إن جنود الإمارات البواسل سطروا بدمائهم معاني الشجاعة والتضحية، ورغبتهم في الدفاع عن قيم العدل والإنسانية.
لا توجد لحظة حزن تعادل لحظة الكتابة عن شهيد استشهد في سبيل الوطن والدفاع عنه، فالشهيد ضحى بحياته من أجل رفع راية الحق وجعلها هي العليا، مُدافعاً عن وطنه أو عرضه أو مُقاتِلاً، والشهادة منزلة رفيعة وعالية عند الله تعالى، يتمنى كثير من الناس نيل درجة الشهادة لما لها من ميزات في الحياة الآخرة، فصاحبها يشفع لسبعين من أهله ويسكن، في الدرجات العلا من الجنة، وهنا نتذكر أول شهيد إماراتي، الشهيد سالم سهيل خميس، الذي ضحى بحياته من أجل علم دولة الإمارات العربية المتحدة؛ حيث أمر زملاءه بالتجمع حول سارية العلم، والدفاع والذود عنها والحرص على عدم إنزاله نهائياً من السارية، وقف سالم بشجاعة عند سارية العلم رافضاً نزول العلم، فأطلق عليه الغزاة النيران التي نهشت جسده، فاستشهد سالم لأجل الدفاع عن أرضه وعلم دولته.
إن جنود الإمارات البواسل سطروا بدمائهم معاني الشجاعة والتضحية، ورغبتهم في الدفاع عن قيم العدل والإنسانية هي التي دفعتهم للقيام بهذه التضحية العظيمة، والبطولات التي سطرها أفراد قواتنا المسلحة الباسلة، عززت في النفس ولدى جميع أفراد المجتمع الرغبة في خدمة هذا الوطن وكيانه
ويشهد التاريخ لمواقف جنود الإمارات وسرعة تلبيتهم لنداء الحق بالدفاع عن الشرعية والإنسانية دون تردد أو خوف، حيث شهد العالم على ذلك عند إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة السعودية في عاصفة الحزم، وذلك بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لإيقاف زحف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، محاولين السيطرة على عدن وباقي مناطق اليمن السعيد، فقد شاركت الإمارات بقواتها الباسلة بجانب المملكة العربية السعودية؛ لإعلاء راية الحق والدفاع عن الشرعية، تحت مسمى "عاصفة الحزم"، وقد ظهر الدعم الإماراتي لمبادرة التحالف العربي بمشاركتها كثاني أكبر قوة جوية في التحالف الذي تقوده السعودية.
إن جنود الإمارات البواسل سطروا بدمائهم معاني الشجاعة والتضحية، ورغبتهم في الدفاع عن قيم العدل والإنسانية هي التي دفعتهم للقيام بهذه التضحية العظيمة، والبطولات التي سطرها أفراد قواتنا المسلحة الباسلة، عززت في النفس ولدى جميع أفراد المجتمع الرغبة في خدمة هذا الوطن وكيانه، فهو يستحق التضحية والفداء وبذل الغالي في سبيله، فلا شيء أغلى من تراب الوطن، والدفاع عنه مسؤولية وواجب لتبقى رايته شامخة عالية.
إن أرواح شهداء الوطن، وأرواح من سبقوهم في ساحات العز والكرامة والشرف والواجب، ستبقى بالقرب منا دائماً وأبداً، نكنّ لهم الحب والوفاء والتقدير، نحتفي بهم كل عام، ونذكر سيرتهم لكل الأجيال، فهم فخر الإمارات وفخر كل الأجيال، ولقد تعلمنا من والدنا وقائدنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن التضحية بالنفس فداء لدولتنا الحبيبة، وهي أقل ما نقدمه لبلدنا؛ حيث إن عقيدة دولتنا هي الدفاع عن أرضنا، ولقد تربى أبناء الإمارات على حب الوطن والدفاع عنه بإخلاص، وهذا هو النهج الذي زرعه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أبنائه وشعبه الوفي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة