ومن هنا نبعث اليوم رسالة عرفان وامتنان لكل متطوع كرّس وقته وماله وجهده في سبيل مهمة إنسانية
مُخيّرون لا مُجبرون نحو القيام بأعمال إنسانية واجتماعية في كل وقت، وفي أي مكان وتحت أي ظرف كان، إنهم المتطوعون باختلاف أعمارهم و شرائحهم الذين أثبتوا و ما زالوا يثبتون دورهم الكبير في مختلف الفعاليات والأنشطة والمبادرات التي يعملون فيها كخلية نحل، ودافعهم الأساسي هو حس المواطنة والرغبة في خدمة هذا الوطن المعطاء الذي لم يبخل على أبنائه بشيء، فكان رد الجميل بالعطاء دون انتظار مقابل.
يوم أمس .. صادف الخامس من ديسمبر احتفال العالم باليوم الدولي للتطوع، والذي تبرز فيه الإمارات كنموذج متميز في هذا المجال، ليكون الصغار و الشباب والكبار أبرز عناصر المشهد التطوعي في الدولة ممن يبذلون قصارى جهدهم ويقضون الساعات تلو الساعات في المواقع والميادين المختلفة لتقديم خدماتهم التطوعية .
من هنا نبعث اليوم رسالة عرفان وامتنان لكل متطوع كرّس وقته وماله وجهده في سبيل مهمة إنسانية سواء في الداخل أو الخارج، ولكل من وجد فرصة للتطوع فانتهزها انطلاقاً من إحساسه بالواجب تجاه الآخر ورغبته في فعل الخير.
والمتابع لمسيرة العمل التطوعي في الدولة يلمس مدى الاهتمام بهذه الحركة بدءاً من القيادة الرشيدة التي جعلت من التطوع أحد الأعمدة الرئيسيّة في عام الخير، وخصصت لها الجوائز التقديرية ليس على المستوى المحلي فحسب؛ بل اتسعت رقعته لتشمل التطوع بمختلف فئاته في الدول العربية. وأنشأت له منذ أعوام الجمعيات الأهلية التطوعية التي تعمل وفق خطط مدروسة وتشكل مظلة للفرق التطوعية والأفراد في الدولة، مروراً بالمؤسسات التي تستقطب المتطوعين للاستفادة من طاقاتهم و مهاراتهم، وصولا إلى القاعدة الأوسع و هي المجتمع بأسره الذي سجّل آلاف الساعات التطوعية في عام الخير وما قبله من الأعوام التي تشهد لأبناء الإمارات مساعيهم في هذا المجال.
ولا يختلف اثنان على أن المجتمع الذي يتطوع أفراده يكون مجتمعاً متحضّراً واعياً لأهمية هذا الفعل، فأبواب التطوع مشرّعة في كل مكان ومتاحة لأي شخص كان، فعندما تهب لمساعدة جيرانك في أزمة ما فأنت متطوع، وعندما تشارك في أنشطة المدارس الخاصة بأبنائك فأنت متطوع، ووقتما تلبي النداء للانضمام في صفوف الخدمة الوطنية الاختيارية لمن هم فوق سن الثلاثين فأنت بلا شك متطوع، وعندما تمد يد العون للمحتاج وترسم البسمة على شفاه الآخرين عبر مبادرات الخير فأنت متطوع .
ومن هنا نبعث اليوم رسالة عرفان وامتنان لكل متطوع كرّس وقته وماله وجهده في سبيل مهمة إنسانية، سواء في الداخل أم الخارج، ولكل من وجد فرصة للتطوع فانتهزها انطلاقاً من إحساسه بالواجب اتجاه الآخر ورغبته في فعل الخير ليسهم بشكل أو بآخر في تعزيز الترابط المجتمعي وغرس قيم البذل في نفوس الآخرين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة