عمالقة الطاقة على طاولة "أديبك" الافتراضية.. ماذا بعد كورونا؟
تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات انطلقت، الإثنين، فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2020".
وتسعى فعاليات "أديبك 2020"، لرسم ملامح مستقبل قطاع النفط والغاز ما بعد "كورونا".
الملتقى الذي يقام افتراضيا تستمر فعالياته حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمشاركة وزراء وقادة وخبراء قطاع الطاقة حول العالم.
من جهته قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك إن العالم سيظل في حاجة إلى النفط والغاز.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أن الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة قد رسخت مكانة الإمارات كوجهة مميزة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وبناء الشراكات الاستراتيجية.
ووجه الدعوة للشركات العاملة في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات والصناعات ذات الصلة، للتعاون وتضافر الجهود لدفع عجلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد-19.
وأكد أن الطلب على النفط حافظ على مستوياته ومرونته، على الرغم من التقلبات والمستجدات التي يشهدها العالم بسبب جائحة كوفيد-19.
وقال "سيبقى الطلب العالمي على النفط والغاز قوياً عند انتهاء هذا الظرف الاستثنائي، وحتى في أدنى مستويات الطلب العالمي خلال جائحة كوفيد-19 في مارس وأبريل، كان استهلاك العالم من النفط عند مستوى 75 مليون برميل يومياً، وتشير الأرقام إلى أن الطلب العالمي على النفط انخفض إلى ما دون 90 مليون برميل يومياً لمدة 12 أسبوعاً فقط".
وأضاف "ربما تكون الأشهر المقبلة مليئة بالتحديات، وربما يشهد الطلب على النفط المزيد من التقلبات، لكن علينا ألا ننسى أن الأساسيات والثوابت التي يقوم عليها قطاع النفط والغاز على المدى البعيد تبقى سليمة وراسخة".
الإمارات ودور استراتيجي
من جهته قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية.. إن أسعار النفط هي نتاج الطلب والعرض، ومن السابق لأوانه الحديث عما إذا كانت تأثيرات فيروس كورونا المسجد على الطلب الذي يمثل عصب رئيس لتحديد أسعار النفط، ستكون دائمة أم لا لكن بشكل عام فإن أجواء الثقة تعود تدريجيا إلى السوق النفطية، في ظل التطمينات العالمية بشأن الجهود السريعة للسيطرة على الفيروس، والجهود الجبارة التي تبذل عالمياً للوصول إلى لقاح فعال.
وأضاف خلال حديثه في الجلسة الوزارية الحوارية التي نظمت ضمن معرض أبوظبي الدولي للبترول "أديبك".. إن صناعة النفط من منظور العرض هي عملية دورية، وإننا في دولة الإمارات قادرون على تجاوز جائحة "كورونا" بكل اقتدار وسنخرج منها أكثر قوة وقدرة على مواجهة التحديات والاستفادة منها وتحويلها إلى فرص، كما أننا سنراجع مخططاتنا في مرحلة ما بعد "كوفيد-19" ونعمل على استخلاص الدروس المستفادة من هذه الجائحة.
وأكد أن شركات النفط والغاز ستستمر في القيام بدورها في توفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة.. لافتا إلى أن تلك الشركات تتبنى فكرة أن النفط والغاز سيكون لهما دور مهم في مزيج الطاقة العالمي، لذلك فإنهم يشعرون أن استراتيجياتهم السابقة لا تزال هي الطريق الصحيح نحو المستقبل، فيما يقوم آخرون بتنويع أعمالهم من خلال دمج بعض الانكشاف على صناعة الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن "أوبك +" مستمرة في لعب دور رائد في أسواق النفط، فقد ساعدت قراراته في دعم أسواق الطاقة العالمية وتقليص الفجوة بين العرض والطلب، ونحن في دولة الإمارات ملتزمون بأي قرار جماعي صادر عن المنظمة.
وقال إن دولة الإمارات تعتبر داعما أساسيا ورئيسيا لكل جهود المنظمة لدفع أسواق النفط إلى الاستقرار، حالها حال جميع الدول الأعضاء الذين بذلوا جهودا واضحة خلال الظروف الطارئة التي يمر بها العالم أجمع، بهدف استمرار التوازن بالأسواق، الأمر الذي ساهم في خدمة الدول المنتجة والمستهلكة وعزز نمو الاقتصاد العالمي.
وأضاف وزير الطاقة والبنية التحتية.. " في صناعة النفط، تعتبر استمرارية الأعمال أداة حقيقية بمثابة تيار متوسط من حيث الاستراتيجيات وأفضل الممارسات. ومع ذلك، فإن أزمة الوباء هي شكل جديد من أشكال الأزمة التي دفعت القادة إلى التفكير فيما وراء تعريفاتهم التقليدية لاستمرارية الأعمال ويمكن للمرء أن يرى ذلك في قطاعات مختلفة بما في ذلك النفط والغاز وكذلك الصحة وصناعة الأغذية والتعليم والمصارف".
رؤية السعودية
كما قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن اتفاق أوبك+ بشأن تخفيضات إنتاج النفط يمكن تعديله كما حدث في السابق، إذا كان هناك إجماع بين أعضاء مجموعة المنتجين غير الرسمية.
وأضاف"أجرينا تعديلا، وأعتقد أنه بالتشاور مع أصدقائنا، وبعضهم هنا وبعضهم غير ذلك، لكني أعلم مدى صدق التزامهم بمبدأ التعديل".
وأكد وزير الطاقة السعودي في كلمته أمام فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2020"، على أنه مع عودة إنتاج ليبيا، وإجراءات العزل العام الجديدة، السوق ما زالت مستقرة.
روسيا تتوقع
توقع بافل سوروكين، نائب وزير الطاقة الروسي، الإثنين، عودة الطلب العالمي على النفط إلى نحو 100 مليون برميل يوميا خلال 2-3 سنوات المقبلة
وقال خلال كلمته بالنسخة الافتراضية من مؤتمر أديبك 2020، إن الطلب على النفط الخام سيرتفع خلال الـ 15 عام المقبلة.
وأضاف نائب وزير الطاقة الروسي لا نتوقع تعافي سريع للنقل الجوي خلال العام القادم، مشيرا إلى معاناة الموردون من تأثير الجائحة على الإنتاج العالمي
وقدم سوروكين الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على تنظيم هذا الحدث في هذا الوقت الصعب، وقال: "لمسنا تقدم في العمل عبر الإنترنت خلال أزمة الجائحة".
وأكد نائب وزير الطاقة الروسي، أن بلاده طرف مسؤول في سوق الطاقة العالمية، مضيفا أنه سيكون من الصعب أن يرتفع إنتاج النفط في المشاريع مرتفعة التكلفة عند الأسعار الحالية للخام.
ويشارك نحو 10 آلاف خبير من أكثر من 100 دولة في برنامج فعالية أديبك الافتراضية 2020 ويضم المعرض والمؤتمرات الافتراضية الاستراتيجية والفنية المصاحبة له إضافة إلى برنامج جوائز أديبك والذي يقام خلال حفل افتراضي للمرة الأولى منذ عشرة أعوام فيما تقدم أكثر من 100 شركة عروضا افتراضية لما لديها من حلول مبتكرة جرى تصميمها لتلبية الاحتياجات الملحة لقطاع الطاقة سريع التحول.
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg
جزيرة ام اند امز