هل يفك منتخب إنجلترا لعنة البطولات الكبرى في يورو 2020؟
تأهل منتخب إنجلترا إلى ثمن نهائي كأس أمم أوروبا "يورو 2020" في صدارة مجموعته بعد فوزه على التشيك (الثلاثاء) 1-0 في ختام دور المجموعات.
وكان منتخب إنجلترا ضمن التأهل رسميا إلى ثمن نهائي "يورو 2020" قبل خوض مباراته ضد التشيك، مستفيدا من نتائج المجموعات الأخرى.
ودخل "الأسود الثلاثة" منافسات كأس أمم أوروبا الحالية ضمن المنتخبات المرشحة للتتويج باللقب مع فرنسا بطلة العالم والبرتغال حاملة اللقب وبلجيكا المدججة بالنجوم وألمانيا الخبيرة.
وتوج الإنجليزي بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم الأخيرة "روسيا 2018"، معتمدا على توليفة قوية من نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، بقيادة الهداف هاري كين نجم توتنهام، وفيل فودين ورحيم سترلينج ثنائي مانشستر سيتي المتألق، وغيرهم.
لكن مع اكتفاء إنجلترا بهدف واحد في أول مباراتين بدأت سهام النقد تتوجه إلى هاري كين مهاجم الفريق لفشله في التسجيل، وبدأ السؤال يعود للظهور هل ستواصل إنجلترا فشلها في البطولات الكبرى؟
رغم إقامة كأس أمم أوروبا في 11 بلدا أوروبيا، فإن إنجلترا تعتبر المنظم الأول للبطولة، فهي ستلعبون جميع مبارياتها في ملعبهم بويمبلي، وكذلك ثمن النهائي بعد تصدرها المجموعة، كما أن مباريات نصف النهائي والنهائي ستقام بالملعب ذاته، أي أن المباراة الوحيدة التي ستلعبها خارج أرضها ستكون ربع النهائي.
ويعتبر هذا أيضاً من عوامل ترشيح إنجلترا للقب، مع عامل أن 3 فرق إنجليزية تأهلت لنهائي البطولات الأوروبية للأندية هذا الموسم وهي تشيلسي ومانشستر سيتي اللذان لعبا نهائي دوري أبطال أوروبا، ومانشستر يونايتد الذي خسر نهائي الدوري الأوروبي أمام فياريال الإسباني.
لكن إنجلترا فشلت مراراً وتكراراً في التتويج بالبطولات الكبرى رغم امتلاك مجموعة من أهم اللاعبين في ربع القرن الأخير.
ففي عام 1996، وبسيناريو مشابه استضافت إنجلترا كأس أمم أوروبا تحت عنوان "الكرة تعود إلى مهدها"، ونجحت في التأهل لنصف النهائي عبر الفوز على منتخبات مثل هولندا 4-1 وإسبانيا بركلات الترجيح.
لكن إنجلترا التي تقدمت 1-0 على ألمانيا في نصف النهائي بعد 3 دقائق فقط من البداية خسرت بركلات الترجيح في النهاية، في مباراة كانت أقرب فيها للفوز، وشهدت إهدار بول جاسكوين لفرصة تسجيل هدف ذهبي لا تهدر في الوقت الإضافي.
البعض اتهم الرعونة من قبل جاسكوين بالمسؤولية عن الوداع الحزين، بينما وجه آخرون أصابع الاتهام للمدرب الحالي جاريث ساوثجيت لإهدار ركلة الترجيح الحاسمة في المباراة ألمانيا، علماً بأن الأخير أقر بأن الضغط كان شديداً عليه وعلى رفاقه أكثر من أي بطولة أخرى، مضيفاً أنهم لم يكونوا يتدربون على ركلات الترجيح.
وفي عام 1998 خرجت إنجلترا من كأس العالم ضد الأرجنتين بركلات الترجيح رغم تألق مايكل أوين وتسجيله ثنائية في التعادل 2-2 بالوقت الأصلي، ولكن طرد ديفيد بيكهام كان له في قلب الأحداث ضد الإنجليز.
وفي يورو 2000، ودع الإنجليز مبكرا من المجموعات، بعد تلقي هزيمتين أمام البرتغال ورومانيا 2-3، مقابل فوز وحيد على ألمانيا 1-0.
لكن في 2002، كانت مواجهة جوقة من النجوم بقيادة الظاهرة رونالدو ورونالدينيو وريفالدو وروبيرتو كارلوس وغيرهم كفيلة بإخراج الإنجليز من ربع نهائي كأس العالم بهدف خادع لرونالدينيو بركلة حرة استقرت خلف ظهر الحارس ديفيد سيمان في الشباك، لتنتهي المباراة 2-1 لراقصي السامبا.
عام 2004 كانت أرض البرتغال مؤيدة لأصحابها ضد مهد كرة القدم وقادتهم لإخراج الإنجليز من البطولة بركلات الترجيح، وبنفس السيناريو وضد نفس الخصم خرجت إنجلترا من ربع نهائي كأس العالم 2006 وضد نفس المدرب الذي أخرجها في مونديال 2002، ثم في كأسي أوروبا والعالم 2004 و2006، البرازيلي لويس فيليبي سكولاري.
زاد الأمر في 2007 حين تسببت المشاكل الداخلية في فشل إنجلترا في التأهل من الأساس لكأس أمم أوروبا 2008 في واقعة لم تحدث منذ يورو 1984.
لكن رغم تولي مدرب عالمي مثل فابيو كابيلو المسؤولية الفنية في 2010، فقد بدا أن جيل واين روني وستيفن جيرارد وفرانك لامبارد قد فقد بريقه الفني فخرجت إنجلترا ضد ألمانيا في ثمن نهائي مونديال جنوب أفريقيا بالخسارة 1-4، ثم ضد إيطاليا بركلات الترجيح في ربع نهائي يورو 2012.
حين خرج الإنجليز ضد الألمان كان السبب الرئيسي هو فشل أصحاب الخبرات في إنجلترا مجاراة جيل المواهب الألمانية الصاعد وقتها بقيادة مانويل نوير وتوماس مولر وتوني كروس المطعم بعناصر خبرة على رأسها ميروسلاف كلوزه.
وبالإضافة لذلك كان هناك عنصر آخر هو غياب النجاح والثقة التي يحتاجها فريق كبير للانطلاق في بطولة كبرى إلى جانب الأداء، والتي تغطي أحياناً على سوء الأداء.
الجيل الحالي لإنجلترا بلا أدنى شك يمتلك العنصرين، الخبرة والثقة، بعد الحصول على المركز الرابع في كأس العالم الماضية، وصولاً بأداءات اللاعبين القوية وتحقيقهم إنجازات مع فرقهم.
إنجلترا كذلك نجحت في اختبارات قوية ضد فرق من أصحاب المستوى الأول عالمياً مثل ألمانيا وإسبانيا وكرواتيا وبلجيكا خلال الفترة الأخيرة، بما يؤهلها لمجاراتها والتفوق عليها في "يورو 2020".