في رسالته للشعب الإماراتي قال صاحب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
" هدفنا هو إعطاء أمل لجميع العرب بأننا قادرون على منافسة بقية الأمم والشعوب"، الإمارات العربية المتحدة وخلال العقدين الماضيين استطاعت أن تحقق الكثير من الإنجازات وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، وهاهي اليوم تدشن للعالم مساراً مهما يسطّر في تاريخ إنجازاتها، ولكن هذه المرة فإن الإنجاز مثير ويعبّر عن تطور علمي، وهو التطور الذي يحتاج إلى العقول التي يمكنها أن تخطط لرحلة تذهب إلى أقصي الكون بمهمة تقف خلفها دولة عربية، فبعد خمسة ملايين ساعة وبجهد عشرات المهندسين والمهندسات الإماراتيين أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، رحلة مسبار الأمل معبرةً عن تطور جديد لعالمنا العربي، ليدرك الجميع أن دولة الإمارات تنافس دول العالم في مجال لطالما كان حكرا لدول بعينها.
"أبعد نقطة في الكون يصل إليها العرب"، إنجاز يتحقق على يد أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، ليستذكر كل إماراتي مسيرة مؤسس هذه الدولة الشيخ زايد – رحمه الله - الذي كان سابقاً لعصره في فكره ورؤيته وتطلعاته لهذه الدولة، ما يحدث اليوم في الإمارات العربية المتحدة هو صنيعة ذلك الرجل الذي ينجز أبناؤه بكل فخر تطلعات مؤسس دولة الإمارات، لقد كان الأمل بعيداً قبل عقود من الزمن، ولكنه اليوم يتحقق ليذهب العرب من خلال دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أطراف الكون ليسجلوا أنفسهم عبر هذه الدولة كمساهمين في أهم العلوم الحياتية علوم الفضاء.
إن تأسيس هذا المسار الفضائي في الإمارات ساهم في أن يجد التاريخ طريقه إلى من يستحقه، وهاهي دولة الإمارات تضع نصوصها في صفحات التاريخ العالمي عبر إنجاز لا يمكن إلا أن يكون واقعا ملموسا يحتاج إلى مسارات علمية وعملية من أجل إيجاده على أرض الواقع، وهاهي الإمارات تحتفل اليوم وقد دخلت من أوسع أبواب التاريخ في مجال علوم الفضاء قبل أن تصل إلى المريخ عبر مسبار الأمل، إن تأسيس المسارات العلمية في مجالات الفضاء ليس عملية سهلة بل يتطلب تبني استراتيجيات، محكمة فالعلم قضية لا تقبل إلا الحقائق وهذا ما سوف يجعل من دولة الإمارات الرائدة والأكثر خبرة في مجال الفضاء في منطقتنا العربية، وواحدة من دول العالم القليلة التي تتبنى مثل هذا النهج.
اليوم يحق لكل عربي أن يفخر بهذا الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات، ويحق لكل خليجي أن ينظر بشرف إلى ما تحقق ويحق لكل عربي أن يشعر بالاعتزاز، لأن دولة عربية خليجية أصبحت تنافس عالميا في تحقيق الإنجازات في مجال الفضاء، أعتقد أن الحكمة الإماراتية من قيادتها السياسية قد أصابت الهدف بتبنيها الذهاب إلى هذا العالم، حيث المنافسة في علوم الفضاء والاعتماد على السواعد الوطنية، وكسب الخبرات من الدول التي قطعت أشواطاً في هذا المجال، أبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة هذه الخطوة التي من المؤكد أنها ضمن خطوات الألف ميل التي سوف تقطعها الإمارات في مجال البحوث الفضائية والاستفادة من العلم وتوظيف تلك المنجزات لصالح شعوب العالم وللشعب العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة