نهاية الهواتف الذكية… رؤية مارك زوكربيرغ للتكنولوجيا البديلة

في تصريح جريء، كشف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، أن الهواتف الذكية قد تتلاشى خلال أقل من عشر سنوات، لتفسح المجال أمام النظارات الذكية كأداة الاتصال الأساسية.
في ظل التطور السريع للتكنولوجيا، قدم مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة ميتا، توقعاته الجريئة حول مستقبل الهواتف الذكية، مشيرًا إلى أنها قد تصبح جزءًا من الماضي خلال أقل من عقد، وفقًا لموقع "Dailygalaxy".
ومع تصاعد الاستثمارات في النظارات الذكية من قبل شركات مثل ميتا وأبل، يبرز التساؤل: هل نحن مستعدون للاستغناء عن هواتفنا الذكية؟
الهواتف الذكية عبء رقمي أم أداة ضرورية؟
رغم سيطرة الهواتف الذكية على حياتنا اليومية من تنظيم المواعيد إلى التواصل الاجتماعي والتسوق، فإنها باتت تشكل عبئًا متزايدًا، حيث تسبب الإشعارات المستمرة وإجهاد العينين والارتباط الدائم بالإنترنت في إرهاق المستخدمين. ويرى خبراء التكنولوجيا أن الابتكار القادم لن يكون مجرد تطوير للهواتف الذكية، بل استبدالها بالكامل بأجهزة أكثر تقدمًا.
ويتخيل مارك زوكربيرغ مستقبلًا لا يحتاج فيه المستخدم إلى إخراج أي جهاز من جيبه، إذ ستُعرض كافة التفاعلات الرقمية، من الرسائل والمكالمات إلى الملاحة والترفيه، أمام عينيه مباشرة عبر النظارات الذكية.
الهواتف الذكية في مواجهة نظارات المستقبل.. عبء أم تطور؟
تسعى شركات التكنولوجيا إلى تقديم تجارب تفاعلية جديدة من خلال مشاريع مثل "أوريون" من ميتا ونظارات "Vision Pro" من أبل، حيث لا تقتصر هذه الابتكارات على تحسين الاتصال، بل تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، مما يجعلها مساعدًا شخصيًا يسهم في تسهيل الحياة اليومية، ليبقى التساؤل: هل تصبح النظارات الذكية الوسيلة الأساسية للتواصل، متجاوزة الهواتف الذكية؟
مشروع أوريون
كشفت "ميتا" خلال فعالية "ميتا كونيكت 2024" عن مشروعها الطموح "أوريون"، الذي يُوصف بأنه النظارات الذكية الأكثر تطورًا، حيث تتيح شاشاتها ثلاثية الأبعاد عرض الصور الافتراضية في العالم الحقيقي، مما يمكّن المستخدمين من إرسال الرسائل، إجراء المكالمات، والتنقل دون الحاجة إلى الهاتف، مستفيدين من تقنيات تتبع العين، الأوامر الصوتية، وإيماءات اليد.
تعاون ميتا مع راي بان
إلى جانب "أوريون"، دخلت "ميتا" في شراكة مع "راي بان" لإنتاج نظارات ذكية تجمع بين التصميم الأنيق والتكنولوجيا المتقدمة، حيث تحتوي هذه النظارات على كاميرات مدمجة ومكبرات صوت عالية الجودة، مما يسهم في تعزيز انتشار تقنيات الواقع المعزز، ورغم أنها أقل تطورًا من "أوريون"، إلا أنها تمثل خطوة نحو الاعتياد على استخدام النظارات الذكية في الحياة اليومية.
أبل تدخل السباق من خلال نظارة Vision Pro
لا تقتصر المنافسة على "ميتا" وحدها، فقد أطلقت "أبل" نظارتها الذكية "Vision Pro"، التي تركز على تجارب الواقع المختلط، وعلى الرغم من حجمها الأكبر مقارنةً بنظارات "أوريون"، فإنها تعكس التزام "أبل" بمستقبل يتجاوز الهواتف الذكية، في الوقت نفسه، تعمل شركات مثل "غوغل" و"سامسونغ" على تطوير نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى أن الصناعة بأكملها تتجه نحو هذا التحول الكبير.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير مستقبل الاتصال؟
مع دمج الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، لن تقتصر النظارات الذكية على كونها مجرد شاشات تُرتدى على الوجه، بل ستتحول إلى مساعدين شخصيين يعتمدون على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث ستحل الأوامر الصوتية محل نقرات الشاشة، وستختفي حواجز اللغة بفضل الترجمات الفورية التي تعمل في الوقت الحقيقي، إضافةً إلى ذلك، سيعزز الذكاء الاصطناعي التجربة اليومية، من خلال توفير المعلومات المطلوبة حتى قبل طلبها.
هل ستختفي الهواتف الذكية تمامًا؟
بحسب موقع "Dailygalaxy"، يوضح التاريخ أن التقنيات التقليدية لا تختفي بين ليلة وضحاها، فعلى سبيل المثال، استمرت الهواتف الأرضية في الاستخدام لعقود بعد انتشار الهواتف المحمولة، ولا يزال بعض الأشخاص يفضلون أجهزة الكمبيوتر المكتبية على المحمولة، لذلك قد لا تختفي الهواتف الذكية تمامًا، لكنها قد تفقد شعبيتها تدريجيًا مع التطور المتسارع وانتشار النظارات الذكية.