اليوم 124 للحرب في غزة.. كرة اللهب تحاصر رفح وهدنة تلوح بالأفق
124 يوما من الحرب في غزة لم تكتب نهاية للمعاناة، وإنما فتحت فصولا جديدة في القتال جنوبا، دون أفق واضح لتوقف طويل للمعارك وإغاثة المدنيين.
ووفق تقارير صحفية، فإن مقاتلات الجيش الإسرائيلي، نفذت اليوم الأربعاء، غارات وأحزمة نارية عنيفة شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما يعكس تحول المدينة إلى هدف رئيسي للعمليات الإسرائيلية بقطاع غزة.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل مكثف المناطق الشرقية لرفح، فيما قصفت زوارقه الحربية المناطق الغربية القريبة من الحدود المصرية، وفق المصادر ذاتها.
وقبل أيام، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، باجتياح مدينة رفح على الحدود مع مصر، التي نزح إليها مليون و400 ألف فلسطيني هربا من القصف الإسرائيلي في مختلف مناطق قطاع غزة.
إلى ذلك، وقعت اشتباكات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في منطقة حي الأمل غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وسط قصف مدفعي إسرائيلي على المنطقة.
تزامنت هذه التطورات الميدانية مع تصويت مجلس النواب الأمريكي ضدّ إقرار حزمة مساعدات لإسرائيل بقيمة 17,6 مليار دولار يعارضها الرئيس جو بايدن لأنه يطالب بأن تقترن هذه الأموال بمساعدة لأوكرانيا.
وتدور معركة في الكونغرس بين الجمهوريين والرئيس الديمقراطي بشأن المساعدات الأمريكية لهاتين الدولتين.
وفي حين يريد البرلمانيون المحافظون المقرّبون بمعظمهم من الرئيس السابق دونالد ترامب صرف أموال جديدة بأيّ ثمن لإسرائيل، الحليف التاريخي للولايات المتحدة، في حربها ضدّ حماس، فإنّهم يرفضون إقرار أموال جديدة لكييف، معتبرين أنّ دافعي الضرائب الأمريكيين غير مسؤولين عن تمويل حرب لا تنتهي.
وإدراكاً منه بأنّ الملف الأوكراني لم يعد يعتبر ملحّاً في واشنطن كما كان عليه الحال في بداية الحرب في فبراير/شباط 2022، فإنّ بايدن يطالب منذ أكتوبر/تشرين الأول بأن تصرف الأموال للبلدين ضمن مشروع قانون واحد.
وللتصدّي لمحاولة بايدن دمج هاتين المساعدتين سوياً، أحال الجمهوريون في مجلس النواب على التصويت نصّاً يقرّ المساعدة لإسرائيل فقط.
وكان من شأن النصّ أن يوفّر لإسرائيل مساعدات عسكرية بقيمة 17,6 مليار دولار. لكنّ 167 نائباً ديمقراطياً صوّتوا بـ"لا" بعد أن هدّد بايدن باستخدام حقّ النقض ضد هذا النصّ.
جولة بلينكن
في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل ليل الثلاثاء بالتزامن مع بدء الدولة العبرية درس ردّ حماس على مقترح للتهدئة يشمل إفراج الحركة الفلسطينية عن رهائن تحتجزهم في غزة، مع دخول الحرب في القطاع شهرها الخامس.
واستهلّ بلينكن جولته الشرق أوسطية الجديدة هذه من السعودية التي وصلها الإثنين قبل أن ينتقل منها إلى مصر ثم قطر ومن ثم إلى الدولة العبرية حيث سيلتقي كبار المسؤولين الإسرائيليين.
ويتزامن وصول بلينكن مع شروع إسرائيل في دراسة مقترح جديد للتهدئة مع تواصل القصف على مناطق مختلفة في قطاع غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس سقوط 107 قتلى خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جهته، قال بلينكن الذي يقوم بجولته الخامسة في الشرق الأوسط إنه سيناقش الاقتراح في إسرائيل الأربعاء.
ولاحقا، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ جهاز الاستخبارات "الموساد" يدرس ردّ حماس على مقترح التهدئة.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنّ "الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس. يجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقييما لتفاصيل (هذا الرد) بتمعّن".
"توقف طويل"
وفي واشنطن، قال منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن "ما نحاول القيام به في الصفقة التي يجري العمل عليها هو التوصل لفترة توقف طويلة".
وأضاف أن فترة التوقف الطويلة ستسهم في الإفراج عن المحتجزين وإدخال المساعدات وخفض مستوى العنف بشكل عام.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل أكثر 1160 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية.
كذلك، احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا في غزة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
والأسبوع الماضي، أفاد مصدر في حركة حماس "فرانس برس"، بأن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة.
وتبلور المقترح قبل أيام في باريس حيث اجتمع الوسطاء القطريون والمصريون والأمريكيون.
وتردّ إسرائيل على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول بحملة قصف مركز تلاها هجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 27585 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.