كارثة بيئية تضرب "براك الشاطئ" بجنوب ليبيا
تشهد مدينة براك الشاطئ بالجنوب الليبي كارثة صحية نتيجة انهيار البنية التحتية لمنظومة الصرف الصحي في أجزاء كبيرة من المدينة.
ورغم المحاولات المتكررة من شركة المياه والصرف الصحي بالمدينة لوضع حلول مؤقتة لمشاكل الصرف الصحي المتفاقمة في محلة "زلواز والزاوية ووسط المدينة"، إلا أن المياه السوداء كونت بحيرة عملاقة يصل ارتفاعها إلى نصف متر، الأمر الذي ترتب عليه مشاكل صحية وازدحام في حركة المرور.
ضعف الإمكانيات
أكد عميد بلدية براك الشاطي، الجيلاني علي، أن الحكومات المتعاقبة أهملت احتياجات كامل بلديات الجنوب وبراك الشاطي في طليعتها.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن أغلب المشاريع التي نفذت في براك الشاطي كانت بتمويل من منظمات تتبع الأمم المتحدة وأغلب المشاريع الممولة من قبل الحكومة الليبية متوقفة لعدم توفر ميزانية وفي طليعتها رصف الطريق الرئيسي لبراك الشاطي.
وأكد عميد بلدية براك الشاطي أن البلدية تعاني من ازمات صحية وبيئية مثل طفح المياه السوداء بسبب انهيار البنية التحتية، الذي أصبح مألوفا في كامل الجنوب الليبي نظرا لعدم توفر الإمكانيات لمجابهة هذه المخاطر.
وتابع الجيلاني أن العاملين في شركة المياه والصرف الصحي والنظافة في براك الشاطي من نقص الإمكانيات بالإضافة إلى الديون المتراكمة على الدول نظرا لعدم صرف مرتباتهم، ما يزيد من الأزمة.
وطالب الجيلاني حكومة الوحدة الوطنية الليبية بضرورة الالتفات لمتطلبات البلدية خصوصا في المشاريع المتوقفة مند ما يزيد عن عام كامل منبها إلى أن الشركات المنفذة توقفت عن العمل نتيجة لعدم تحصلها القيمة المتعارف عليها عند بدأ مشاريعها.
وأوضح الجيلاني أن البلدية تحمل على كاهلها حتى مساعدة الأسر المحتاجة، وقد صرفت فيما سبق كامل المنحة المقدمة من حكومة الوحدة الوطنية عليها نظرا للظروف البائسة التي تمر بها البلاد.
أزمة صحية
وسجل مستشفى الزوية القروي حالات مرضية بين مختلف الأعمار نتيجة البكتيريا التي تفرزها مستنقعات الصرف الصحي.
وقال الدكتور والاخصائي الليبي في أمراض المعدة وليد عمر أن خطر مياه الصرف الصحي على سلامة المواطن كبيرة حيث سجلت المراكز الصحية العديد من حالات البكتريا المسببة لإسهال مزمن وألم أسفل البطن.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن البكتريا تعد خطرا حقيقيا على أصحاب المناعة الضعيفة وقد تتسبب في وفاة المريض في حال لم يتلق الإسعافات اللازمة.
وأشار إلى أن بعض الدراسات والتحاليل على الحالات تبين أن البكتيريا منتشرة بكثافة في المناطق التي تطفح فيها مياه الصرف الصحي على السطح.
وتشهد مناطق متعددة من الجنوب الليبي مظاهر مماثلة لما هو الحال في مدينة براك الشاطي حيث انهيار البنية التحتية وتوقف المشاريع التنموية وقلة الإمكانيات والخدمات الصحية.
يذكر أن المساحة الممتدة من الشويرف شمالا إلى حدود دول النيجر وتشاد والجزائر تمثل ثلث مساحة ليبيا ويقطنها قرابة 870 ألف نسمة.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg جزيرة ام اند امز