في اليوم الوطني لدولتنا، تعم الاحتفالات ربوع الإمارات، ويخرج الشباب حاملاً علم العزة والفخر.
في اليوم الوطني لدولتنا، تعم الاحتفالات ربوع الإمارات، ويخرج الشباب حاملاً علم العزة والفخر.. 46 عاماً مرت على اجتماع الآباء المؤسسين للاتحاد.. 46 عاماً من التضحيات والازدهار وتحدي المستحيل والحفر على صخرة التاريخ الحديث.
في اليوم الوطني، علينا جميعاً أن نستعيد الذاكرة ونجلس مع الآباء والأجداد لسماع قصة دولة الإمارات؛ فالازدهار والتنمية والرفاهية التي ننعم بها اليوم لم تكن واقعاً لولا إرادة وحسم وبصيرة الآباء المؤسسين وعبقرية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومعه آخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.
فقبل إعلان الاتحاد في 1971، كانت دولة الإمارات قبائل متناحرة تختلف فيما بينها وتعيش في ظلال تاريخ طويل من ندرة المياه والأطماع الخارجية والصراعات.
كان الجميع في ذلك الوقت لا يعرف انتماءً سوى الانتماء للقبيلة والعشيرة، وبدا أن اجتماع عرقوب السديرة في فبراير 1968 بين الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد كحلم بعيد، فأغلب أبناء القبائل كانوا يعتبرون أن الحديث عن اتحاد لن يكون له طائل، فالخلافات بعضها يمتد في جذوره لمئات السنين.
ولكن إصرار الآباء المؤسسين دفعهم لمواجهة كل الصعاب وتأسيس المجلس الأعلى ومن ثم مجلس الوزراء والاتحاد الوطني.
إن تأسيس دولة الإمارات جاء ببصيرة ورؤية تتجاوز الزمن والقبيلة والصراعات الضيقة وأسهم كل مواطن بالدولة في سقي هذا الزرع المجيد لينمو ويكبر ويصبح شجرة يتظلل تحتها كل أبنائه
إن اليوم الوطني ليس ذكرى للتاريخ؛ بل واقع معاش في دولة الإمارات، فنحن نستعيد الذاكرة لما كنا عليه قبل الاتحاد وأيضاً للحديث وطرح السؤال الصعب: ماذا لو لم يصر الآباء المؤسسون على الاتحاد؟ هل لنا أن نتصور شكل الإمارات اليوم وهي دول صغيرة متفرقة لا يجمعها العلم والوحدة، ماذا لو استمرت القبيلة فوق الوطن؟.
أسئلة صعبة وضع إجابتها الشيخ زايد وأخوته من الآباء المؤسسين ليزرعوا تجربة وحدوية خالدة في تاريخ الإنسانية ويجعلوا من الإمارات نموذجاً يشار إليه بالبنان في جميع ربوع الأرض.
إن تأسيس دولة الإمارات جاء ببصيرة ورؤية تتجاوز الزمن والقبيلة والصراعات الضيقة، وأسهم كل مواطن بالدولة في سقي هذا الزرع المجيد لينمو ويكبر ويصبح شجرة يتظلل تحتها كل أبنائه.
وبناء الدولة جاء أيضاً بالتضحيات من دم وعرق، فالشهداء دفعوا حياتهم ثمناً لعزة هذا الوطن واستقراره، والأمهات زرعن في أبنائهن حب الوطن والتضحية والبذل والعطاء. الجميع هنا أسهم في بناء الوطن تحت راية العلم وتحت قيادة الشيوخ الذين واصلوا الليل بالنهار لقيادة السفينة إلى بر الأمان.
بعد 46 عاماً من تأسيس الاتحاد، تظل هناك تحديات وتظل هناك أهداف لتحقيقها؛ فالمسيرة لا تتوقف، وعلى شباب الإمارات أن يعرف أنه منوط به أن يكون على قدر التحدي. فهو من سيحمل الراية في السنوات المقبلة ويجب أن يكون متسلحاً بالعلم والمعرفة والابتكار والإصرار على تجاوز أية صعاب. فقد عاش الآباء في الصحراء القاحلة يعانون قسوة ظروف الحياة ونجحوا في أن يمنحونا دولة عظيمة نفتخر بها ويحسدنا عليها الجميع، وعلينا أن نحافظ على هذا الإنجاز العظيم ورفع البناء لنستحق أن نكون أبناء الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة