طوارئ بيئية في 2019.. العالم ينتفض ضد التغير المناخي
ملايين الشباب في أنحاء العالم يشاركون في مظاهرات أسبوعية لمطالبة حكوماتهم بالتحرك من أجل أزمة المناخ.
احتلت ظاهرة التغير المناخي العناوين الرئيسية في عام 2019، وطالب مواطنون في أنحاء العالم أجمع، قادتهم بالتحرك من أجل إيجاد حلول لهذه الكارثة العالمية.
وشارك ملايين الشباب في أنحاء العالم في مظاهرات أسبوعية، لمطالبة حكوماتهم بالتحرك من أجل أزمة المناخ بدفع من الناشطة السويدية جريتا تونبرج، التي كانت قبل عام مراهقة عادية، لكنها أصبحت نجمة عالمية رشحت لجائزة نوبل.
وأطلقت حركة "إكستنكشن ريبيليين"، التي بدأت في بريطانيا حملة من العصيان المدني السلمي انتشرت في جميع أنحاء العالم، مطلقة شعار "عندما يموت الأمل، يبدأ العمل".
ومع أن العلماء حذروا لعقود من الخطر الناجم عن حرق الوقود الأحفوري على البشرية وكوكب الأرض، يبدو أن رسالتهم وصلت أخيرا في 2019 الذي يتوقع أن يكون العام الثاني الأكثر حراً في التاريخ.
ونص اتفاق باريس في عام 2015 على التزام الدول باحتواء الاحترار العالمي دون 1,5 درجة مئوية أو درجتين مئويتين كحد مثالي، مقارنة بمستوى الحرارة قبل الثورة الصناعية، كوسيلة للحد من أسوأ آثار ظاهرة التغير المناخي.
وصدر تقرير عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2018، أظهر أن العالم بعيد جداً عن مستوى 1,5 درجة مئوية، محذراً من أن نتائج كارثية ستترتب على هذا الفشل.
وقالت آيمي داهان، مؤرخة علوم ومتخصصة في المناخ من المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا "كانت رسالة العلماء أن كل نصف درجة مهمة".
وخلص تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية يجب أن تنخفض بنسبة 45% بحلول عام 2030، وأن تكون "معدومة" بحلول العام 2050، لحصر ارتفاع الحرارة عند 1,5 درجة مئوية.
وقالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن انبعاثات الكربون يجب أن تنخفض بنسبة 7,6 % سنويا وصولا إلى عام 2030 لتحقيق الهدف المنشود، لكن أعلن علماء في مطلع ديسمبر/كانون الأول أن الانبعاثات هذا العام ارتفعت بنسبة 0,6%.
وفي وقت يبدو فيه أن المجتمع خصوصاً الأجيال الشابة، أصبحت أكثر وعياً بالتهديد الذي تمثله الكارثة المناخية، فإن القطاعات الصناعية لا تظهر أي مؤشر على تلك الصحوة.
فقد ازدادت انبعاثات غازات الدفيئة مجدداً في عام 2019 بعدما سجلت مستوى قياسياً في عام 2018، فيما ضربت ظواهر مناخية قاسية كل القارات.
فضرب الإعصار "إيداي" موزمبيق وإعصار "هاجيبيس" اليابان، واجتاحت موجة حر قياسية معظم أنحاء أوروبا، واستعرّت حرائق الغابات في كاليفورنيا وشرق أستراليا.
وأصبح التهديد الذي يمثله تغير المناخ صارخاً جداً في عام 2019 حتى إن إندونيسيا أحد أكثر الاقتصادات نمواً، قررت نقل عاصمتها من جاكرتا التي تواجه احتمال الغرق إلى مكان أكثر أماناً.
وأصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أيضاً تقريرين إضافيين عن الأراضي والمحيطات، كما أصدرت هيئة أخرى تابعة للأمم المتحدة تقريراً صادماً حول التهديدات التي يشكلها النشاط البشري على الطبيعة.
وحتى الآن، وضعت 66 دولة خططاً لتحييد أثر انبعاثات الكربون بحلول العام 2050. وأعلنت مدينتا لندن وباريس رسمياً حملة الطوارئ البيئية والمناخية.
ومع ذلك، هناك مخاوف من احتمال تقويض هذا التقدم الضئيل، إذ لا يبدو أن الاقتصادات النامية ستتخلص من الوقود الأحفوري قريباً، كما أن الولايات المتحدة تستعد لاستكمال انسحابها من اتفاق باريس للمناخ.