46 عاما فقط أثبتت للعالم بأسره أن الدول لا تقاس بأعمارها الطويلة ولا بحضاراتها وإنما بحاضرها وما أنجزته لمستقبلها ومستقبل أبنائها
ستة وأربعون عاما فقط أثبتت للعالم بأسره أن الدول لا تقاس بأعمارها الطويلة ولا بحضاراتها وإنما بحاضرها وما أنجزته لمستقبلها ومستقبل أبنائها، ستة وأربعون عاما شكلت اليوم عنوانا لطالبي التميز والإبداع والتقدير وقبل كل شيء الأمن والأمان والسلام والمساواة.
قبل ما يقارب أربعة عشر قرنا قال رسول كسرى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فوجئ به مستغرقا في النوم تحت شجرة: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر، واليوم يتكرر الأمر في مشهد لا تخطئه العين ولا عدسات الإعلام أو عدسات هواتف الناس حين يتعلق الأمر بحكام الإمارات الكرام وشيوخها أبناء وإخوة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
فحديث القاصي والداني -وخاصة زوارها- حول اندهاشهم لحظة رؤية شيوخ الإمارات وهم يتنقلون في شوارع البلاد بالطريقة نفسها التي يتنقل بها المواطن والمقيم والزائر، يتنزهون، يتناولون الطعام في مطاعم عامة يحضرون مناسبات عامة يشاركون الناس لحظاتهم السعيدة وغير السعيدة، يخاطبون الجماهير في مناسبات وفعاليات ثقافية ونقاشية.. يقومون بكل ذلك وأكثر دون أن يحتاجوا لمرافقة حراسات خاصة.. وما ذلك إلا أكبر دليل على أن هذه البلاد الطيب أهلها تستحق كل ما وصلت إليه من تقدم وتطور في شتى مجالات الحياة، الإدارية والاقتصادية والفكرية والانسانية كنتيجة طبيعية لقيادة لسياسية حكيمة.
عمر هذا الاتحاد يناهز عمر جيل لكنه أنجز بحكمة ساسته ما أنجزته دول عظمى قامت بطريقة مشابهة قبلها بنحو 200 عام، فإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية أرض الفرص والحلم العالمي، فلدينا نحن العرب أرض يحلم بأن يعيش فيها كل إنسان، لدينا إماراتنا الحبيبة
لقد باتت الإمارات مثالا يحتذى به في نظم الإدارة السياسية الرشيدة، ولا يختلف اثنان حول نتائج وثمار ما تم تطبيقه من مخرجات هذه النظم في شتى مناحي الحياة العامة والخاصة؛ حيث لم تدخر القيادات العليا جهدا في تطوير وتحديث أنظمة الإدارة التنفيذية وهيكلياتها بدءا بالمستويات العليا وتطبيق آليات عصرية وعملية ومنصفة، وليس أدل على ذلك من مسألة تمكين الشباب من قيادة وزارات معنية بتسهيل وتذليل كل عقبة في طريق المستقبل، متفوقة بذلك على كل النظريات والنظم الإدارية التي ما زالت سارية في دول المنطقة والتي لم يعد كثير منها صالحا بسبب ما تعانيه من روتينية وبيروقراطية مقيتة.
عمر هذا الاتحاد يناهز عمر جيل لكنه أنجز بحكمة ساسته ما أنجزته دول عظمى قامت بطريقة مشابهة قبها بنحو مائتي عام، فإن كانت الولايات المتحدة الأمريكية أرض الفرص والحلم العالمي، فلدينا نحن العرب أرض يحلم بأن يعيش فيها كل إنسان، لدينا إماراتنا الحبيبة التي تتقدم دول العالم في مؤشرات الأمن والسعادة والازدهار والاقتصاد، وبإمكانكم أن تسألوا من يقيمون على أرض الإمارات العربية المتحدة من مختلف جنسيات العالم التي تناهز المائتي جنسية، ولا سيما من الجنسية الأمريكية عن أي بلد يفضلون؟ أو لتبحثوا على الإنترنت عن تلك الدراسات التي أظهرت تفضيل معظم جنسيات العالم للإمارات العربية المتحدة كوجهة أولى للعيش والاستقرار.
أقول قولي هذا وأنا تحت تأثير السعادة والروح الإيجابية التي ما زالت تبقيني في حالة فخر واعتزاز بانتمائي لهذه الأمة العربية لمجرد أن زرت هذه البلاد المعطاءة، وكلي أمل أن تحذوا بقية بلداننا العربية حذو الإمارات في كل شيء.
دام عزكم لأنه عز لنا.. وكل عام وأنتم بألف خير يا أبناء زايد الخير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة