الموعد المحدد، وتم إنجاز هذه العملية في رحلة امتدت لأكثر من 83 ساعة، براً وجواً وبحراً، وتم فيها التغلب على كل التحديات الراهنة الناجمة عن تفشي الوباء عالمياً.
ومرت عملية نقل المسبار بثلاث مراحل رئيسية بالغة الدقة، وشملت المرحلة الأولى نقله من مركز محمد بن راشد للفضاء إلى مطار آل مكتوم الدولي، والثانية نقله عبر طائرة شحن عملاقة من طراز "أنتينوف" تعد الأكبر في العالم إلى مطار ناغويا الياباني، والثالثة نقله براً وبحراً إلى المحطة الفضائية في جزيرة تانيغاشيما باليابان.
وسبق وصول المسبار إلى اليابان فريق عمل لاستقباله، حيث خضعوا لإجراءات الحجر الصحي 14 يوماً التي فرضها انتشار الوباء، ليشرفوا على نقله إلى محطة الإطلاق إلى الفضاء.
2- اختيار توقيت إطلاق المسبار
وكما نجحت الإمارات في مواجهة هذا التحدي بنجاح، تستعد لإطلاق المسبار بمعنويات عالية، كما قالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات، وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، في تصريحات لقناة "أبوظبي" في 15 يوليو/تموز الجاري تعليقاً على قرار إرجاء موعد إطلاق المسبار.
وقالت الأميري إن قرار التأجيل جاء بعد التأكد من أن حالة الجو ستكون متقلبة وتؤثر على عملية الإطلاق، وهو ما سيترتب عليه إعادة خطط الإعداد للإطلاق وفق الموعد الجديد الذي يتحدد لاحقاً.
وحددت وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء، موعداً مبدئياً للإطلاق يكون خلال الفترة ما بين 20 و22 يوليو/تموز الجاري، وأرجعت ذلك إلى استمرار الأمطار الرعدية والسحب الركامية وعدم استقرار الأحوال الجوية خلال الأيام المقبلة في جزيرة تانيغاشيما، مركز إطلاق الصاروخ الذي يحمل "مسبار الأمل".
ثانياً: المحطات الفضائية الحاسمة
3- انفصال المسبار عن الصاروخ
بعد تجاوز تحدي الطقس، وإطلاق الصاروخ حاملاً المسبار، سيكون ذلك اليوم حاسماً في مسيرة الرحلة، إذ أنه سيعطي إشارة بأن الأمور تسير وفق ما هو مخطط بها، عندما ينفصل المسبار عن الصاروخ بعد مغادرة الغلاف الجوي للأرض، وتفتح بعدها ألواحه الشمسية، ومن بعدها يتم التقاط أول تردد من المسبار في المحطة الأرضية.
وخلال تلك المحطة الهامة يتم التحكم والنظر إلى البيانات الأولية القادمة من المسبار والتي يتم التأكد من خلالها أن كل أجهزته وخاصة أنظمة الطاقة تعمل بشكل جيد، وأن الألواح الشمسية بدأت في شحن بطاريته.
4- دخول المسبار مدار المريخ الأولي
وبعد أن يتم التأكد من أن كل شيء على ما يرام في المحطة الثالثة، يتم في المحطة الرابعة تشغيل نظام الدفع، والذي يعطي المسبار سرعة باتجاه المريخ، وبعد 7 أشهر وقبل وصول المسبار للكوكب يتم تشغيل نظام الدفع لأكثر من نصف ساعة لإبطاء سرعة المسبار، حتى يتمكن من دخول مدار المريخ الأولي.
وعند دخول المسبار المدار الأولي يتم التأكد حينها من أن أجهزة المسبار تعمل بشكل صحيح في هذا المدار، ثم ينتقل المسبار إلى المدار العلمي الذي يبعد 20 ألف كيلومتر (كأقرب نقطة) عن سطح المريخ، و43 ألف كيلومتر (كأبعد نقطة) عن سطح المريخ، وتستغرق الدورة الواحدة للمسبار حول المريخ نحو 55 ساعة، وحينها تبدأ المهمة العلمية للمسبار في نهاية أبريل/نيسان 2021.