8 انفرادات إماراتية في رحلة مسبار الأمل إلى المريخ
إنجاز تاريخي حققته الإمارات بوصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ، لتكون أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
ونجح "مسبار الأمل" الإماراتي في الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر عند الساعة 7:42 مساء الثلاثاء بتوقيت الإمارات، منجزاً بذلك أصعب مراحل مهمته الفضائية.
وتوجت الإمارات بذلك الـ50 عاماً الأولى منذ تأسيسها عام 1971 بحدث تاريخي وعلمي غير مسبوق، ليكون هذا الإنجاز احتفالاً يليق باليوبيل الذهبي لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ملخصاً قصتها الملهمة، كدولة جعلت ثقافة اللامستحيل فكراً ونهج عمل وترجمةً حيةً على الأرض.
وتستهدف المهمة المريخية الاستكشافية الإماراتية تقديم بيانات علمية لم يتوصل إليها الإنسان من قبل عن هذا الكوكب.
وبوصول مسبار الأمل إلى مداره في المريخ حققت الإمارات 8 انفرادات تحدث لأول مرة، ترصدها "العين الإخبارية" في التقرير التالي..
أول دولة عربية
أصبحت الإمارات أول دولة عربية تصل إلى المريخ، وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز.
ويسهم هذا المشروع العلمي الطموح في إحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات دولة الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
كما يحمل مسبار الأمل رسائل فخر وأمل وسلام إلى المنطقة العربية ويهدف إلى تجديد العصر الذهبي للاكتشافات العربية.
وبنجاح وصوله للمريخ، أضحى مسبار الأمل مصدر إلهام مئات الملايين من 56 دولة "عربية وإسلامية"، لتكرار هذا الإنجاز، بعد نجاح الإمارات في تسجيل حضور علمي وبحثي عربي مشرّف في مجال استكشاف كوكب المريخ.
سابقة في مجال تسيير المركبات الفضائية
نجح "مسبار الأمل" في خفض سرعته الهائلة من 121,000 كيلومتر في الساعة إلى 18,000 كيلومتر في الساعة باستخدام الدفع الذاتي العكسي لإبطاء اندفاعه في الفضاء العميق ودخول مدار الالتقاء حول الكوكب الأحمر، وتعد تلك سابقة في مجال تسيير المركبات الفضائية.
وكانت اللحظات الحاسمة لمرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر قد بدأت عند الساعة 7:30 مساء بتوقيت دولة الإمارات، مع قيام مسبار الأمل ذاتياً، وفقاً لعمليات البرمجة التي كان فريق العمل قد أجراها مسبقاً قبل إطلاقه، ببدء تشغيل محركاته الستة للدفع العكسي "دلتا في" لإبطاء سرعته من 121 ألف كيلومتر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، مستخدماً نصف ما يحمله من وقود، في عملية استغرقت 27 دقيقة.
وانتهت عملية حرق الوقود عند الساعة 7:57 مساء ليدخل المسبار بأمان إلى مدار الالتقاط، وعند الساعة 8:08 مساءً تلقت المحطة الأرضية في الخوانيج إشارة من المسبار بنجاح مرحلة الدخول إلى مدار المريخ، لتكتب دولة الإمارات اسمها بحروف بارزة في تاريخ المهمات الفضائية لاستكشاف الكوكب الأحمر.
وبنجاحه في إنجاز مرحلة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، يكون مسبار الأمل قد أنجز 4 مراحل رئيسية في رحلته الفضائية منذ إطلاقه في 20 يوليو/تموز الماضي، وهي بالترتيب: مرحلة الإطلاق، ومرحلة العمليات المبكرة، ومرحلة الملاحة في الفضاء، ومرحلة الدخول إلى المدار، ويتبقى أمامه مرحلتان هما الانتقال إلى المدار العلمي، وأخيراً المرحلة العلمية، حيث يبدأ المسبار مهمته الاستكشافية الخاصة برصد وتحليل مناخ الكوكب الأحمر.
أبعد نقطة يصل إليها العرب
وصلت الإمارات إلى أبعد نقطة في الكون يصلها العرب عبر تاريخهم بوصولها إلى مدار كوكب المريخ من خلال رحلة قطع فيها المسبار مسافة تقترب من 493 مليون كيلومتر في الفضاء على مدى الأشهر السبعة الماضية منذ انطلاقه يوم 20 يوليو/تموز 2020.
66 قطعة إماراتية في المريخ
أصبحت الإمارات أول دولة عربية تصل صناعتها الفضائية إلى المريخ، وذلك بعد انفراد فريق عمل المسبار بتنفيذ 200 تصميم تكنولوجي علمي جديد، وتصنيع 66 قطعة من مكوناته في الإمارات.
ونجح مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" في وضع حجر أساس لإنشاء صناعة تكنولوجيات الفضاء في الإمارات مستقبلاً، والبدء بتوطين الصناعات الفضائية بكل ما سينتج عن ذلك من تطبيقات تقنية متطورة، تسهم في تطوير الاقتصاد الوطني، في ظل استثمارات إماراتية في هذا القطاع بقيمة 22 مليار درهم واحتواء 50 شركة متخصصة في قطاع الفضاء داخل وخارج الإمارات.
كما أن نجاح فريق "مسبار الأمل" في خفض ميزانية المشروع، التي تعد الأقل مقارنة بمشروعات مماثلة، والتي لم تتجاوز 200 مليون دولار، وتمثل فقط ثلث التكلفة للمشروعات الأخرى، يعكس المجهودات الضخمة للإمارات في البدء بتوطين الصناعات الفضائية، والدخول فيها خلال السنوات المقبلة بقوة، وتشجيع الدول العربية على الدخول في هذا المجال.
أول مرصد جوي للمريخ
يعد مسبار الأمل أول مرصد جوي للمريخ، كما تعد الأهداف العلمية للمسبار الأولى من نوعها على مر التاريخ، كونها تستهدف تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في تاريخ المهمات المريخية، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة.
وسوف تستمر مهمة المسبار سنة مريخية كاملة (687 يوماً أرضياً)، بحيث تمتد حتى أبريل/نيسان 2023، لضمان أن ترصد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه كل البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذ تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
ويحمل مسبار الأمل على متنه 3 أجهزة علمية مبتكرة، قادرة على نقل صورة شاملة عن مناخ المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة مما يمنح المجتمع العلمي العالمي فهماً أعمق للتغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأحمر ودراسة أسباب تآكل غلافه الجوي.
1000 جيجابايت معلومات غير مسبوقة
سوف يجمع مسبار الأمل أكثر من 1000 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها في مركز للبيانات العلمية في الإمارات من خلال عدة محطات استقبال أرضية منتشرة حول العالم، وسوف يقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرسة وتحليل هذه البيانات التي ستكون متاحة للبشرية لأول مرة، ليتم بعد ذلك مشاركتها مع المجتمع العلمي المهتم بعلوم المريخ حول العالم في سبيل خدمة المعرفة الإنسانية.
أول مهمة في 2021
"أصبح مسبار الأمل" أول الواصلين إلى المريخ ضمن 3 مهمات فضائية تصل الكوكب الأحمر في فبراير/ شباط الجاري، تليه مركبة الفضاء الصينية "تيانوين-1 " ومركبة الفضاء الأمريكية "بيرسيفيرانس" اللتان تقصدان الغاية نفسها.
النجاح من المحاولة الأولى
نجحت الإمارات في الوصول إلى كوكب المريخ من المحاولة الأولى، محققة بذلك إنجازاً عالمياً يفوق نسبة نجاح الوصول إلى مدار الكوكب الأحمر والتي لا تتعدى تاريخياً 50%.
وأصبحت الإمارات ثالث دولة في العالم تنجح بالوصول إلى هذا الكوكب من أول محاولة بكفاءة واقتدار خدمة للعلم والبشرية، وأول دولة عربية وإسلامية تحقق هذا الإنجاز.