هل ستكون النهاية؟ حقيقة انفجار «حزام النار» بالمحيط الهادئ

في تطور جيولوجي مقلق، شهدت روسيا هذا الأسبوع أحد أقوى الزلازل المسجلة في تاريخها، بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر.
لكن هذا الحدث لم يكن سوى البداية، فالعلماء يحذرون من احتمال أن تؤدي الصدمة الزلزالية إلى ما هو أسوأ بكثير، وهو ثوران واسع النطاق في ما يُعرف بـ"حزام النار" حول المحيط الهادئ، وهو سيناريو كارثي قد يهز العالم بأسره.
ما هو حزام النار؟
يمتد حزام النار على شكل حدوة حصان بطول 25 ألف ميل (حوالي 40 ألف كيلومتر) حول المحيط الهادئ، ويضم أكثر من 425 بركانا نشطا، أي حوالي 75% من البراكين النشطة على الأرض. ويمر الحزام عبر 15 دولة من بينها اليابان، إندونيسيا، الولايات المتحدة، وتشيلي، ويشمل براكين شهيرة مثل جبل فوجي في اليابان، وجبل سانت هيلين في أمريكا، وكراكاتوا في إندونيسيا.
السيناريو المرعب: ثوران جماعي للحزام
يؤكد علماء من جامعات أوروبية بارزة أن الزلزال العنيف قد يتسبب في تنشيط براكين كانت قريبة أصلًا من الثوران، بسبب الموجات الصادمة التي تنتقل لمئات أو آلاف الكيلومترات، فتثير الفقاعات الغازية داخل غرف الماغما (الصهارة البركانية) وتفتح ممرات جديدة لتصاعدها. وفي حال ثار الحزام كله دفعة واحدة، رغم أن العلماء يصفون ذلك بغير المرجح إطلاقًا، فستكون النتائج "كارثية على مستوى الكوكب.
النتائج المحتملة
- انفجارات هائلة تقذف رمادًا وأبخرة سامّة إلى طبقات الجو العليا.
- شتاء بركاني عالمي، مع انخفاض درجات الحرارة يصل إلى درجة مئوية كاملة، وانعدام المواسم الزراعية لسنوات.
- انهيارات اقتصادية في مناطق كثيرة، ومجاعات محتملة في الدول الفقيرة.
- تدمير للبنى التحتية في عشرات المدن الساحلية بسبب الحمم والرماد والزلازل الثانوية.
هل هذا السيناريو ممكن؟
الخبر الجيد هو أن معظم الخبراء يجمعون على أن ثورانًا متزامنا بهذا الحجم غير مرجح على الإطلاق. فحتى الزلازل الكبرى لا تؤثر سوى على نطاق محدود، والبركان لا يثور إلا إذا كانت غرفة الماغما لديه "جاهزة" للانفجار. ولذا، فإن حتى أقوى الزلازل، مثل زلزال روسيا الأخير، قد تُحفّز بركانًا أو اثنين، لكنها لن تفجر سلسلة براكين بطول 40 ألف كيلومتر.
ورغم أن "نهاية العالم" قد لا تكون وشيكة كما يصوّرها البعض، فإن حزام النار لا يزال أحد أكثر المناطق خطورة على كوكب الأرض. وفهم التفاعلات بين الزلازل والبراكين أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، في عصر تتسارع فيه الكوارث الطبيعية بفعل النشاط البشري والتغير المناخي.