كيف حول كورونا البريمييرليج لمنتج تلفزيوني مجاني؟
إيقاف الدوري الإنجليزي بسبب انتشار فيروس كورونا تسبب في تحول البث التليفزيوني لعنصر خاسر بعدما كان مصدر دخل كبير للأندية.. كيف؟
احتلت مسألة البث المجاني لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في إنجلترا جانبا كبيرا من المناقشات على مدار الأسابيع القليلة الماضية، كحل من ضمن عدة حلول وضعت لاستئناف المسابقة بشكل طبيعي بعد توقفها طويل الأمد منذ منتصف مارس/ آذار الماضي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتعمل رابطة البريمييرليج مع السلطات الحكومية في بريطانيا على إيجاد موعد مناسب لاستكمال مباريات البطولة الإنجليزية لكن أيضاً دون الإخلال بقواعد التباعد الاجتماعي.
وكان أوليفر دودين، وزير الثقافة البريطاني، اقترح في تصريحات نشرتها الصحف المحلية خلال الفترة الأخيرة أن تذاع مباريات الدوري الإنجليزي بشكل مجاني عبر القنوات التليفزيونية بمجرد عودة الدوري للحياة.
وأوضح دودين، الذي يشغل منصب رئيس الإدارة الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة في البرلمان البريطاني، أن: "إتاحة المباريات بشكل مجاني عبر المنصات المجانية، ستساعد في منع تجمعات الجماهير خارج الملاعب التي ستستضيف المباريات التي ستقام بلا جماهير".
حلول للإنقاذ
تأتي تلك المناقشات والمقترحات والحلول من أجل البحث عن وسيلة لمنع الجماهير من التزاحم خارج الملاعب، لمنع تكرار الأزمة التي حدثت في ملعب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، خلال مباراته أمام بروسيا دورتموند الألماني في دوري أبطال أوروبا في مارس الماضي.
وكانت جماهير سان جيرمان تجمعت خارج الملعب خلال لقاء فريقها أمام دورتموند في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي أقيم بدون جمهور، مما مثل خرقاً للوائح التباعد الاجتماعي والسلامة، وتسبب في إصابة الكثير منا لجماهير بفيروس كورونا وفقا لما تم الكشف عنه لاحقا.
وواصل الوزير البريطاني تصريحاته في إطار حله المقترح: "من الأرجح أن المسابقة ستستكمل في منتصف يونيو/ حزيران المقبل، ونتطلع لزيادة عدد المباريات التي ستذاع بشكل مجاني، كي لا يترك الناس منازلهم ويحاولوا الذهاب للملاعب".
واختتم: "هناك قانون ينص على أن المباريات التي تقام في الثالثة عصراً لا تنقل عبر الشاشات، لأن الجماهير تشاهدها في ملاعب الكرة، لكن هذا الوضع سيتغير، لأن بعضا من هذه المباريات سيتم بثه بشكل مجاني".
خسائر البث التليفزيوني
البث المجاني للمباريات كما تحدث عنه الوزير البريطاني سيكون له دور إضافي في تخفيض أعداد المشتركين بالقنوات الناقلة لمباريات البريمييرليج، مما يزيد من خسائر الأندية المتعاقدة معها عما هي عليه الآن.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نشرت الأسبوع الماضي أن أندية البريمييرليج قد تضطر لدفع مبلغ 340 مليون إسترليني على الأقل للقنوات الناقلة للمباريات، كغرامات بسبب توقف النشاط لأكثر من شهرين، وذلك على فرضية استكمال الموسم.
وأوضح ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري الإنجليزي، أنه تم إطلاع الأندية على الوضع الحالي مع القنوات الناقلة للمباريات، مضيفا: "هو أمر سري بالطبع لكن ستكون هناك خسائر كبيرة فيما يخص عائدات الأندية، لا مفر من ذلك".
وأوضح مسؤول الرابطة الإنجليزية أن اجتماع الرابطة مع الأندية الذي عقد الإثنين الماضي، تم خلاله وضع خطتين بغية أن تكون الصورة واضحة في جميع الأحوال، الأولى حال استكمال المسابقة والثانية حال إلغائها.
وكشفت "بي بي سي" في تقريرها أن عدم استكمال الموسم سيكبد الأندية الإنجليزية مبلغ 760 مليون إسترليني، بينما ستنخفض الخسارة إلى 340 مليون حال عدم الإلغاء.
مكاسب مليارية مهددة
بعيداً عن تصريحات الوزير، والخسائر المالية الضخمة التي تكبدتها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب توقف كورونا، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز عند إنشائه في عام 1992 اعتمد أساساً على فكرة جني الأموال من البث التليفزيوني للمباريات.
وتم بيع حقوق بث المباريات للقنوات الناقلة للدوري الإنجليزي، على أن توزع الإيرادات بين الفرق الأعضاء في رابطة الدوري فقط.
وتواصلت المكاسب بشكل كبير مع توالي مواسم المسابقة زيادة قوتها، حتى إنها باتت الأقوى بين الدوريات الخمسة الكبرى في أغلب التصنيفات.
وفي موسم 2013-2014 فقط، وصلت إيرادات حقوق البث إلى مليار جنيه إسترليني في السنة، وهي المكاسب التي باتت الأندية محرومة من تكرارها هذا الموسم بسبب أزمة كورونا.
aXA6IDE4LjExOC4xMzcuOTYg جزيرة ام اند امز