نعم مصر أنقذت غزة.
وأوقفت آلة الحرب الطاحنة هناك، وبلغة مباشرة فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو مَن أنقذ غزة، وليس الأمريكي، أو إيران، أو إسماعيل هنية، أو حتى خالد مشعل المتواري.
الحقائق تظهر أن مصر هي مَن أنقذ غزة وليس الغرب، ولذلك شكر الرئيس الأمريكي الرئيس المصري، وهذا ما يجب تذكره رغم كل تشويش فعاليات النصر الموهوم. وللإنقاذ المصري هذا دلالات مهمة.
مثلاً، تقول إيران "إن انتصار المقاومة الفلسطينية أظهر بوضوح فشل عمليات تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل". وهذا خطأ، والعكس هو الصحيح. مصر، أول دولة سلام عربية، هي التي أنقذت غزة، ما يعني أن طريق السلام هو الأكثر تأثيراً إذا أعددنا الظروف، واقتنصنا الفرص.
وعليه، فمن المهم أن نسمي الأشياء بأسمائها وسط هذه البروباغندا العاتية، والمنظمة، فمن أنقذ غزة هي دولة السلام مصر، وليس دول المقاومة المزيفة مثل سوريا وإيران؛ سوريا المحتلة من قِبل إيران وروسيا وتركيا وأمريكا وميليشيات شيعية مسلحة.
وإيران التي لديها "فيلق القدس" الذي لم يطلق رصاصة للقدس بقدر ما قتل من السوريين والعراقيين واللبنانيين واليمنيين عبر الحوثي! فهل من عبث أكثر من هذا؟
من أنقذ غزة هي مصر التي جرّمت "الإخوان المسلمين" لتقف مجدداً كدولة بعد كبوة الربيع العربي الكاذب، ما مكّنها من حقن الدم الفلسطيني، وإنقاذ غزة التي أسهمت قياداتها، أي "حماس"، في اقتحام السجون المصرية أيام الربيع الكاذب.
وقفت مصر موقفاً مشرفاً كدولة سلام، بينما كان الدور الأمريكي هو دور "مذيع حفلة" إنهاء حرب غزة التي كان نجومها نتنياهو الباحث عن نجاة من محكمة الفساد، وإسماعيل هنية المقاوم عن بُعد، في الدوحة.
ولذا، فإن ما تحقق من تدخل مصر لوقف حرب غزة، وحقن الدماء، هو دليل على انتصار معسكر السلام، والاعتدال، وقوته، ودليل مهم جداً على حتمية الحفاظ على هيبة الدولة العربية القوية، دولة المؤسسات.
وهذا ليس مجرد ثناء على مصر، أو رئيسها، بل للتذكير، وللمرة المليون، بأن الدولة العربية القوية خير من شعارات الوهم الكاذبة، فلا إيران ولا سوريا ولا "حزب الرمانة" ساندوا غزة، أو استطاعوا وقف الحرب فيها.
أنقذت مصر غزة ونجحت في الوصول إلى وقف إطلاق نار من دون شروط، ما أظهر أن "حماس" لم تحقق شيئاً يذكر، خصوصاً أن قصة حي الشيخ جراح كما هي، وبالتالي نحن أمام معركة بدأت بوهم، وانتهت بخسائر بشرية ومالية لا مبرر لها.
وأثبتت مصر لإسرائيل أن دعاة السلام العرب جادون حال كان بإسرائيل رجل عاقل غير نتنياهو الأرعن. كما أجبرت مصر واشنطن على إعادة تقييم حقيقية للوضع، ما دفع بواشنطن للجوء إلى السعودية ومصر والإمارات، وليس إيران أو تركيا أو غيرهما.
الخلاصة أن مصر أنقذت غزة وأثبتت أن دول السلام هي طوق النجاة، وصوت العقل، كما ثبت أن ما يسمى مقاومة ما هو إلا عبث، ومشروع متاجرة بالدماء والقضية، خصوصاً ونحن أمام الحرب الرابعة في غزة، التي لم تحرر شبراً من الأرض! هذا هو ما يجب تذكره.
نقلا عن الشرق الأوسط
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة