بئر الغموض.. هل العالم مستعد لنهاية عصر النفط والغاز؟
يشكل الوقود الأحفوري أكثر من 85% من احتياجات العالم من الطاقة، في المقابل يسعى منتجو النفط إلى تنمية مستدامة خضراء لمواجهة تغير المناخ، فهل نحن مستعدون لنهاية عصر النفط والغاز؟
من هنا قال رواد الصناعة إن الاعتماد على النفط والغاز سيظل رهان العالم من أجل الحفاظ على معدلات النمو لسنوات مقبلة.
بعدما اعتبر لاعبون كبار في مجال الصناعة خلال مؤتمر استضافته في ماليزيا مؤخرا عن الطاقة إن النفط والغاز سوف يظلان من المصادر الرئيسية للطاقة لعقود قادمة، وذلك على خلفية التأخر في الانتقال للطاقة النظيفة، استطلع تقرير لشبكة سي إن بي سي، آراء عدد من رواد الصناعة في هذا السياق.
ونقل التقرير عن جون هيس، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الأمريكية هيس كوربوريشن، أنه يجب أن يستقر في القناعات أن النفط والغاز مطلوبان لعقود قادمة لأن انتقال الطاقة قد يستغرق وقتاً أطول بكثير، فضلا عن أنه يكلف الكثير من المال ويحتاج إلى تقنيات جديدة غير موجودة حتى الآن".
4 تريليونات دولار استثمارات
ويؤكد هيس أنه عندما يتعلق الأمر بالطاقة النظيفة يحتاج العالم إلى استثمار 4 تريليونات دولار سنوياً لتحقيق مستهدفات انتقال الطاقة.
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، من المقرر أن يرتفع الاستثمار العالمي في الطاقة النظيفة إلى 1.7 تريليون دولار في عام 2023.
ويشير هيس إلى أن النفط والغاز أساسيان للقدرة التنافسية الاقتصادية في العالم، فضلاً عن انتقال آمن وميسور للطاقة.
وتوقع هيس أن يكون سوق النفط أكثر إيجابية في النصف الثاني من العام، وأن يرتفع الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2027.
ويشير هيس إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم هو قلة الاستثمار في صناعة الطاقة، حيث يواجه العالم عجزا هيكليا في إمدادات الطاقة والنفط والغاز والطاقة النظيفة".
فيما توقع هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة أوبك في كلمته خلال المؤتمر، أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع إلى 110 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2045، وقال إن النمو يأتي على خلفية زيادة مستويات التحضر على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني كررت شركة إكسون موبيل، أكبر منتج للنفط في الولايات المتحدة، الأمر نفسه.
وتتوقع الشركة أن يظل النفط أكبر مصدر رئيسي للطاقة لمدة عقدين آخرين على الأقل بسبب دوره الحيوي في النقل التجاري والصناعات الكيماوية.
ويشير إيرين ماكغراث، كبير مستشاري الشؤون العامة والحكومية بشركة إكسون موبيل لشبكة سي إن بي سي أنه "من المتوقع أن تظل السوائل مصدر الطاقة الرائد في العالم في عام 2050، حتى مع تباطؤ نمو الطلب إلى ما بعد عام 2025".
وتوقع ماكغراث أن يرتفع الطلب على الطاقة السائلة بنحو 15 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050 وسيأتي كل النمو تقريبًا من الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية".
الدوافع الرئيسية
وتستمر آسيا في تحفيز الطلب على النفط والغاز، حيث من المقرر أن يتجاوز نمو المنطقة الولايات المتحدة وأوروبا بحلول نهاية العام.
وقال دان ييرجين، نائب رئيس شركة اس أند بي جلوبال في مؤتمر الطاقة "إن منطقة آسيا هي المنطقة التي سيرتفع فيها نمو الطلب على الطاقة، والمزيد في المستقبل خاصة أن عدد سكان جنوب شرق آسيا وحده يزيد بنسبة 50٪ عن سكان الاتحاد الأوروبي.
ويشير باتريك بويان، رئيس مجلس إدارة شركة توتال الفرنسية، إلى أن نمو سوق الغاز الطبيعي المسال العام الماضي جاء مدفوعاً بالصين والهند وكوريا واليابان وفيتنام.
ويوضح بويان أن الطلب على الطاقة موجود في آسيا لأن هناك 5 مليارات شخص من السكان وهذا هو المكان الذي يجب أن نتطلع فيه إلى المستقبل".
3 % ارتفاع الطلب على النفط في الهند ٢٠٢٥
ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن تشهد الهند أكبر زيادة في الطلب على الطاقة من أي بلد، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب بأكثر من 3٪ وذلك عندما تصبح الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم بحلول عام 2025.
وتعتمد شركة أرامكو النفطية العملاقة السعودية أيضًا على الآمال في أن تدفع الصين والهند نمو الطلب على النفط بأكثر من مليوني برميل يوميا، على الأقل لبقية هذا العام.
وقال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، خلال خطابه في القمة: بمجرد أن يبدأ الاقتصاد العالمي الأوسع في التعافي، يمكن أن تتقلص موازين العرض والطلب في الصناعة.
وتعد شركة فيتول أقل تفاؤلاً، حيث تتوقع أن الطلب على النفط الخام سيبلغ ذروته في عام 2030، بعد عامين من توقعات وكالة الطاقة الدولية.
وقال راسل هاردي، الرئيس التنفيذي لشركة فيتول، خلال حلقة نقاش إنه من المتوقع الوصول إلى ذروة الطلب في حوالي عام 2030، وذلك على أن ينخفض الطلب تدريجياً حتى عام 2040 ثم تراجع سريع بعد ذلك مع تطور المركبات الكهربائية وانتقال الطاقة".
وقال هاردي: في حين أن الصناعة تواجه أساسيات جيدة في الأشهر القليلة المقبلة إلا أن استمرار إنتاج النفط الروسي والنمو الصيني المتعثر يعقد التنبؤات إلى أين ستتجه الأسعار.
وأشار إلى أن أوروبا والولايات المتحدة لديهما طلب أقل بمقدار مليون ونصف برميل يوميًا اليوم مقارنة بعام 2019، حيث يتم دفع المزيد من المستهلكين نحو مصادر الطاقة المتجددة في أوروبا وأمريكا.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA=
جزيرة ام اند امز