موظفو السجون بالمغرب بين تدهور أوضاع المهنة وغياب الإعلام
ووفقًا لتقرير للنقابة الوطنية بالمندوبية العامة لإدارة السجون بالمغرب، يعاني موظفو السجون المغربية من أمراض نفسية، ما السبب؟
أصبحت الحالة النفسية لكل شخص ليست مرتبطة فقط بطبيعة البيئة التي تربّى فيها، والظروف الشخصية التي يعيشها داخل المنزل فحسب، ولكن طبيعة وظروف المهنة التي يقوم بها كل إنسان يكون لها تأثير بالغ على حالته النفسية.
ووفقًا لتقرير للنقابة الوطنية بالمندوبية العامة لإدارة السجون بالمغرب، والذي نقلته صحيفة "هسبريس" المغربية، يعاني موظفو السجون المغربية من أمراض نفسية وعصبية أغلبها ناتج من طبيعة المهنة، والمشكلات اليومية التي تواجههم أثناء التعامل مع السجناء.
وكشف التقرير أن الأوضاع لموظفي السجون خطيرة، حيث يعاني 56.9% من إجمالي العاملين بالسجون، من درجات اكتئاب مختلفة، وفي الوقت نفسه تبلغ نسبة الموظفين الذين يشعرون بحالة نفسية سيئة ناتجة من أمراض نفسية وعصبية مختلفة، حوالي 28.9%، بينما لم تتجاوز نسبة الأصحاء الذين يشعرون باستقرار نفسي دائم أكثر من 14.2%.
واعتبرت النقابة الوطينة أن هذه الأرقام تفرض على المسؤولين المغاربة، اتخاذ إجراءات ضرروية للتعامل مع الوضع قبل تفاقم المشكلات النفسية، خاصة وأن عدد الساعات التي يقضيها الموظف خلف أسوار السجون، تتجاوز الـ 10 ساعات، وسط حالة من التوتر والضغط النفسي والعصبي، فضلًا عن تعرض البعض من الموظفين لحالات اعتداء لفظي وبدني من قبل بعض السجناء والمديرين، ما يترتب عنه مشاكل نفسية كبري.
وذكر التقرير نفسه، أن حالات الاعتداء اللفظي والبدني الموجهة ضد موظفي السجون، لم تلق أي اهتمام من جانب وسائل الإعلام، على الرغم من أن الأزمة بدأت تتفاقم منذ أكثر من 3 سنوات متتالية، حيث سجلت الإحصاءات 88 حالة اعتداء عام 2014، لترتفع إلى 168 حالة خلال 2015، سواء داخل أسوار السجون أو خارجها، ما يعني أن السبب الرئيسي وراء هذه الاعتداءات هو الانتقام بشكل مباشر من هؤلاء الموظفين.
كما حمل التقرير المسؤولية لـ الإدارة العامة للسجون، نظرصا لتدهور أحوال الموظفين على المستوى الاجتماعي والإداري، موضحًا أن 69.4% من موظفي السجون يعانون من تدهور الأوضاع داخل هذه المؤسسات.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز