في يوم العمل الإنساني.. الإمارات تنتشل الملايين من كوارث المناخ
يكتسب العمل الإنساني أهمية خاصة في عام 2021 لما يشهده العالم من تحديات كبيرة تهدد الملايين بمختلف الدول، على رأسها كوارث التغير المناخي.
وتعيش نحو 216 دولة منذ أكثر من 15 شهرا أزمة صحية كبرى وحالة طوارئ وإغلاقا عاما، نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
لكن الكوارث الطبيعية الناجمة عن مشكلة التغير المناخي تضاعف من حالة الطوارئ بهذه البلدان، وتطلب المزيد من التعاون والتنسيق وتسهيل تقديم المساعدات بشتى أنواعها للمحتاجين والمتضررين حول العالم.
وارتفع عدد النازحين بسبب ظاهرة التغير المناخي إلى أكثر من 30 مليون شخص حول العالم، هربوا من العواصف والفيضانات وحرائق الغابات والجفاف التي ضربت بلدانهم العام الماضي، وفقا لتقرير أصدره مركز مراقبة النزوح الداخلي.
ومع إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يحل 19 أغسطس من كل عام ويتخذ "السباق ضد أزمة المناخ" موضوعا له، تجدر الإشارة إلى مواقف مشرفة لدولة الإمارات لإغاثة متضرري الكوارث الطبيعية.
واحتاج نحو 235 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية خلال عام 2021، بواقع 1 من كل 33 شخصا في جميع أنحاء العالم، وفقا لأحدث أرقام أعلنتها منظمة الأمم المتحدة.
وتهدف الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة إلى مساعدة 160 مليون شخص في أمس الحاجة إليها في 56 دولة، وستتطلب ما مجموعه 35 مليار دولار للقيام بذلك.
الإمارات تغيث متضرري التغير المناخي
بالتوازي مع عمل الإمارات على دعم وتعزيز الحراك العالمي لمواجهة تحدي تغير المناخ وخفض مسبباته والتكيف مع تداعياته خلال العقود الماضية، مدت الدولة يد العون لملايين سقطوا ضحية غضب الطبيعة.
وتسببت حالة الطوارئ المناخية في إحداث فوضى بجميع أنحاء العالم، بعدما حطمت موجات الجفاف والحر وحرائق الغابات المستعرة والفيضانات المروعة حياة الملايين، وأصبحوا في أمس الحاجة للإغاثة.
مواقف الإمارات المشرفة لإغاثة متضرري الكوارث الطبيعية كثيرة لا يمكن حصرها، لكن هذه بعضا منها.
خلال شهر أغسطس الساخن، هبت الإمارات للتضامن مع حكومة وشعب اليونان الصديق ومواجهة كارثة الحرائق غير المسبوقة التي تشهدها بلادهم نتيجة التغير المناخي.
وعبر ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قدمت الدولة مساعدات إنسانية عاجلة لتعزيز حماية المدنيين المتأثرين من الحرائق في اليونان.
أيضا شاركت الإمارات في تعزيز الجهود الرامية لإخماد الحرائق بطائرة عمودية، لمكافحة حرائق الغابات على أطراف العاصمة أثينا.
تبعها إرسال أبوظبي طائرة إماراتية تحمل كميات كبيرة من المواد الغذائية والصحية ومكملات غذائية للأطفال ومواد مكافحة الحرائق من ملابس إطفاء ومضخات وخراطيم مياه وملحقاتها.
في يوليو، لبت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، عبر سفارة الإمارات في البرازيل، نداء الإغاثة في تقديم المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وبطانيات للأسر المتضررة من الفيضان الهائل الذي شرد الآلاف.
أما في يونيو، كانت الإمارات من أوائل الدول استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد ثوران بركان جبل "نيراجونجو"، وتشريده نحو 450 ألف شخص من منازلهم معظمهم من النساء والأطفال.
وأرسلت الإمارات طائرتي مساعدات، الأولى حملت نحو 51 طناً من المواد الإغاثية والغذائية العاجلة، فيما حملت الطائرة الثانية التي سيرتها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي نحو 93 طنا متريا من المساعدات الشاملة لمجموعات تنقية المياه والمواد الإغاثية اللازمة للمأوى ومعدات الوقاية الشخصية.
في مارس، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دعم الأشقاء في الخرطوم المتأثرين من السيول والفيضانات التي اجتاحت عددا من الولايات السودانية العام الماضي، عبر تسيير 3 قوافل مساعدات جديدة للسكان المناطق الأكثر تضررا في ولايات النيل الأبيض وكسلا والخرطوم.
سبق وأرسلت الإمارات طائرة تحمل 100 طن من مواد الإغاثة إلى السودان، بعدما أغرقت الفيضانات نحو 16 ولاية، لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة والضرورية لمساندة المتأثرين من السيول.
شهر يناير 2021 شهد مساعدة الإمارات لأكثر من دولة تأثرت بالتغيرات المناخية، بينها ماليزيا وإندونيسيا.
وقدمت أبوظبي مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات التي اجتاحت ولاية بهانج الماليزية وتسببت بأضرار جسيمة في أكثر من 11 محافظة، تضمنت كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والمواد الغذائية والصحية، حيث استفاد من المرحلة الأولى من المساعدات أكثر من 50 ألف متضرر.
ولعبت الإمارات دورا بارزا في التخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال الذي ضرب جزيرة سولاويزي في إندونيسيا أواخر يناير، وبلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر.
وتبع ذلك هطول أمطار غزيرة تسببت في فيضان نهر كاريونغ بيس، الذي غمر عددا من المناطق وشرد آلاف الأسر من منازلها، إلى جانب انهيار عدد كبير من المساكن والمستشفيات والمدارس والمرافق الخدمية الأخرى.
ونفذت الإمارات برنامجا إغاثيا طموحاً بناء على التقارير الميدانية والنداءات الإنسانية الواردة من الجزيرة المنكوبة، قدمت من خلاله كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والمواد الغذائية والصحية والاحتياجات الضرورية الأخرى، والتي استفاد منها آلاف المتضررين في المناطق الأكثر تأثرا بتداعيات الكارثة.
أما في اليمن فشكلت المساعدات الإماراتية لجزيرة سقطرى العامل الأبرز في تجاوز الأرخبيل للعديد من التحديات، بينها الكوارث الطبيعية.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للجزيرة في الفترة من 2015 إلى 2021 أكثر من 110 ملايين دولار، وفقا لتقارير وبيانات رسمية.
ونجحت أبوظبي في إغاثة ضحايا إعصار "مكونو" و"شابلا" والمتضررين من الوضع الإنساني المعقد، عبر توزيع السلال الغذائية والمساعدات المادية على الحالات المحتاجة بكافة المناطق.
أيضا نجحت الإمارات في بناء وترميم البيوت المنكوبة بجزيرة سقطرى، من خلال إنشاء 161 وحدة سكنية بمدينة زايد، وعدد 21 وحدة سكنية بمنطقة "دفعرهو"، ووحدات سكنية بمنطقة "زاحق" ومنطقة "ديكسم" وعدد 51 وحدة سكنية في منطقة "عرشاني".
في أستراليا، دعمت الإمارات المتضررين من حرائق الغابات غير المسبوقة التي تعرضت لها الدولة مطلع 2020 بإطلاق مبادرة "تعاضد الأصدقاء"، لجمع التبرعات للضحايا وتوفير الخبرات اللازمة والمعدات والقوى العاملة، للمساعدة على مكافحة الحرائق وإعادة بناء وإصلاح ما خلفته من أضرار.
أيضا قدّمت أبوظبي مساعدات إغاثية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات التي تشهدها باكستان، ومدت يد العون للمتضررين بتنفيذ خطة إغاثة عاجلة لنحو 75 ألف شخص، شملت تقديم الأدوية والخيام والبطانيات وحليب الأطفال.
بالنسبة للمتضررين من الفيضانات المدمرة في جمهورية الصومال، فأرسلت الإمارات مساعدات إنسانية عاجلة عبر تسيير رحلة جوية إلى العاصمة مقديشو على متنها أكثر من 35 طنًا من التجهيزات الطبية والمعونات الإنسانية.
الإمارات تتصدر مجال العمل الإنساني
تزخر دولة الإمارات بسجل حافل من الإنجازات غير المسبوقة في العمل الإنساني، ما وضعها في الصدارة بمجالي العمل الإغاثي والإنساني إقليميا وعالميا.
ومنذ قيام دولة الاتحاد في عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، وترجمت ذلك على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياسا إلى دخلها القومي.
ووفقا لما أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قدمت الإمارات أكثر من 320 مليار درهم مساعدات منذ تأسيس الإمارات.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، غرد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر حسابه الرسمي على "تويتر" قائلا: "يصادف غداً اليوم العالمي للعمل الإنساني.. نفخر بدولتنا التي قدمت أكثر من 320 مليار درهم مساعدات منذ التأسيس".
وأضاف: "نفخر بكوادرنا ومؤسساتنا والمنظمات الدولية الإنسانية على أرضنا، ونعلن منح رواد العمل الإنساني في الإمارات الإقامة الذهبية.. لسنا عاصمة اقتصادية فقط بل عاصمة إنسانية وحضارية".
ما يميز العمل الإنساني في الإمارات أنه عمل مؤسسي تقوم عشرات من الجهات الرسمية والأهلية على النهوض به، وقد سجلت هذه المؤسسات حضورا لافتا على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية.
ومن أبرز هذه الجهات الرسمية والأهلية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، التي تغطي عملياتها الإنسانية العالمية أكثر من 100 دولة سنويا، وفقا لوكالة "وام" الرسمية.
وبلغت قيمة برامج هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومشاريعها خلال السنوات الخمس الأخيرة نحو 3 مليارات و788 مليونا و147 ألف درهم، منها مليار و665 مليونا و158 ألفا و425 درهما مثلت تكلفة العمليات الإغاثية, إضافة إلى 316 مليونا و256 ألفا و815 درهما عبارة عن قيمة المساعدات الإنسانية الأخرى في عدد من المجالات.
من ضمن الجهات الإماراتية البارزة في العمل الإنساني مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي قدمت مساعدات إغاثية خلال عام 2020 لمختلف أنحاء العالم بقيمة إجمالية بلغت 382 مليون درهم وصل أثرها إلى 34.8 مليون إنسان.