إنهاء العام الدراسي في غزة.. مزيج من الرضا والانتقاد لهذه الأسباب
بين الارتياح والانتقاد، تفاوتت الآراء من قرار وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، إنهاء العام الدراسي للفصول ما قبل الثانوية العامة.
وأعلنت الوزارة في بيان لها إنهاء العام الدراسي الحالي 2020-2021 لطلبة الصفوف من الأول حتى الحادي عشر "بعد تقييم أجرته لواقع العملية التعليمية نتيجة الآثار التي خلّفها العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة".
وقالت الوزارة إن المدارس ستستخرج الشهادات المدرسية لنهاية العام الدراسي الحالي وتوزيعها على الطلبة واستلام الكتب المدرسية منهم في 3 يونيو المقبل.
وأشارت إلى أنها ستعلن لاحقاً عن موعد بدء العام الدراسي القادم 2021-2022، موضحةً أنها ستتخذ مع بدء العام الدراسي القادم الإجراءات اللازمة لتعويض الطلبة عما فاتهم من مهارات ومعارف أساسية.
رنا إسماعيل، طالبة في الصف التاسع عبرت عن سعادتها بالقرار، وقالت: "بعد الحرب، لم يعد هناك مجال للعودة للدراسة، لقد تعبنا وأرهقنا، الأمور لم تكن جيدة من البداية".
أما الطالبة فرح، ورغم تنفسها الصعداء وإلغاء جدولها الدراسي للامتحانات التي كانت متوقعة، إلاّ أنها عبرت عن مخاوفها على تأثيرات ما حدث على تحصيلها العلمي.
وأضافت "هذا العام عطلنا عدة مرات بسبب كورونا، والتعليم كان مزيج بين الوجاهي والإلكتروني مع المشاكل التي تعتري الأخير، ثم جاءت الحرب، لتتركنا أمام واقع صعب".
الدكتورة سمر شعبان، أستاذ مناهج وطرق التدريب بكلية التربية في جامعة الازهر، أشارت إلى تأثيرات كورونا والحرب على الحالة التعليمية.
وبينت في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن كورونا جاءت في السنة الماضية فاعتمدت وزارة التربية، التعليم الالكتروني للطلبة فكانت مهاراتهم في التعليم عن بعد متدنية ومهارات المدرسين في التعامل مع تقنيات التعليم الالكتروني ليس مناسبة.
وأشارت إلى أن الوزارة اجتهدت لتأهيل إمكانيات المدرسين والطلبة الالكترونية لكن هذا التعليم افتقد معايير واضحة "المعلمون لم تكن لديهم إمكانية مناسبة في البيت للتعليم الالكتروني هذا من جانب.. والطلبة كانوا يعانون اشد المعاناة من التعليم الالكتروني".
ونبهت إلى غياب الإمكانيات ومشاكل الكهرباء والإنترنت وغيب المهارات عند الكثير من الأهالي فاقم المشاكل، ولذلك "طلبة الفصول الأساسية الأول والثاني والثالث الابتدائي لم يحصلوا مهارات الكتابة والقراءة والعملية الحسابية الأساسية المطلوبة لينطلق الطلبة للفصول الأعلى وللمواد الاوسع".
وأكدت أن 80% الى 90 % من الطلاب يفتقدون المهارات الأساسية للكتابة والقراءة والعملية الحسابية وهذا مؤشر خطر جدا.
وأضافت "ثم جاءت الحرب الأخيرة على قصرها (11 يوما) إلاّ أنها تركت آثاراً تربوية وتعليمية ونفسية عميقة على الطلبة "وهذا يؤثر مستقبلا على مصير الطلبة والعملية التعليمة برمتها".
وقالت: "الحرب مدمرة نفسيا وماليا، فهي (الحرب) لم تكن سهلة علينا نحن الكبار فكيف على الطلبة الأطفال"، وتعتقد أنه "لم يكن لدى الوزارة خيارات غير إنهاء الفصل الدراسي الحالي لأن الطلبة بحاجة الى برامج نفسية وتفريغ كثيرة قبل استئناف عملية التعليم من جديد".
ولكنها رأت أن "خيار إنهاء الفصل يجب أن يتبعه قرارات أخرى لتعويض الطلبة ما فاتهم من مهارات أساسية ودعمهم تربويا وتعليما ونفسيا".
وطالبت الوزارة بتوفير برامج من التعليم لتمكين الطلبة من المهارات الأساسية وبرامج تدمج التعليم مع العلاج النفسي للطلاب.
ووفق الدكتور محمود مطر، مدير الاشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم بغزة، هناك 300 ألف طالب يدرسون من الصف الأول للحادي عشر، وهناك 280 ألف طالب من الأول للتاسع في مدارس أونروا .
ولم تقرر أونروا الموقف بخصوص نهاية الفصل في غزة وسط تقديرات بأن ذلك مرتبط بمناطق عملياتها الخمس وبالمناهج التعليمية عن بعد لدى الوكالة.
وقال مطر لـ"العين الإخبارية": إن الوزارة تبحث مع مؤسسات محلية ودولية تقديم برامج علاجية لمجموعة من الطلبة من الصف الأول حتى السادس؛ تستهدف الطلبة الأكثر احتياجا للتدخل التعليمي والنفسي والترفيهي.
وأشار إلى أن عشرات آلاف الطلبة سيستفيدون من مخيمات صيفية مركزة ستنطلق بعد منتصف شهر يوليو تموز المقبل لتقديم برامج تعليمية ترفيهية وتفريغ نفسي.
وانتقد خبراء وتربويون القرار، ورأوا أنه سيؤثر على مستوى الطلبة.
وطالب الأكاديمي الدكتور إبراهيم ماضي الوزارة بالتراجع عن القرار، فيما دعا بعض المعلمين ومدراء المدارس إلى إلغاء هذا العام بحيث يعود الطلبة العام المقبل للعام الدراسي نفسه دون تريع.
وتعزو وزارة التعليم قرار إنهاء العام الدراسي إلى تضرر عشرات المدارس نتيجة القصف الإسرائيلي واحتياجها لأعمال صيانة وترميم، ووجود العديد من المخاطر في محيط كثير من المدارس نتيجة القذائف التي طالت الأماكن المأهولة بالسكان، وكذلك تضرر الشوارع والطرقات المؤدية لهذه المدارس؛ ما يجعل الوصول إليها صعباً.
وقالت: "اتضح وفق الوزارة، هدم وتضرر آلاف الأبنية والشقق السكنية؛ الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلاف من السكان إلى أماكن الإيواء، أو الانتقال للسكن عند الأقارب أو بالإيجار، وفقد آلاف الطلبة كتبهم ودفاترهم المدرسية تحت الأنقاض، وتأثر جموع الطلبة بالعدوان.. وما صاحبه من قصف متواصل تسبب في استشهاد وجرح المئات من المواطنين غالبيتهم من الطلبة والأطفال والنساء؛ الأمر الذي أدى إلى حالات فزع وهلع وصدمة أثرت سلباً على الحالة النفسية لأبنائنا الطلبة".
وأكدت الوزارة أنه في ضوء هذا التقييم يتعذر استكمال التعليم الوجاهي أو حتى التعليم عن بُعد أو عقد الامتحانات النهائية وفقاً للمواعيد المحددة سلفاً لنهاية العام الدراسي.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA=
جزيرة ام اند امز