عام الاستعداد للخمسين.. إنجازات استثنائية تعزز ريادة الإمارات
الإنجازات الإماراتية خلال 2020، تؤكد أن "عام الاستعداد للخمسين" هو عام استثنائي في مسيرة التنمية واستشراف المستقبل
أكدت الإنجازات الإماراتية خلال عام 2020، ولاسيما إطلاق "مسبار الأمل الإماراتي" لاستكشاف كوكب المريخ وتشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، أن "عام الاستعداد للخمسين" هو عام استثنائي في مسيرة التنمية واستشراف المستقبل التي تشهدها الإمارات في كافة المجالات.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يشهدها العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، إلا أن الإمارات نجحت كعادتها في تحويل التحديات إلى فرص للإبداع والتطوير.
وهو الأمر الذي ظهر جليا في كيفية تعاملها مع انتشار هذا الوباء والحد من تداعياته عبر جملة من الابتكارات الخلاقة مثل تطوير تقنية لاكتشاف كورونا بالليزر تظهر النتائج خلال ثوان معدودة، واعتماد العلاج بالخلايا الجذعية للمصابين، والدخول بقوة على خط الجهود العالمية لإيجاد لقاح فعال ضد المرض.
وتكتسب الإنجازات الإماراتية في عام 2020 قيمة مضافة كونها تعكس حجم الطموح والإرادة الوطنية.
وتؤكد على الرؤية الحكيمة لقيادة الإمارات التي سخرت كافة السبل للاستثمار في الخبرات والعقول الإبداعية والمواهب والكفاءات الوطنية الاستثنائية لتكون الركن الأساسي الذي تقوم عليه هذه الإنجازات عبر كافة مراحل التخطيط والتنفيذ والتشغيل.
مسبار الأمل
ففي مشروع "مسبار الأمل" عمل نحو 200 إماراتي بجد طوال 6 سنوات، للوصول إلى الكوكب الأحمر، حيث كانت البداية في 2014، وبكادر شبابي يبلغ 75 مهندساً، اكتسبوا خبرات علمية وعملية خلال سنوات قليلة.
وعمل هؤلاء على تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية مثل "دبي سات 1 و2" و"خليفة سات"، ثم بدأوا بوضع التصاميم الأولية للمسبار، ثم ارتفع عددهم وبلغ 150 مهندساً، ليصل فيما بعد إلى 200 مهندس وباحث، 34% منهم من الإناث، عملوا جميعاً من دون توقف حتى تحقق حلم الإطلاق.
ويتميز مشروع مسبار الأمل الإماراتي لاستكشاف المريخ بأنه الأول من نوعه في العالم، الذي يقدم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام.
ومن المخطط أن يدرس المسبار كيفية تفاعل الطبقة العليا، والطبقة السفلى من الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، كما سيرسم صورة جيدة عن مناخ المريخ الحالي، على مدار اليوم وعبر جميع الفصول والمواسم بشكل مستمر، ليكون بمثابة أول مرصد جوي مريخي حقيقي.
"براكة"
بدوره يعكس مشروع "براكة" للطاقة النووية السلمية حجم الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في بناء قدرات الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع.
ويعمل اليوم في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية نحو 244 موظفا 67% منهم إماراتيون، يؤدي 45% منهم أدوارا قيادية ومهمة ويشغلون مناصب قيادية في الإدارات الفنية بقسم العمليات بالهيئة كما تشكل النساء ما يزيد على 40% من موظفيها.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة "APR1400 " .
ويعتبر هذا التصميم من أحدث التصاميم المتطورة لمفاعلات الطاقة النووية حول العالم ويلبي أعلى المعايير الدولية في السلامة والأمان والأداء التشغيلي.
وستوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة "APR1400" في محطة براكة نحو 25% من احتياجات الإمارات من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات.
مكافحة الجائحة
وعلى مستوى مكافحة "كوفيد - 19"، دخلت الكوادر والكفاءات الوطنية الإماراتية من أفراد ومؤسسات بقوة على خط المواجهة منذ اليوم الأول لاكتشاف أول إصابة في الإمارات، وأسهمت من خلال جهودها في تحقيق إنجازات فارقة على المستوى العالمي.
ففي مايو/أيار الماضي أعلنت الإمارات عن منح براءة اختراع لعلاج الالتهابات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" من خلال الخلايا الجذعية، والذي جرى تطويره من قبل فريق أطباء وباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.
كما كشفت الإمارات عن تطوير مختبر "كوانت ليز" ذراع البحث الطبية في "الشركة العالمية القابضة IHC" المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، لأداة جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية باستخدام أشعة الليزر في خلال ثوان الأمر الذي انعكس على توسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق.
هذا وتشهد الإمارات حاليا المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاح لفيروس كورونا والتي تأتي في إطار شراكة بين شركة "تشاينا ناشونال بايوتيك جروب" التابعة لـ"سينوفارم" ومجموعة "جي 42" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية ومقرها أبوظبي، وتحت إشراف دائرة الصحة في أبوظبي ووزارة الصحة.