من «الرئة» إلى «ترامب»: قرارك يعرض ملايين الأشخاص للخطر

حذّرت منظمة بيئية أمريكية الأربعاء من أن عزم إدارة ترامب تقليص عدد موظفي وكالة حماية البيئة يعني "المزيد من تلوث الهواء" في كل أنحاء الولايات المتحدة.
وفقا لوكالة "فرانس برس"، من المتوقع أن يؤدي التسريح المحتمل لمئات من موظفي الوكالة إلى إلغاء ذراعها العلمية التي تعنى بقضايا البيئة، بما في ذلك التلوث والتغير المناخي.
واعتبرت جمعية الرئة الأمريكية في تقريرها السنوي "حالة الهواء" أن خفض موظفي وكالة حماية البيئة "سيؤثر فعليا على صحة الناس في كل أنحاء البلاد. والمزيد من الخفض يعني المزيد من تلوث الهواء".
وواجهت عمليات التسريح المخطط لها والتي لم تُحسم بعد، انتقادات الشهر الماضي من قبل أعضاء ديمقراطيين في الكونغرس وعلماء.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير/شباط بأن مدير وكالة حماية البيئة لي زيلدين يُخطط لتسريح نحو 65% من موظفي الوكالة.
وأكدت جمعية الرئة الأمريكية أنه "لا يُمكن إلغاء تنظيمات بكل بساطة عبر إصدار أمر تنفيذي أو بيان صحفي".
- تطور خطير في حرب التجارة.. إلغاء شحنات متجهة من الصين إلى أمريكا
- بين واشنطن وأديس أبابا.. زهور إثيوبيا مهددة بـ«الذبول» في السوق الأمريكية
وتوظف وكالة حماية البيئة حاليا أكثر من 17 ألف شخص من الموظفين الفيدراليين الأمريكيين البالغ عددهم نحو مليوني شخص والذين تعهد ترامب تقليص عددهم.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية كبح إجراءات الحمايات البيئية وتحديدا تلك المتعلقة بالتغير المناخي، مبررا ذلك بأنها تعوق النمو الاقتصادي دون داع.
وحذرت الجمعية أنه حتى في السنوات التي سبقت عودة ترامب إلى منصبه، كان 46% من الأمريكيين يعيشون في "مستويات غير صحية" من تلوث الهواء.
وأظهرت دراسة أخيرة اعتمدت على بيانات الفترة بين عامي 2021 و2023، زيادة في عدد الأشخاص الذين "يتنفسون هواء غير صحي" بنحو 25 مليون شخص، مقارنة بتقرير صادر قبل عام.
وأشار التقرير إلى أن الارتفاعات الحادة "في تلوث الجسيمات المرتبطة بالحرارة الشديدة والجفاف وحرائق الغابات تُعرّض ملايين الأشخاص للخطر".
أصدرت جمعية الرئة الأمريكية American Lung Association تقريرها السنوي اليوم الأربعاء، مشيرةً إلى أن الاحترار المناخي يزيد من صعوبة السيطرة على تلوث الهواء في الولايات المتحدة، معربة عن قلقها من تأثير تخفيضات ميزانية البيئة التي أقرّتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تغيّر المناخ يعقّد جهود مكافحة تلوث الهواء
وبحسب التقرير الذي استند إلى بيانات جُمعت في الفترة بين عامي 2021 و2023، فإن 46% من سكان الولايات المتحدة -أي أكثر من 151 مليون شخص- يستنشقون هواءً توصف جودته بـ"غير الصحية". وهذا الرقم يعادل زيادةً قدرها 25 مليون شخص عن الإحصاء السابق، ويُعدّ الأعلى خلال العقد الأخير، سواء بالنسبة للجسيمات الدقيقة العالقة أو لتلوث الأوزون.
وترى الجمعية أن التخفيضات المرتقبة من إدارة ترامب في عدد موظفي الوكالات البيئية، ولا سيما وكالة حماية البيئة الأمريكية، ستؤدي إلى تدهور إضافي في جودة الهواء. وذكر التقرير أن "مزيداً من التسريحات يعني مزيدًا من التلوث"، في وقت أعلن فيه البيت الأبيض، أواخر فبراير/ شباط، عن نية خفض تمويل الوكالة إلى ما يقرب من الثلثين. وكان حجم ميزانية الوكالة يتجاوز 12 مليار دولار بحلول عام 2024، مع قوة عاملة تفوق 15 ألف موظف.
كما كشفت خطة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس في منتصف مارس/ آذار أن الوكالة تخطط لإلغاء مكتب البحث والتطوير وتسريح أغلب موظفيه، وذلك بالتوازي مع تشكيك إدارة ترامب بالعديد من المعايير البيئية المعمول بها.