طُربت آذاننا وابتهجت نفوسنا ونحن نردد مع القائد قَسَم الولاء وقيم الانتماء إلى وطنٍ لا يقبل منا إلا التفاني التام
ما بين يوم الشهيد وذكرى مرور ستة وأربعين عاماً على قيام اتحاد الإمارات العربية في الثاني من ديسمبر عام 1971،استذكرنا جميعاً قيم الشهادة والبطولة والتضحية بالأرواح والدماء في سبيل أن يظل الوطن الغالي عزيزاً حراً سيداً مستقلاً.
كما استحضرنا بين هذين اليومين العظيمين، رؤية وبصيرة وحكمة آبائنا المؤسسين، وفي مقدمهم المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمهما الله.
محطتان وطنيتان مفصليتان عشنا دلالاتهما معاً بأجمل ما نسمعه من قيادة رشيدة بصيرة، تهتدي بخطى الآباء لكنها ترنو بالعزم والحزم مقروناً بالأمل إلى المستقبل الأفضل للأبناء.
سمعنا مقولة صاحب السمو سيدي وقائدي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "إن الأمم تُبنى وترتقي بسواعد أبنائها وعزيمتهم وحبهم وولائهم لأوطانهم وتضحياتهم، من أجل رفعتها وعزتها.. ولا توجد تضحية أعظم ولا أسمى من أن يقدم الإنسان روحه الطاهرة خدمة لوطنه، وكلما سادت هذه الروح، روح التضحية والفداء والولاء، كان هذا الوطن أكثر قوة ومنعة وتطوراً".
نعم إنها مرحلة تحصين الوطن وصون منجزاته، بعزم خليفة القائد والمحمدين الإماراتيين، وحزم سلمان ومحمد ابنه وولي عهده الأمين، بها ننتصر ونفخر بيوم شهدائنا، وبها نعتز ونحفظ عهد الولاء للاتحاد الذي قام قبل 46 عاماً.
طُربت آذاننا وابتهجت نفوسنا ونحن نردد مع القائد قَسَم الولاء وقيم الانتماء إلى وطنٍ لا يقبل منا إلا التفاني التام والتضحية الكاملة، والالتزام بترديد "عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا، عشتِ لشعبٍ دينه الإسلام هدْيَه القرآن، حصّنتك باسم الله يا وطن".
قولاً وفعلاً. هذا القائد الذي سبقنا إلى قلوب شبابنا ووجدان أسر شهدائنا وكان سفير الوطن إليهم، كما إلى الحلفاء والأشقاء والأصدقاء في كل مكان من المنطقة والعالم، ليثبت لنا بالدليل القاطع أن القادة الحقيقيين هم القادة الذين ينزلون إلى الميدان ويقابلون شعوبهم في الطرقات والساحات والمناسبات، يقبّلون يد الكبير ويمسحون على رأس الصغير، عاملين بوصية الرسول الكريم، وبالواجب الوطني الذي لا يطالبوننا به قبل أن يلبّوه هم أولاً، لا بأقوالهم فقط، بل بأفعالهم، بتضحياتهم بالوقت، بالجهد، بالمشقة، بل بالأبناء أيضاً، حفظهم اللهم لنا، وأيدهم بنصره، وأعزهم وأعز الوطن بأيام وطنية وأعياد شهادة، فنحن قومها وناسها ونحن الأعلم بقدرها عند ربٍّ كريم.
يحق للأمم الحرة والشعوب الخيّرة أن تعيش أبيةً عزيزةً مرهوبة الجانب مرغوبةً مكاناً ومكانةً، بل يحق لها أن تفخر بالمركز الأول على خطى قادةٍ من نمط صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهو مع أخيه الشيخ محمد بن زايد يتكاملان في مسيرة الإنجاز ، مسيرة بناء الأوطان، لا في تمكينها فحسب، فللتمكين سيده وقائده، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، بل في ما يمكن أن نسميه مرحلة التحصين، في زمن غادر قاهر، لا يرحم الدول الضعيفة والكيانات المصطنعة، بل يذلّها ويبعث فيها إخوان فتنة ويسلط عليها أطماع إيران وشهوات شيطان، زمن كثرت فيه الخيانات من أقرب الأشقاء، فجاءت الطعنة من الخلف، لبواسلنا الذين صوّبوا بنادقهم على العدو، ولم يدروا أن العدو بين ظهرانيهم، يكيد لهم ويدبّر.
نعم إنها مرحلة تحصين الوطن وصون منجزاته، بعزم خليفة القائد والمحمدين الإماراتيين، وحزم سلمان ومحمد ابنه وولي عهده الأمين، بها ننتصر ونفخر بيوم شهدائنا، وبها نعتز ونحفظ عهد الولاء للاتحاد الذي قام قبل 46 عاماً، وسيظل حصيناً، بقوة ناعمة ترغّب الأصدقاء، وقوةٍ قاصمة، و"ثارنا بناخده مرضوف".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة