يُحسب للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنه أنجز وحدة وطن، وألَّف بين قلوب شعب، وغرس الانتماء لدى مواطني سبع إمارات
يُحسب للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنه أنجز وحدة وطن، وألَّف بين قلوب شعب، وغرس الانتماء لدى مواطني سبع إمارات، في دولة واحدة، لا لمجموعة دول، وظل دأبه هكذا إلى أن مات، يقدم نموذجاً نادراً قد لا يتكرر، فقد نجح في خلق بيئة صالحة لهذه الوحدة كنموذج قادر على مواجهة التحديات، والتمسك بهذا الطرح الوحدوي الذي مضى عليه ستةٌ وأربعون عاماً من الثبات.
واليوم إذ تحتفل دولة الإمارات بذكرى اليوم الوطني، بوصفها دولة واحدة لا سبع إمارات، فهي تذكرنا بالملك عبدالعزيز الذي وحَّد بلادنا في مملكة واحدة ودولة واحدة، وتذكرنا بما صنعه الشيخ زايد في إنجاز مشروعه الوحدوي بإقامة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتذكرنا بالمحاولات الأخرى الخجولة فيما سمي بالوحدة العربية التي كانت نهاياتها ليس الفشل فقط، وإنما اليأس من أي تفكير لإعادة المحاولات في إقامة الوحدة العربية.
إن ما حدث في الإمارات على مدى نصف قرن تقريباً يمثـّل انتصاراً للإنسان الإماراتي على محاولات الإحباط، وهزيمة لمشاهد الفرقة والاقتتال اللذين عانت منهما ولا تزال دولنا العربية، بل إنه يمثل قدرة الإنسان الخليجي على استثمار كل إمكاناته المادية والبشرية
لقد شهدت الإمارات تطوراً مذهلاً، وإنجازات غير مسبوقة، وعملاً كبيراً في مختلف مجالات التنمية، بدأ هذا في عهد مؤسس الاتحاد الشيخ زايد -رحمه الله- وتواصل في عهد رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ومعهما الشيخ محمد بن راشد، وبقية الرموز أصحاب السمو شيوخ الإمارات الذين وقفوا موقف الرجل الواحد في استكمال بناء الدولة بمثل ما نراه اليوم؛ حيث يحاول الآخرون محاكاته، والتأثر به، والوصول إلى ما وصلت إليه أبوظبي ودبي وكل الإمارات بجميع مدنها من تطور مذهل.
وإن ما حدث في الإمارات على مدى نصف قرن تقريباً، يمثـّل انتصاراً للإنسان الإماراتي على محاولات الإحباط، وهزيمة لمشاهد الفرقة والاقتتال اللذين عانت منهما ولا تزال دولنا العربية، بل إنه يمثل قدرة الإنسان الخليجي على استثمار كل إمكاناته المادية والبشرية في بناء دولته، على النحو الذي نراه الآن ماثلاً أمامنا في دولة الإمارات، ومثلها بقية دول مجلس التعاون؛ حيث تفرَّغ ابن الخليج للعمل بما يخدم الوطن، ويعزز من قيمة ومستقبل المواطنين.
كل التهاني، كل التمنيات، وكل الآمال، بأن تكون دولة الإمارات بقيادة رئيسها الشيخ خليفة بن زايد وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وبقية الشيوخ يسيرون على هذا الطريق، والاستمرار بتحقيق المزيد من الإنجازات في جميع المجالات، لتكون دولة الإمارات بذلك قوة وسنداً في أيدي شقيقاتها في الدفاع عن المكتسبات التي تحققت لها ولهم، وأن تكون هذه التجربة الوحدوية التي مرَّت بها دولة الإمارات ومع هذه الذكرى، فرصة لاستلهامها ومحاكاتها والاقتداء بها لدى بقية دولنا في الخليج وغير الخليج.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة