الحقبة الزمنية القصيرة والنتائج التي تحققها المرأة في الإمارات وصعودها القوي لتتصدر المشهد في قطاعات عدة جدير بالتأمل.
رسّخت دولة الإمارات ريادتها الإقليمية والدولية في مجال دعم المرأة والنهوض بأدوارها وتسخير الإمكانات ووضع الأطر والآليات التي تضمن تحقيق التوازن بين الجنسين حتى صار واقعا ملموسا ومثالا غير مسبوق في منطقتنا العربية.
وتشكّل استضافة الدولة منتدى المرأة العالمي-دبي 2020، الذي شهد افتتاحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، اعترافا دوليا بالإنجازات التي حققتها الإمارات؛ حيث سيتعرف نخبة من المتحدثين ووفود 87 دولة على التجربة الإماراتية الملهمة في مجال تمكين المرأة والتي تجاوزت جميع العراقيل المعهودة لتنجح المرأة في الميادين والمجالات كافة بما فيها السياسية والاقتصادية والإدارية والثقافية والاجتماعية.
هذه الأرضية الصلبة التي تقف عليها المرأة الإماراتية الآن لم تأتِ من فراغ أو بقرارات متسرعة لمجاراة أو محاكاة الغير؛ إنما نتيجة لجهود تراكمية وضع لبنتها نصير المرأة الأول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
فمنذ التأسيس أدرك، رحمه الله، دور المرأة الحيوي؛ فوجّه بتأسيس الاتحاد النسائي العام عام 1975 لتحقق المرأة مكاسب عديدة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والتعليمية بل السياسية أيضا؛ إذ توجد المرأة الآن في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية؛ فهي الوزيرة والبرلمانية والدبلوماسية والقاضية بل المأذون الشرعي، وارتفعت نسبة مساهمتها في النشاط الاقتصادي وسوق العمل بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال في الدولة إلى أكثر من 22 ألف سيدة أعمال في السوق المحلي والعالمي.
ليس غريبا أن تحقق المرأة في دولة الإمارات هذا التقدم الذي يندرج ضمن رؤية القيادة الرشيدة بأن تمكين الإنسان هو تمكين للوطن، والرحلة مستمرة ومن واجبنا جميعا المساهمة فيها من خلال التنشئة الصحيحة لأجيال المستقبل، بنينا وبنات، وتعليمهم مفهوم رد الجميل للوطن.
إن الحقبة الزمنية القصيرة والنتائج التي تحققها المرأة في الإمارات وصعودها القوي لتتصدر المشهد في قطاعات عدة لهو جدير بالتأمل، بالتأكيد لم يكن الطريق ممهدا وسهلا، لكن قيادة الدولة الرشيدة أخذت على عاتقها من البداية أن تكون سبّاقة في تمكين المرأة وتعزيز دورها في بناء الدولة إيمانا بدورها الفاعل في بناء المجتمع؛ فهيأت لها الظروف وسخّرت الإمكانيات وفتحت لها الآفاق رحبة.
إنه النهج الذي تبنّته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، على مدى العقود الماضية من خلال دورها القائم على الإرادة والعطاء والتميز. وبفضل هذه الرؤية والدعم اللامحدود تضطلع الآن عشرات الآلاف من النساء الإماراتيات بأدوار رئيسية في جميع جوانب مجتمعنا.
لقد آمنت القيادة الرشيدة منذ أمد بعيد بأن تمكين المرأة له الأثر الأكبر في تعزيز الاستقرار الأسري والمجتمعي ونشر ثقافة الإبداع والمسؤولية المجتمعية. وتؤمن الدولة إيمانا راسخا بمناصرة المرأة والدفاع عن قضاياها وتعتبره عنصرا أساسيا في أجندتها المحلية والإقليمية والدولية. لقد صار "تمكين المرأة" جزءا من الثقافة الإماراتية وتجربة متميزة كانت محل إشادة من مستشارة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب خلال مشاركتها في منتدى المرأة العالمي؛ حيث قالت: "إن الإمارات العربية المتحدة تأخذ على عاتقها دورا رياديا في مجال دعم المرأة على مستوى المنطقة، ونحن نأمل في أن تشارك باقي الدول في إجراء الإصلاحات التشريعية اللازمة وتعديل القوانين التي ربما تعوق النساء من المشاركة بصورة كاملة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية".
ليس غريبا أن تحقق المرأة في دولة الإمارات هذا التقدم الذي يندرج ضمن رؤية القيادة الرشيدة بأن تمكين الإنسان هو تمكين للوطن، والرحلة مستمرة ومن واجبنا جميعا المساهمة فيها من خلال التنشئة الصحيحة لأجيال المستقبل، بنينا وبنات، وتعليمهم مفهوم رد الجميل للوطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة