من يملك الذهب حول العالم؟.. تحولات رهيبة في تقرير «المجلس العالمي»
مكاسب المعدن النفيس قفزة 21% منذ بداية 2024
مع اقتراب قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة، يتصاعد تهافت المستثمرين على ملاذهم المفضل، الذهب.
وقد سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) المدعومة فعلياً بالذهب على مستوى العالم تدفقات للشهر الرابع على التوالي في شهر أغسطس/آب الماضي، مدفوعة في المقام الأول بحيازات إضافية من الصناديق المدرجة في أمريكا الشمالية وأوروبا. وقد شهدت هذه الفئة الاستثمارية، التي تحتفظ بالسبائك للمستثمرين، طلبًا متزايدًا على المعدن النفيس، الذي وصل سعره إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2531.60 دولار للأونصة في 20 أغسطس/آب، تحسبًا لاحتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية، قبل أن يتراجع بشكل طفيف إلى 2513 دولار للأونصة (الأوقية) بنهاية أغسطس/آب 2024، ليحقق مكاسب شهرية بنسبة 3.6%، وأكثر من 20% منذ بداية العام الجاري.
وعلى الرغم من مواجهة ثلاث سنوات من التدفقات المستمرة إلى الخارج وسط ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، إلا أن الأشهر الأربعة الأخيرة من التدفقات الإيجابية إلى الداخل قللت قليلاً من صافي الخسائر منذ بداية العام حتى تاريخه إلى 44 طن متري.
في شهر أغسطس/آب وحده، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات داخلة بلغت 28.5 طن، أي ما يعادل 2.1 مليار دولار، مما رفع حيازاتها الجماعية إلى 3,182 طن. كما أدى هذا الارتفاع في الاستثمار إلى رفع إجمالي الأصول المدارة لصناديق الذهب المتداولة إلى رقم قياسي شهري بلغ 257.3 مليار دولار في نهاية أغسطس/آب.
كما لاحظ مجلس الذهب العالمي، انخفاضًا في أحجام تداول الذهب العالمية في أغسطس/آب بنسبة 3.2% على أساس شهري، بمتوسط 241 مليار دولار في اليوم. ويعزى هذا الانخفاض إلى انخفاض نشاط التداول في بورصة كومكس.
- تثبيت ثالث للفائدة في مصر خلال 2024.. ضغوط التضخم «تنحسر»
- ملهم ورائد.. الشيخ طحنون بن زايد على قائمة «التايم» للأكثر تأثيرا بعالم الذكاء الاصطناعي
وعلى النقيض من ذلك، شهد متوسط أحجام التداول اليومي في سوق التداول خارج البورصة الأقل شفافية زيادة بنسبة 5.9%، ليصل إلى 158 مليار دولار.
وفي ظل ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 21% منذ بداية العام وتزايد التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية، عزز المستثمرون المضاربون في بورصة كومكس إجمالي مراكزهم الصافية لشراء الذهب بنسبة 17% مقارنةً بشهر يوليو/تموز، ليصل إجمالي مراكز الشراء إلى 917 طنًا بنهاية أغسطس/آب، وهو أعلى مستوى منذ فبراير/شباط 2020.
ومن المرجح أن يستقبل الذهب شريحة كبيرة من المستثمرين خلال الفترة المقبلة، إذ تشير البيانات إلى أربعة أسباب قوية تدفع إلى عودة المستثمرين إلى أسواق الملاذات الآمنة بقيادة المعدن النفيس.
يتمثل السبب الأول في تجدد حال عدم اليقين الاقتصادي مع تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية، أما السبب الثاني فيتعلق بموجة الخسائر التي عصفت بأسواق الأسهم خلال تعاملات أغسطس/آب الماضي، التي من المتوقع أن تتكرر مرة أخرى خلال الأيام المقبلة، فيما يرتبط السبب الثالث بالبيانات السلبية الواردة من الصين والولايات المتحدة في شأن احتمال دخول اقتصادهما في ركود، بينما يرتبط السبب الرابع باتجاه البنك المركزي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة بداية من اجتماعات سبتمبر/أيلول الجاري في ظل هدوء معدلات التضخم.
وفي مذكرة بحثية حديثة، قال بنك "غولدمان ساكس"، إنه يتعين على المستثمرين التوجه نحو الذهب، مع تسليط الضوء على المعدن الثمين باعتباره أفضل سلعة للتحوط ضد الأخطار الجيوسياسية والمالية. وتوقع فريق محللي السلع في البنك الاستثمار الأمريكي، أن يرتفع الذهب إلى 2700 دولار للأوقية بحلول أوائل عام 2025 مع استعداد البنك المركزي الأمريكي لبدء خفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول الجاري، مما يعيد رأس المال الغربي إلى المعدن الثمين.
وفي الوقت نفسه، تواصل البنوك المركزية في دول الأسواق الناشئة شراء الذهب، إذ تضاعفت المشتريات ثلاث مرات منذ منتصف عام 2022 وسط مخاوف من العقوبات المالية الأمريكية وجبل من الديون السيادية.
ويتخذ بنك "غولدمان ساكس" نهجاً أكثر انتقائية في الاستثمار بالسلع الأساس، إذ يؤثر الطلب الضعيف في الصين على أسعار النفط الخام والنحاس.