يوم المرأة الإماراتية 2025.. ثقة دولية تتزايد في كفاءة «بنات زايد»

يحل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، فيما تتزايد ثقة العالم بكفاءة "بنات زايد" في إدارة مختلف الملفات والقضايا التي تهم المجتمع الدولي.
ثقة تُوجت بتولي المرأة الإماراتية العديد من المناصب والمهام في المنظمات والهيئات والمجالس الإقليمية والدولية، وذلك بعد أن أثبتن جداراتهن في تنمية ونهضة بلادهن، كإحدى أبرز ثمار تجربة التمكين الإماراتية الملهمة.
ويحل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، الذي يصادف 28 أغسطس/ آب، في ظل توالي الإنجازات التي تحققها المرأة الإماراتية بانتخابها أو فوزها برئاسة أو عضوية مؤسسات وهيئات دولية مرموقة، ما يعكس حجم الثقة العالمية بابنة الإمارات وكفاءاتها.
إنجازات تتواصل لتؤكد أن ثمار تمكين المرأة الإماراتية، لم تنعكس على الإمارات فقط، بل أصبح نفعها يعم العالم أجمع، التي تقوم فيه المرأة الإماراتية بدور بارز في تنفيذ سياسات بلادها الداعمة للأمن والسلام والحوار والتسامح.
وأسهم نجاح تجربة دولة الإمارات في تمكين المرأة، في دعم وتعزيز فرص المرأة الإماراتية بالوجود الدائم على رأس قائمة المرشحين لقيادة أهم الملفات العالمية وأبرز المؤسسات الدولية، وذلك بعد أن أثبتن جداراتهن وبراعتهن في البناء والتنمية والإدارة على المستوى المحلي.
فوز النويس.. سابقة تاريخية
وشهد العام الجاري، تحقيق "بنات زايد" العديد من الإنجازات في هذا الصدد، كان أبرزها فوز مرشحة الإمارات، شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، لتسجل بذلك سابقة تاريخية كأول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975.
وجاء إعلان فوز النويس خلال الانتخابات التي جرت 30 مايو/ أيار الماضي في مقر المنظمة بالعاصمة الإسبانية مدريد، بمشاركة 35 دولة من الدول الأعضاء.
وهنأت الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، النويس، آنذاك، بفوزها بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة.
وأكدت أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة للرؤية الثاقبة لقيادة الإمارات في دعم وتمكين ابنة الإمارات، تلك الرؤية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستكمل مسيرتها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، من خلال إرساء نهج شامل ومتكامل يعزز قدرات المرأة، ويتيح لها التقدم في مختلف المجالات، حتى أثبتت جدارتها في مختلف المحافل الدولية.
رئاسة حوكمة «الإنتربول».. إنجاز نوعي
جاء هذا بعد نحو شهر من فوز المقدم دانة حميد المرزوقي مدير عام مكتب الشؤون الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية، برئاسة لجنة الحوكمة إحدى اللجان الرئيسية التابعة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، لتكون الإمارات أول دولة تتولى رئاسة هذه اللجنة المستحدثة التي تعمل على دراسة سبل تعزيز حوكمة المنظمة، المعنية بمكافحة الجريمة على الصعيد الدولي.
وتعد هذه اللجنة من اللجان الفنية الرئيسية في هيكلية الإنتربول الدولي وتضطلع بعدد من المهام الحيوية التي تسهم في إنجاح عمل المنظمة الشرطية الأكبر في العالم، وتُعدّ المرجع الرئيسي لإدارة المنظمة الدولية في مجال الحوكمة.
إنجاز نوعي يؤكد أن الإمارات صوتٌ مسموع وشريكٌ موثوق في رسم مستقبلٍ أكثر عدلاً وأمناً للعالم.
برلمانيات الإمارات.. إنجازات بالجملة
الثقة في كفاءات الإمارات النسائية، كانت جلية أيضا على الصعيد البرلماني، التي حققت فيه برلمانيات الإمارات إنجازات عديدة.
ففي فبراير/شباط الماضي تسلمت مريم ماجد بن ثنية النائب الثاني لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، رئيسة مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في برلمان البحر الأبيض المتوسط، رئاسة منتدى النساء البرلمانيات التابع لبرلمان البحر الأبيض، في خطوة جديدة تتوج ثقة العالم في كفاءات وقدرات المرأة الإماراتية.
وفي 9 أبريل/نيسان، انتخبت الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، خلال اجتماعها 150 المنعقد في أوزبكستان، الإمارات عضواً في لجنة الصحة في الاتحاد.
وتم انتخاب الدكتورة سدرة راشد المنصوري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، حيث تأسست اللجنة مؤخراً بموجب التعديلات التي أُجريت على النظام الأساسي للاتحاد.
جاء انتخاب المنصوري، ليؤكد المكانة المتميزة التي تحظى بها الدبلوماسيّة البرلمانية الإماراتية على الساحة الدولية، ويعكس ثقة المجتمع البرلماني العالمي في خبرات الشعبة البرلمانية الإماراتية، وقدرتها على المساهمة الفاعلة في تطوير السياسات، ودعم أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالصحة.
