تطور خطير في حرب التجارة.. إلغاء شحنات متجهة من الصين إلى أمريكا

قال متحدث باسم مجموعة هاباغ لويد الألمانية للشحن البحري لرويترز، اليوم الأربعاء، إن عملاء الشركة ألغوا 30% من الشحنات المتجهة من الصين إلى الولايات المتحدة بسبب القلق من الصراع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأضاف المتحدث أنه في المقابل، كانت هناك "زيادة هائلة" في الطلب على الشحنات من تايلاند وكمبوديا وفيتنام.
أدت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلع الصينية إلى إثارة صراع تجاري نتج عنه فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 145% على السلع الصينية ورسوم جمركية صينية بنسبة 125% على السلع الأمريكية.
- الدولار يستعيد توازنه بعد تراجع ترامب عن التهديد بإقالة باول
- تعافي سوق الكاكاو «المتعثر» رهن قرار المستهلكين
وقال المتحدث إن الشركة تستخدم سفنا أصغر حجما على الطريق إلى الولايات المتحدة في بعض الحالات، مع الحفاظ على عدد المسارات دون تغيير.
كان صندوق النقد الدولي قد حذر أمس الثلاثاء من أن الناتج الاقتصادي العالمي سوف يتباطأ في الأشهر المقبلة مع بدء تأثير الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب على جميع الشركاء التجاريين تقريبا.
وعبر ترامب في وقت لاحق من أمس الثلاثاء عن تفاؤله بشأن تحقيق تقدم مع الصين من شأنه أن يؤدي إلى خفض الرسوم الجمركية على وارداتها بشكل كبير، لكنه قال أيضا إنه "إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق، فسوف نبرم نحن الاتفاق".
بعد سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طريق التصعيد حتى آخره في حربه التجارية على الصين، يبدو حاليا أن العودة للحوار ستكون الحل المطروح الوحيد.
ووصل واقع التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم إلى وضع "الحظر العملي" بعد سلسلة تصعيدات متبادلة للرسوم الجمركية، انتهت بفرض واشنطن رسوم جمركية إضافية بنسبة 145% على وارداتها من المنتجات الصينية، مقابل رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125% فرضتها الصين على وارداتها من السلع الأمريكية.
وأقر ترامب في تصريح للصحفيين في البيت الأبيض، الثلاثاء، بأن الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 145% والتي فرضها على الصين هي بالفعل "مرتفعة للغاية" وسوف "تنخفض بشكل كبير".
وقال الرئيس الجمهوري إن هذه الرسوم "لن تبقى قرب هذا العدد على أي حال" لكنها بالمقابل "لن تعود إلى الصفر".
بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق تجاري مع بكين تتقدم "بشكل جيد جدًا".
من جانبه، توقع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الثلاثاء، أن تتراجع وتيرة التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين.
وخلال اجتماع مغلق في واشنطن نظمه مصرف "جيه بي مورغان تشيس"، أكد بيسنت أن الوضع التجاري الحالي بين واشنطن وبكين غير قابل للاستمرار بالنسبة لكلا الطرفين، بحسب ما أفاد أحد الحاضرين وكالة فرانس برس.
ونقل المصدر عن بيسنت قوله إن هذه الرسوم الجمركية الإضافية أصبحت، بسبب ضخامتها، بمثابة حظر تجاري يمنع التبادلات التجارية بين الجانبين.
وإزاء هذا الطريق المسدود بين البلدين، اعتبر الوزير الأمريكي أنه لا بد من حدوث خفض للتصعيد قريبًا.
بالمقابل، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الأربعاء، إن الحروب الجمركية والتجارية تقوض الحقوق والمصالح المشروعة لجميع الدول وتلحق ضررا بالنظام التجاري متعدد الأطراف وتترك أثرا على النظام الاقتصادي العالمي.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي القول خلال اجتماع مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في بكين إن الصين مستعدة للعمل مع أذربيجان لحماية النظام الدولي.
وأعلن الجانبان "إقامة شراكة استراتيجية شاملة" بين بلديهما. ووقعا 20 وثيقة تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، في مجالات تشمل القانون والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي وحقوق الملكية الفكرية والفضاء.
ويقوم رئيس أذربيجان بزيارة دولة إلى الصين تستمر حتى غد الخميس.
ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء إنه يجب على الولايات المتحدة التوقف عن إطلاق التهديدات وعن اللجوء للتعنت والإكراه إذا أرادت إبرام اتفاق.
وجاء ذلك ردا على سؤال عن تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن احتمالية خفض الرسوم الجمركية التي فرضها على الصين.
واتهم متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بمواصلة ممارسة "أقصى ضغط" حتى وهي تحاول التوصل لاتفاق وقال إن هذه ليست الطريقة الصائبة للتعامل مع الصين.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الأربعاء بأن الحكومة الأمريكية تدرس خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية في محاولة لتهدئة التوتر مع بكين.
ونقلت الصحيفة أيضا عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن من المحتمل أن تنخفض الرسوم الجمركية لتتراوح ما بين 50 و65%.