الإمارات تحتفل اليوم بعيدها الوطني في مناسبة تاريخية عميقة الدلالات والتجارب في تأسيس دولة اتحادية نموذجية في بناء الإنسان
تحتفل الإمارات اليوم بعيدها الوطني في مناسبة تاريخية عميقة الدلالات والتجارب في تأسيس دولة اتحادية نموذجية في بناء الإنسان، وتنمية المكان، والانفتاح على العالم بعلاقات واستثمارات متعددة، ورصيد وافر من الإمكانات والتطورات، ومشاركة فاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
عزيمة قادة الإمارات فريدة من نوعها؛ فالاتحاد لم يكن سوى بداية لبناء الدولة على أسس ثابتة، وراسخة؛ حيث كان الشيخ زايد -رحمه الله- يوحد البيت الإماراتي من الداخل على أساس من التلاحم، والتعاون، والتنسيق المشترك، والانتقال سريعاً إلى مشروع النهضة الذي رسم معالمه في بناء الإنسان أولاً، والرهان عليه، والاعتزاز به، وتحويل الأحلام إلى واقع نحت فيه الإماراتيون قيمهم وهويتهم وعروبتهم وأصالتهم مع كل موقف وتجربة ومشروع حضاري؛ ليكون التاريخ شاهداً على عظمة الرجال الذين كان يعدهم الشيخ زايد في مدرسته، وسعادته الكبيرة وهو يرى ثمار غرسه تتحقق رغم التحديات، إلاّ أن الرجال كانوا على الموعد، والعهد، وحافظوا على الكيان، وصانوه، وتكاتفوا لتبقى الإمارات أولاً.
الاتحاد الإماراتي ليس بين كيانات جمعها التاريخ والجغرافيا فقط، لكنه اتحاد بين شعب عظيم يقف خلف قيادته ليحمي اتحاده الذي ناضل الرجال من أجله وتحقيقه، وهو أحرص من غيره على وحدته، وتماسكه، وتقدير دولته، ورموزها، والاحتفاء بمنجزها على أنه منجز لكل فرد منهم.
الاتحاد الإماراتي ليس بين كيانات جمعها التاريخ والجغرافيا فقط، لكنه اتحاد بين شعب عظيم يقف خلف قيادته ليحمي اتحاده الذي ناضل الرجال من أجله، وهو أحرص من غيره على وحدته وتماسكه وتقدير دولته ورموزها والاحتفاء بمنجزها على أنه منجز لكل فرد منهم
أهم ما يميّز الإماراتيين في تجربتهم على مدى العقود الخمسة الماضية هو إيمانهم الداخلي بأن الإمارات للجميع، ومقياس الوطنية بالعطاء وليس بالشعور فقط؛ لذا كانت الدولة ورشة عمل كبرى من البناء الذي لم يتوقف بعد، والتطور على صعيد الإنسان أهم من البنيان، وهنا كان المواطن الإماراتي مختلفاً، ومثقلاً بمسؤولية الحفاظ على قيمه وهويته ومشروع وحدته، ومحاطاً بثقة قيادته، ودعمه له، وحرصه عليه، وهو ما جذّر العلاقة بين القيادة والشعب حين يرى كل واحد منهما أنه ممثل عن الإمارات الدولة.
الإمارات اليوم في علاقاتها، ومستوى حضورها الدولي شاهد آخر على عمق سياساتها، ونهجها المستدام نحو التنمية؛ لذا كانت علاقاتها مع المملكة اليوم نموذجاً فريداً وغير مسبوق، وترجمة حقيقية لاتحاد آخر من الأخوة التي تقف في الرخاء قبل الشدة، وصدقاً في المواقف التي لا تلّونها المصالح وصفقات المزايدة أو المساومة، وثقة من أن الإمارات والسعودية بينهما مشروع أكبر من حماية حدودهما الإقليمية، ومصالحهما المشتركة إلى التصدي لكل من يتطاول على المنطقة في أمنها واستقرارها، ولنا في اليمن درساً عميقاً حين اختلطت دماء الشهداء في البلدين لتتصدى للمشروع الإيراني وعميله الحوثي في المنطقة، والحرب على الإرهاب ومنظماته والدول الداعمة له وعلى رأسها قطر، والموقف من حركات الإسلام السياسي وأولها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث تدلل تلك المواقف وغيرها على صدق النوايا بين البلدين؛ لتبقى "خلوة العزم" نموذجاً آخر للتعاون المشترك على أكثر من صعيد.
كل عام والإمارات حكومة وشعباً بخير، وإلى مزيد من النمو والازدهار، وهو مصدر سعادتنا التي لا تنقطع.
نقلا عن "الرياض" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة