جسور إنسانية لإغاثة الأطفال.. الإمارات تنقذ «ملائكة غزة»
جسور إنسانية متتالية لنقل أطفال غزة عبر مبادرات تُربت بها الإمارات وقيادتها على قلوب ملائكة الأرض، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم.
جسور تتواصل تنفيذًا لمبادرتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من المصابين وعلاج 1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
مبادرات تعطي رسائل أخوة ودعم من الإمارات لأشقائهم في فلسطين، وتضيء شعاع أمل بغد أفضل عبر إنقاذ أجيال المستقبل في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل.
الدفعة العاشرة
ضمن أحدث مستجدات تلك الجسور الإنسانية المتواصلة، وصلت اليوم الأربعاء، الدفعة العاشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، فيما تعد ثاني دفعة تصل الإمارات خلال أسبوع.
وحطت الطائرة، القادمة من مطار العريش في مطار أبوظبي الدولي، وعلى متنها 86 من الذين يحتاجون للرعاية الطبية والمرافقين من عائلاتهم.
وأعرب المصابون وذووهم لـ"العين الإخبارية" عن شكرهم لدولة الإمارات على هذه المبادرات الإنسانية، والاستجابة العاجلة لاحتياجات الشعب الفلسطيني، من أجل تخفيف معاناتهم.
مبادرات تجسد حرص الإمارات على دعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة وتخفيف معاناتهم، من خلال علاج الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وذلك بعد التدهور الكبير الذي أصاب القطاع الصحي وعدم قدرته على تلبية الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، وكذلك من خلال عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
وتوفر مستشفيات الإمارات، أعلى مستويات الرعاية الصحية للأطفال المصابين ومرضى السرطان، وذلك تجسيدا لتوجيهات القيادة الإماراتية.
وتجسد هذه المبادرة نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، خاصة من الفئات الأكثر ضعفاً وفي مقدمتها الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل)، والذي يأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
وسارعت دولة الإمارات، منذ بدء الأزمة إلى تقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية والإغاثية العاجلة لقطاع غزة، وتم إطلاق عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في القطاع.
ووفقًا لإحصاءات عملية "الفارس الشهم 3"، استقبلت مستشفيات دولة الإمارات، وقبل وصول الدفعة العاشرة، 474 حالة من الأطفال الجرحى ومرضى السرطان الفلسطينيين.
دعم الأونروا
وبالتوازي مع تلك المبادرات، يتواصل دعم الإمارات الدبلوماسي والإنساني التاريخي المتواصل للفلسطينيين عبر مختلف السبل والآليات والمنظمات الأممية، وعلى رأسها وكالة "أونروا" التي تحرص على توفير التعليم، الأمر الذي يجسد حرص الإمارات على الحفاظ على الحق في التعليم لأجيال المستقبل في فلسطين.
يأتي الدعم الإماراتي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، لمساعدتها في القيام بدورها بتوفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وتزايد الدعم الإماراتي لوكالة "أونروا" في ظل الظروف الراهنة نظرا للدور الذي تقوم به الوكالة في إيصال المساعدات الإنسانية في غزة ودعم اللاجئين الفلسطينيين، في ظل ما يعانونه من أوضاع إنسانية كارثية منذ التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وضمن هذا الإطار يمكن فهم الموقف الإماراتي الدبلوماسي القوي والتاريخي المساند للوكالة في ظل ما تعانيه من محاولات لعرقلة جهودها، بعد ما وجّهت إسرائيل اتهامات لموظفين في الوكالة بالضلوع في هجوم حركة حماس على الدولة العبرية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعلى الرغم من أن الأونروا بادرت بإنهاء عقود الموظفين المتهمين وعددهم 8 من إجمالي 13 ألف موظف للوكالة في قطاع غزة وقامت بفتح تحقيق في الأمر، فإن دولا عدة -على رأسها الولايات المتحدة- سارعت بتعليق تمويلها للوكالة الأممية التي تؤدي دورا حيويا للتعامل مع "وضع كارثي بالأساس" في غزة.
من جهتها دعت الإمارات، الدول المانحة التي قامت بتعليق تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا" إلى إعادة النظر في هذا القرار بشكل عاجل، ومواصلة تقدم الدعم للوكالة لأداء مهامها الإنسانية.
جهود إنسانية ودبلوماسية استبقها وواكبها اهتمام إماراتي متزايد بأطفال فلسطين وبتعليمهم على وجه الخصوص.
وفي إطار الحرص المتواصل على دعم الشعب الفلسطيني، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، في 10 أكتوبر /تشرين الأول الماضي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وسبق أن أعلنت الإمارات مطلع يونيو/حزيران الماضي عن مساهمتها بمبلغ 20 مليون دولار (73.6 مليون درهم)، لدعم "الأونروا".
وبعد نحو شهر ، وتحديدًا في يوليو/تموز الماضي، قررت دولة الإمارات بناء على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، فتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات وكالة أونروا وخدماتها.
وأكّدت دولة الإمارات التزامها الثابت بدعم وكالة "أونروا" ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجه أداءها العمليات الموكلة إليها من قبل الأمم المتحدة، وأداء رسالتها السامية في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وقبل إعلان دولة الإمارات عن تلك المساهمات كانت قد قدمت مساعدات لفلسطين في الفترة ما بين 2018 و2023، بقيمة 521 مليون دولار أمريكي، منها 119.3 مليون دولار من خلال الأونروا.
وتعد الإمارات رابع أكبر دولة عالميًا في تقديم المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1994 بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أمريكي حتى عام 2020، وهي من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أونروا، بمساهمات بلغت أكثر من 828.2 مليون دولار بين عامي 2013 و2020، فضلا عن مشاريعها الإنمائية والإغاثية التي طالت مختلف المناطق الفلسطينية خلال سنوات طويلة.
وقد ساعد الدعم الإماراتي المتواصل للوكالة في تمكين الأونروا من مواصلة تقديم البرامج التعليمية والصحية والغذائية الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
طلاب غزة في جامعة الإمارات
واستمرارا للمبادرات الإماراتية لدعم التعليم؛ قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة، ديسمبر/كانون الأول الماض الماضي باستقبال 33 طالبا وطالبة من أبناء قطاع غزة من أجل الدراسة على نفقة دولة الإمارات.
يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في إطار الدعم المتواصل الذي تقدمه دولة الإمارات لمساندة الأشقاء الفلسطينيين في مختلف المجالات الإنسانية والإغاثية والطبية والتعليمية.
ملحمة إنسانية
وتسطر الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.
ضمن أحدث تلك الجهود، تبحر حاليًا ثاني سفينة مساعدات إماراتية، وعلى متنها 4,544 طنا من المواد الإنسانية متجهة إلى مدينة العريش تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
تأتي تلك المبادرة ضمن 4 مبادرات إنسانية رئيسية أطلقتها الإمارات منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتفرع من كل منها عشرات المبادرات التي تعبر من خلالها دولة الإمارات وقيادتها وشعبها والمقيمين فيها عن قيم التضامن والأخوة والدعم لأهل القطاع.
من أبرز تلك المبادرات "الفارس الشهم 3" والتي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والتي تم من خلالها الإعلان عن مبادرات عدة من أبرزها:
- إنشاء مستشفى ميداني في غزة استقبل حتى اليوم 3902 حالة.
- إقامة 6 محطات لتحلية مياه البحر في رفح تعمل على تحلية 1.2 مليون غالون يومياً، وضخها عبر أنابيب تمتد إلى داخل قطاع غزة، وتغطي احتياجات 600 ألف نسمة.
- إرسال قوافل مساعدات إلى معبر رفح تضم 435 شاحنة.
- تسيير جسر جوي إنساني، وصلت عدد طائراته حتى اليوم 154 طائرة شحن، إضافة إلى سفينة شحن، نقلت 10619 طنًا من المساعدات، ستزيد تلك الكميات إلى أكثر من 15 ألف طن مع وصول سفينة المساعدات الثانية.
وضمن المبادرات المتواصلة أيضًا، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
وجاء إطلاق المبادرة بالتزامن مع وصول الطائرة الأولى التي تحمل على متنها أولى الدفعات ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.
وقبيل وصول الدفعة العاشرة، استقبلت الإمارات 474 حالة على 9 دفعات، لتلقي العلاج في مستشفيات الإمارات.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.
وجنبًا إلى جنب مع تلك المبادرات الثلاث التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها، رسم أهل دولة الإمارات والمقيمون فيها صورة إنسانية ملهمة دعمًا لإخوانهم في غزة عبر مبادرة "تراحم من أجل غزة" التي تم إطلاقها في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما زالت متواصلة.