أسواق الطاقة.. كل الطرق تؤدي نحو أسعار مرتفعة
التراجع في احتياطي الولايات المتحدة الاستراتيجي، سيدفعها قريبا، إلى إعادة بنائه مجددا.
على الرغم من مخاوف الركود أو تباطؤ الاقتصاد العالمي على الأقل، إلا أن ثمة عوامل عدة تتجه نحو تسجيل أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي لمزيد من الزيادات، أو الحفاظ على مستوياتها المرتفعة الحالية.
وخلال الأسابيع الأربعة الماضية، ركزت وسائل الإعلام الأمريكية على احتمالية كبيرة لتراجع أسعار النفط الخام بسبب مخاوف الركود في الاقتصاد الأمريكي، وهو أمر إن حصل فإنه قد يترك أثرا على سعر البرميل.
- أسواق الطاقة.. مخاوف الركود تلقي بظلالها على اجتماع "أوبك+" المرتقب
- أمين عام أوبك: الإمارات تمتلك دورا محوريا في تأمين إمدادات الطاقة عالميا
إلا أن مؤشرات أخرى، ستبقي الطلب على الخام في حالة ارتفاع خلال شهور الركود المقبلة على الأقل، إذ تتمثل هذه المؤشرات في حاجة كبار المستهلكين لإعادة بناء احتياطاتها من النفط الخام.
أمس الإثنين، أظهرت بيانات من وزارة الطاقة الأمريكية أن مخزون النفط الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي للولايات المتحدة هبط بمقدار 4.6 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 29 يوليو/تموز.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي تراجعت إلى 469.9 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ مايو/أيار 1985 .
والكمية التي جرى سحبها من الاحتياطي البترولي الأسبوع الماضي والبالغة 4.6 مليون برميل هي الأصغر منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي.
وفي مارس/آذار الماضي، حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة لسحب مليون برميل يوميا على مدار ستة أشهر من الاحتياطي البترولي للتصدي لزيادات في أسعار الوقود ساهمت في صعود حاد للتضخم.
هذا التراجع في احتياطات الولايات المتحدة الاستراتيجية، سيدفعها قريبا، إلى إعادة بنائه وهذا لن يتم إلا من خلال تعزيز الإنتاج المحلي وتعزيز الاستيراد من الخارج، أي زيادة الطلب على النفط الخام.
ولن يتوقف الأمر على الولايات المتحدة، بل إن 30 دولة من كبار مستهلكي النفط عالميا، والذي بدأوا خطة السحب من الاحتياطيات اعتبارا من أبريل/نيسان الماضي، سيكونون بحاجة لإعادة بنائها مجددا.
** الغاز الطبيعي
وفي قطاع الغاز الطبيعي، تظهر البيانات الرسمية زيادة اعتماد دول أوروبا على الولايات المتحدة كمصدر رئيس للغاز الطبيعي المسال، وهو تركز سيضيف مزيدا من المخاطر على الإمدادات خلال الشتاء.
وترى روسيا أن الشتاء المقبل، سيكون قاسيا على دول أوروبا التي بدأت تعتمد أكثر على الغاز الطبيعي الأمريكي، في وقت قد تتعرض الإمدادات خلال الشتاء لأزمة مرتبطة إما بزيادة الطلب داخل السوق الأمريكية.
بينما السبب الثاني، والذي تحدثت عنه صحيفة واشنطن بوست، الأسبوع الماضي، مرتبط أكثر بالمخاطر الطبيعية التي قد تؤثر على الإمدادات الأمريكية لأوروبا، ممثلة بعواصف عاتية عاود ما يشهده المحيط الأطلسي.
أمس الإثنين، أوردت رويترز أن بيانات من رفينيتيف ايكون أظهرت أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال هبطت لثاني شهر على التوالي في يوليو/تموز، متأثرة بوقف العمليات في مصنع لتسييل الغاز في تكساس بعد حريق، لكن أوروبا أخذت شريحة أكبر من مجمل الشحنات.
ويتوقع مصنع فريبورت، ثاني أكبر مصًدر للغاز المسال في الولايات المتحدة، أن يعود إلى الخدمة بشكل جزئي في 22 أكتوبر/تشرين الأول لكن إغلاقه المؤقت خفض صادرات الغاز المسال الأمريكية بحوالي 1.9 مليار قدم مكعبة يوميا.
وقيًد الحريق صادرات الغاز المسال الأمريكية وسط طلب قوي في أوروبا حيث يسعى المشترون لاستبدال الإمدادات الروسية.
وارتفعت الأسعار الأسبوع الماضي إلى 57 دولارا للمليون وحدة حرارية بريطانية، من 33 دولارا في مارس/آذار. وكبحت الأسعار المرتفعة الطلب من آسيا وأمريكا اللاتينية.
وفي يوليو/تموز الماضي، غادرت 86 شحنة الموانئ الأمريكية حاملة 6.12 مليون طن من الغاز المسال، وهو مستوى أقل من الصادرات في الشهر السابق البالغة 6.3 مليون طن وأدنى مستوى للصادرات منذ سبتمبر/أيلول، بحسب بيانات آيكون.
aXA6IDMuMTQ0LjIuNSA= جزيرة ام اند امز