الناطقون بالإنجليزية.. أسرار صراع الكاميرون ضد "أحلام أمبازونيا"

كغيرها من دول القارة الأفريقية وقعت الكاميرون ضحية للصراع الداخلي الذي رسخه الاحتلال البريطاني الفرنسي لها قبل سنوات طويلة.

صراع طفح بحادث مأسوي أعلنت عنه السلطات الكاميرونية الأربعاء بمقتل 6 مدنيين برصاص "إرهابيين" استهدفوا حافلتهم في جنوب غرب البلاد.

أما موقع الحادث فهي منطقة تشهد حرباً دامية بين جماعات مسلحة انفصالية ناطقة بالإنجليزية والقوات الحكومية الناطقة بالفرنسية.

نزاع انفصالي في الكاميرون أودى بحياة أكثر من ستة آلاف شخص منذ نهاية عام 2016 وأرغم أكثر من مليون شخص على النزوح، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية غير الحكومية.

وتشهد المنطقتان الشمالية الغربية والجنوبية الغربية الناطقتان بالإنجليزية كواليس هذا الصراع، حيث كانتا تحت الإدارة الاستعمارية البريطانية وعرفتا باسم جنوب الكاميرون البريطاني.

لكن الحكومة الكاميرونية تصف حاملي السلاح من الناطقين بالإنجليزية بأنهم إرهابيون، وهو المصطلح الذي تستخدمه السلطات للإشارة إلى الانفصاليين الناطقين بالإنجليزية.

كان ذلك خلال الفترة بين عامي 1919 و1961، لكن بعد استفتاء عام أشرفت عليه الأمم المتحدة في 11 فبراير/شباط 1961، صوت السكان على "لم شمل" مع الكاميرون الفرنسية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.

لكن كل شيء لم يسر على ما يرام بعد توحيد المنطقتين؛ حيث اشتكت المنطقتان الناطقتان بالإنجليزية مرارا وتكرارا من التمييز والإقصاء، وفقا لموقع theconversation.

وتشكل المنطقتان الناطقتان بالإنجليزية حوالي 20٪ من سكان الكاميرون، بينما يسمي الانفصاليون "دولتهم المزعومة باسم جمهورية أمبازونيا".

وصُنع اسم أمبازونيا -المشتق من خليج أمباس في غينيا- منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي من قبل المحامي المعارض الناطق بالإنجليزية فون جورجي دينكا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016، أطلقت نقابات المعلمين والمحامين الناطقين بالإنجليزية احتجاجات سلمية ضد ما أسموه "الإهمال" و"التهميش" في المنطقتين.

وبالفعل شاركت مجموعات كبيرة من الناس في الاحتجاجات التي استمرت لمدة عام، وركزوا على انتقاد تعيين المعلمين والمدعين العامين والقضاة الناطقين بالفرنسية في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية.

ففي المناطق الناطقة بالفرنسية، مثل دوالا وياوندي، التي تستضيف مجتمعات كبيرة من الناطقين باللغة الإنجليزية، غالبًا ما تكون الفرنسية هي اللغة الوحيدة التي يمكن استخدامها للوصول إلى الخدمات العامة الحيوية.

وهنا يشعر الناطقون بالإنجليزية الساخطون بالاستياء من الهوة بين الادعاء الرسمي بأن الكاميرون دولة ثنائية اللغة وواقع الناطقين باللغة الإنجليزية كمواطنين من الدرجة الثانية، وفقا للموقع نفسه.