وفي 4 مايو/أيار، انتخبت لجنة الشؤون الاجتماعية والمرأة والطفل في الاتحاد البرلماني العربي، حشيمة ياسر العفاري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، رئيسا للجنة، وذلك ضمن أعمال المؤتمر الـ38 للاتحاد الذي عقد في العاصمة الجزائرية الجزائر.
جاء انتخاب العفاري، تأكيدا على الدور الفاعل للدبلوماسيّة البرلمانية الإماراتية في عمل الاتحاد؛ لا سيما في الموضوعات العربية ذات الاهتمام المشترك. كما يعكس رؤية الدولة الوطنية، ومساهماتها الإقليمية والدولية والتزامها الراسخ بدعم القضايا المجتمعية وشؤون المرأة والشباب والأطفال، وقدرتها على الإسهام الفاعل في تطوير السياسات والأهداف ذات الصلة بالأسرة والمجتمع.
قيادات عالمية شابة
وفي خطوة مهمة أيضا شهدها العام الجاري، تجسد ثقة العالم في كفاءة المرأة الإماراتية، أعلن منتدى الاقتصاد العالمي 18 أبريل/نيسان الماضي اختيار شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة تمكين المجتمع بالإمارات، وميرة سلطان السويدي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وتقى وضاح الهنائي، الأستاذ المساعد لتكنولوجيا المعلومات في جامعة نيويورك أبوظبي، لعضوية مجلس القيادات العالمية الشابة 2025.
ويعكس اختيار ثلاث شخصيات إماراتية، من بينها شخصيتان من حكومة الإمارات والمجلس الوطني الاتحادي، بالإضافة إلى كادر جامعي إماراتي، في المجلس العالمي الذي يضم نخبة من الشخصيات القيادية الشابة من حول العالم الذين تمكنوا من تحقيق منجزات وتركوا بصمة واضحة في مجالاتهم، الدور الكبير التي تقوم به المرأة في دولة الإمارات، لا سيما في المناصب القيادية، ودورها المحوري في صنع القرار، وصياغة الرؤى والاستراتيجيات الداعمة للمسيرة التنموية الشاملة والمستدامة في مختلف القطاعات، والمكانة الرفيعة التي تتمتع بها الإمارات في الأوساط الدولية، وما يحظى به النموذج التنموي الإماراتي من تقدير عالمي رفيع على المستويات كافّة.
كما تعد هذه الخطوة ثمرة لنهج القيادة الرشيدة الثابت، في تمكين المرأة الإماراتية، وتوفير كافة مقومات الدعم لها للمشاركة بقوة في مختلف القطاعات.
ويختار منتدى الاقتصاد العالمي لعضويته نخبة من أبرز القيادات العالمية الشابة ممن تقل أعمارهم عن 40 عاماً، وتشمل الشخصيات العامة ورجال الأعمال ورواد الأعمال الاجتماعية وقيادات القطاعات الأكاديمية والاجتماعية والثقافية والرياضية، ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام، وغيرها.
ويهدف مجلس القيادات الشابة العالمية إلى تشكيل مجتمع عالمي متكامل من القادة الشباب الذين يمتلكون الإمكانات لتعزيز الشراكات والتكامل بين مختلف القطاعات، والاستثمار في مواهب ومهارات القادة الشباب وقدراتهم على استشراف المستقبل وتطوير الاقتصادات وبناء المجتمعات المستدامة.
كما يسعى المنتدى إلى تعزيز تبادل الخبرات وإبراز قصص النجاح التي تمكّن القادة الشباب من تعزيز قدراتهم وتطوير مبادرات مشتركة، تمكّنهم من إيجاد الحلول لأهم التحديات الحالية والمستقبلية.
شواهد تاريخية
ويحفل التاريخ بالعديد من الشواهد على نجاح المرأة الإماراتية في شعل أرفع المناصب الدولية والإقليمية، ومن أبرز تلك الأمثلة:
- تولي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين 2021-2022 لتكون أول امرأة عربية وإماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم.
- انتخاب رزان المبارك، في عام 2022 لشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة «IUCN» لتكون بذلك ثاني امرأة تقود الاتحاد منذ تأسيسه وأول رئيسة له من غرب آسيا.
- تولي الطبيبة الإماراتية منى تهلك، رئاسة الاتحاد الدولي للمستشفيات في أكتوبر 2023.
- أيضا من النماذج الملهمة لدبلوماسيات الإمارات، لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، التي كانت تشغل منصب المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة سابقا، كما سبق أن ترأست مجلس الأمن الدولي مرتين في مارس/آذار 2022، ويونيو/حزيران 2023 كأول خليجية تحقق هذا الإنجاز، الأمر الذي كون لديها خبرات وقدرات استثنائية، آثرت الإمارات توظيفها في تنفيذ سياساتها الداعمة للأمن والسلام وحل الأزمات الدولية بالحوار والحلول السياسية.