معرفتنا عن قيادتنا في الإمارات أنها تأسرها المواقف الإنسانية أياً كان مكانها في العالم وطبيعتها، وهي في هذا الشأن لا تحتاج إلى برهان
تظل الإمارات واحدة من الدول القليلة في العالم التي تهتم بالتفاصيل عندما تعالج أي مشكلة إنسانية أو ظروف طارئة، فإذا كنا قد سمعنا خلال الأيام الماضية أحاديث عالية الصوت في كل دول العالم عن أهمية الحفاظ على حياة شعوبها، أولاً، كانت دولة الإمارات (التي ما زالت تبهر العالم بمواقفها الداعمة في الجائحة) تركز على فئات تصنف في أغلب دول العالم بأنها: الفئة المنسية أو المهمشة، لأنها تعمل في المهن البسيطة ولا يصدر عنها صوت في المجتمعات لأنها منشغلة في كسب لقمة العيش، الأمر الذي يدعو أي مراقب موضوعي إلى وزن مواقف الإمارات بميزان مختلف عن غيرها من دول العالم، فهي دولة من عالم ومقام إنساني قد لا يسعفك عقلك التفكير في مقام تضعها.
معرفتنا عن قيادتنا في الإمارات أنها تأسرها المواقف الإنسانية أياً كان مكانها في العالم وطبيعتها، وهي في هذا الشأن لا تحتاج إلى برهان أو دليل للتأكيد فهي واضحة للجميع ويدركها الكل، ويزداد اهتمامها بتلك المواقف كلما لامست الفئات المجتمعية الضعيفة وأصحاب المهن البسيطة من العمالة، انطلاقاً من قاعدة أساسية أنها شريحة مهمة في كل المجتمعات في العالم وهي الجزء المنسي في صناعة قصص النجاح التنموية التي تحققها كبرى الدول وتتباهى بإنجازاتها، دون النظر إلى الجنود المجهولين.
والملاحظة التي ينبغي أن نتذكرها جميعنا، أن دولة الإمارات تجاوزت هذا التصنيف لأي شريحة مجتمعية وبات معيار الأهمية الخدمة للمجتمع والإنسانية فلم تعد لدينا فئة منسية أو مهمشة بل يتم تكريمهم ومعاملتهم من قبل القيادة كحال أي فئة أخرى مثل المهندس والطبيب والمعلم، فهم من المساهمين ضمن منظومة رفاهية المجتمع الذي نعيشه وبالتالي يستحقون تكريمهم.
معرفتنا عن قيادتنا في الإمارات أنها تأسرها المواقف الإنسانية أياً كان مكانها في العالم وطبيعتها، وهي في هذا الشأن لا تحتاج إلى برهان أو دليل للتأكيد فهي واضحة للجميع ويدركها الكل.
ومن محاسن الصدف أن يتوافق "يوم العمال" العالمي لهذا العام الذي يوافق الأول من مايو، مع صدى تميز الإمارات في الإجراءات الصحية التي قامت بها والتي لم تفرق فيها بين شريحة وأخرى بل إنها أطلقت العديد من المبادرات المجتمعية التي تعوض هذه العمالة عن توقف أعمالهما وتساعد على توفير لهم الطمأنينة باستمرارية الحياة الكريمة لهم، ولعل الخبرة التاريخية عن مواقف دولة الإمارات مع هذه الشريحة والإنسانية كانت دافع رئيسي لأن تفضل هذه الفئة البقاء هنا منذ بداية الأزمة وعدم مغادرتها فالإمارات تصنف منطقة جاذبة للعمالة ومدينة لتحقيق الأحلام.
بشكل عام، فإن الذين يخططون للتجارب التنموية الناجحة في العالم، لا تكتفي بالتركيز على البعد المادي لها فحسب أو أن تقتصر العلاقة مع العمالة كأنهم آلات بلا أي أحساس أو مشاعر، وإنما يتطلعون دائما إلى الجانب الحضاري للإنسانية فهو بمثابة استثمار بعيد المدى بل تعتبر وفق النظريات الإدارية الحديثة فرصة لتحسين الإنتاجية والإحساس بالانتماء إلى مكان العمل وبالتالي الاحتفاظ بالموقع الرائد على الخطة التنموية العالمية، وعليه أكاد أجزم بأن القائمين على دولة الإمارات يفكرون عن هذا الفرد البسيط في المجتمع: بأنه أحد صناع القصة التنموية النموذجية.
عملياً يستند اهتمام الإمارات بالعمالة الوافدة، إلى أنها أحد جوانب البعد الإنساني الذي يعتبر أحد معالم السياسة الخارجية للدولة والتي أصبحت اليوم أحد أدوات قوتها الناعمة، وأنه يندرج ضمن القيم التي تدعو إلى التسامح والتعايش بين الثقافات والحضارات الإنسانية التي باتت الإمارات أحد صناعها وفق "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي تم توقيعها في أبوظبي عام 2018 وبالتالي هي تعمل على تعميق هذه القيم في العلاقة الإماراتية مع مختلف الأمم والشعوب في العالم.
الإمارات نموذج عالمي للتعايش الإنساني من خلال زرع سبل التكافل المجتمعي بين الإنسان الإماراتي وغيره من الوافدين وتعمل القيادة الإماراتية على تعزيز هذه القيمة من خلال التأكيد على أهمية كل الفئات في المجتمع بل التعاضد بين بعضها خاصة في الأزمات والكوارث كما يحدث الآن في أزمة كورونا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة