أزمة الطاقة في اليمن.. انفراجة «قريبة» لخدمة الكهرباء
سباق مع الزمن، يخوضه المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية ومن خلفهما تحالف دعم الشرعية في اليمن لوضع حلول استراتيجية وجذرية لتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد.
مع استهداف مليشيات الحوثي منشآت النفط، وإبعادها عن التصدير منذ عامين، اشتدت محنة انقطاع الكهرباء لا سيما في عدن التي وصلت فيها الأزمة مؤخراً إلى مستويات قياسية دفعت المواطنين للخروج في احتجاجات غاضبة.
ولمواجهة تلك الأزمة المزمنة في الطاقة، كشف رئيس المجلس الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، العمل بدعم من التحالف العربي ضمن مسارين، يتمثل الأول "بالمسار الإسعافي، حيث تعمل الجهات التنفيذية المعنية على حلول عاجلة لتأمين الوقود لتشغيل المنظومة الكهربائية القائمة، وزيادة قدراتها التوليدية، والاستجابة الفورية لأي طارئ".
أما المسار الثاني، وفقاً للعليمي فيشمل "مسار التوليد الكهربائي ويتم العمل عليه منذ عامين مع الحكومة اليمنية، والسلطات المحلية لوضع استراتيجية شاملة هدفها إيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء بدعم من اشقائنا في التحالف بقيادة السعودية، ودولة الإمارات".
- أزمة صيادي اليمن.. الحوثي يحوّل البحر من مورد رزق إلى مصدر رعب
- مانجو اليمن أرخص من تكلفة قطفه.. الكساد يشعل استغلال الحوثي
انفراجة قريبة
وفي بشرى لليمنيين، قدمها في خطابه بالذكرى الـ34 للعيد الوطني لليمن في 22 مايو/أيار، تعهد العليمي بـ"انفراجة قريبة في خدمة الكهرباء" ستأتي من استدامة إمدادات الوقود، واستكمال دخول 120 ميغاواط الى التوليد الشهر المقبل في محافظة عدن من محطة الطاقة المتجددة الإماراتية، إضافة الى دخول 25 ميغاواط حيز التوليد في وقت سابق بمديرية المخا في محافظة تعز بدعم إماراتي كذلك.
وكشف العليمي عن انطلاق العمل في "إنشاء محطة للطاقة المتجددة بقدرة 56 ميغاواط في محافظة شبوة كمرحلة أولى، و50 ميغاواط في الخوخة وحيس بمحافظة الحديدة، بينما يجري الاستعداد لبناء محطات كهربائية في حضرموت بقدرة 25 ميغاواط، وأخرى في تعز بقدرة 30 ميغاواط، وثالثة بالرياح في رأس العارة بقدرة 100 ميغاواط" بدعم دول التحالف.
وأكد عمل الحكومة اليمنية "على زيادة قدرة التوليد من محطة الرئيس بعدن إلى أكثر من 200 ميغاواط بعد أن تم تجديد شبكة التوزيع المتهالكة بالكامل خلال العامين الماضيين"، مشيراً إلى دعم الأشقاء في الكويت لـ"مشروع إعادة صيانة، وتأهيل محطة مارب الغازية بمبلغ 40 مليون دولار، إضافة إلى مساهمات مقدرة من جانب السلطة المحلية في المحافظة".
وقال العليمي إنه "بقدر ما يتطلب النجاح في المسار الأول الاسعافي مزيدا من التفاني والعمل من قبل أجهزة الدولة، فإن التقدم في المسار الثاني لتوليد الكهرباء، يتطلب مزيداً من الصبر، والاستعداد لتقديم الكلفة التي يتطلبها أي تغيير إيجابي شامل لتحسين الخدمات وتعافي الاقتصاد".
وأقر العليمي بمعاناة اليمنين إثر الصيف الساخن وقال "نعلم جيداً إن أيام الصيف الحارة، ألهبت معاناتكم على نحو مضاعف، خصوصاً في المناطق الساحلية، لاسيما العاصمة المؤقتة عدن".
وأشار إلى أن الازمة الراهنة على المستويين الخدمي والاقتصادي، لم تكن فقط وليدة تقصير حكومي، والتي من السهل مقاربتها، بل إن "سببها الجوهري يكمن في سلوك المليشيات الحوثية الإرهابية التي استهدفت منشآت النفط، ومن ثم ذهبت إلى تهديد السفن التجارية في مياهنا الإقليمية، وهو ما فاقم من الأعباء الاقتصادية على بلدنا، شعبا، وحكومة".
وأضاف "مع ذلك فإن إرهاب المليشيات الحوثية لا يعفينا من مسؤولية العمل على تحسين الأوضاع وإنهاء أزمة الطاقة المزمنة، وقبل ذلك تقدير صبر مواطنينا الذين يتحملون العبء الأكبر من المعاناة".
يشار إلى رسالة رئيس المجلس الرئاسي مثلت مبعث أمل بالنسبة لملايين السكان لاسيما القاطنين في العاصمة عدن التي تفاقمت فيها أزمة الكهرباء بشكل كبير مؤخراً، ما أعتبره البعض جزء من حرب خدمات تديره أياد الإخوان.