في يوم العمل الإنساني.. العالم يتحدى تداعيات التغير المناخي
تحيي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية اليوم العالمي للعمل الإنساني 2021 وسط تغير مناخي استثنائي ضرب عشرات المدن وأتى على الأخضر واليابس.
وأصبح التغير المناخي تحديا للجنس البشري يستوجب التضامن التام، سواء بين الدول أو المنظمات لدعم الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لذلك، بعدما أجبرت الكوارث المناخية الملايين على الهروب ودمرت الطبيعة.
يسلط اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يحل في 19 أغسطس من كل عام، الضوء على العواقب المباشرة لحالة الطوارئ المناخية خاصة على الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم، مع التركيز على التكلفة البشرية المباشرة للأزمة.
الهدف من ذلك ضمان سماع أصواتهم ووضع احتياجاتهم على رأس جدول الأعمال في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26) المقبل، والضغط على قادة العالم لاتخاذ إجراءات مناخية ذات مغزى لإنقاذ المتضررين.
ويسعى الحدث الدولي المهم إلى إبطاء توابع تغير المناخ، من خلال إجراء محادثات دولية حول المشكلة واتخاذ إجراءات ملموسة وخطوات نشطة لحماية الناس.
اليوم العالمي للعمل الإنساني يحل هذا العام تتويجا لتحد عالمي أطلقته الأمم المتحدة بعنوان "السباق ضد أزمة المناخ" #theHumanRace، بهدف التضامن مع الناس في أكثر دول العالم عرضة للكوارث والأكثر تضرراً من تغير المناخ.
السباق ضد أزمة المناخ
تتسبب حالة الطوارئ المناخية في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم على نطاق لا يستطيع الأشخاص والمنظمات الإنسانية على الخطوط الأمامية إدارته.
خلال الأشهر الماضية، حطمت موجات الجفاف والحر وحرائق الغابات المستعرة والفيضانات المروعة حياة الملايين من الناس، وهذه مجرد لمحة عما ينتظر البشرية إذا فشلت في التصرف بشأن تغير المناخ.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قائلا إن "حالة الطوارئ المناخية هي سباق نخسره لكنه سباق يمكننا الفوز به. دعونا نرتدي أحذيتنا ونفوز بالسباق المناخي لنا جميعًا".
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة: "في السباق ضد أزمة المناخ لا ينبغي ترك أحد وراء الركب، بما في ذلك أولئك الذين يواجهون بالفعل أزمات إنسانية".
وتابع: "الوقت ينفد بالنسبة لملايين الأشخاص الذين يفقدون بالفعل حياتهم ومنازلهم وسبل عيشهم بسبب الطقس القاسي، الذي يقضي على المجتمعات في جميع أنحاء العالم".
الحدث يُقام بدعم من بعض أكبر الأسماء في مجال الرياضة، وبالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية وحركة الصليب الأحمر ونشطاء المناخ، وفقا للمكتب الأممي.
يمكن المشاركة في تحدي #TheHumanRace بجميع أنحاء العالم، من خلال الركض أو ركوب الدرجات أو السباحة أو المشي أو القيام بأي نشاط من اختيارهم لمدة 100 دقيقة تراكمية بين 16 و31 أغسطس، تضامناً مع الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم.
أيضا الهدف من التفاعل مع التحدي إخبار المشاركين قادة العالم أنهم يتوقعون أن تفي الدول المتقدمة بتعهدها البالغ 100 مليار دولار سنويا؛ لتخفيف آثار المناخ والتكيف معه في البلدان النامية.
التغير المناخي
تكمن أزمة التغير المناخي في استمرار البلدان الغنية في إطلاق غازات الدفيئة بأعلى مستويات تركيزها على الإطلاق، ما يؤدي إلى طقس متطرف يدمر المزيد من أجزاء العالم.
ووفقا للأمم المتحدة، تحدث الأضرار المرتبطة بالمناخ على نطاق لا يستطيع المجتمع الإنساني والناس على الخطوط الأمامية إدارته.
وأضافت: "بدأ الوقت ينفد بالنسبة لملايين الأشخاص الذين فقدوا حياتهم ومنازلهم وسبل عيشهم بسبب تغير المناخ، ورغم أن هؤلاء الأشخاص هم الأقل مساهمة في حالة الطوارئ المناخية العالمية، فإنهم الأكثر تضررا".
فلسفة إطلاق الحدث لخصته المنظمة الأممية في: "نحن بحاجة إلى الضغط على قادة العالم لاتخاذ إجراءات مناخية هادفة لمن هم في أمس الحاجة إليها. يجب أن يلتزموا بوضع الأشخاص المعرضين للخطر في مقدمة ومركز قمة الأمم المتحدة للمناخ".
من خلال اتفاقية باريس، تعهدت الدول الغنية بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنويًا لمساعدة البلدان الفقيرة على معالجة تغير المناخ من خلال إجراءات التخفيف والتكيف.
لكن الدول الغنية متأخرة في التزاماتها، لذا يبدأ التضامن في مواجهة أزمة المناخ مع وفاء البلدان المتقدمة بوعدها بمساعدة المجتمعات الأكثر ضعفاً على التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ.
في عام 2021، يحتاج 235 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، وهذا الرقم ارتفع إلى 1 من كل 33 شخصًا في جميع أنحاء العالم، أي بزيادة كبيرة بدلا من الرقم السابق 1 من 45 عند إطلاق النظرة العامة العالمية على الشؤون الإنسانية 2020، والتي كانت بالفعل أعلى رقم منذ عقود.
وتهدف الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة إلى مساعدة 160 مليون شخص في أمس الحاجة إليها في 56 دولة وستتطلب ما مجموعه 35 مليار دولار للقيام بذلك.
تاريخ اليوم العالمي للعمل الإنساني
في 19 أغسطس 2003، أسفر هجوم بالقنابل على فندق القناة في بغداد بالعراق عن مقتل 22 من عمال الإغاثة الإنسانية، بمن فيهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ، سيرجيو فييرا دي ميلو.
وبعد 5 سنوات، اعتمدت الجمعية العامة قرارًا بأن 19 أغسطس يومًا عالميًا للعمل الإنساني.
يعترف هذا اليوم بالعاملين في المجال الإنساني وأولئك الذين فقدوا أرواحهم وهم يعملون من أجل القضايا الإنسانية
يدور الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني كل عام حول مواضيع مختلفة تساعد الناس على زيادة الوعي بالقضايا الصحيحة، والدفاع عن بقاء ورفاهية وكرامة الأشخاص المتضررين من الأزمات، وسلامة وأمن عمال الإغاثة.
أيضا يستمر هذا اليوم في مساعدة الناس على إجراء محادثات هم في أمس الحاجة إليها حول الدور الذي يلعبه كل مواطن ودول أخرى في حماية الناس من غضب الحرب والعنف.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز