كوليرا وملاريا وحمى ضنك.. أمراض فتاكة تنغص عيد اليمنيين

يحل عيد الأضحى لهذا العام في اليمن في خضم تحديات مؤلمة تضرب هذا البلد على رأسها تفشي الحميات والأوبئة بشكل متسارع.
وتنذر أمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك بكارثة حقيقية في المدن اليمنية ذات الكثافة السكانية العالية مثل عدن وتعز والحديدة الخاضعة للشرعية، وحتى صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثيين، الذين يتكتمون بشدة عن أرقام تفشي الأوبئة.
ووفقا لإحصائية أجرتها "العين الإخبارية"، فإن الملاريا تتفشى بشكل كبير في عدن وتعز والحديدة، حيث تم تسجيل نحو 87 ألف حالة في الملاريا في المحافظات الثلاث منذ مطلع العام الجاري، بينما هناك نحو 4 آلاف حالة بمرض حمى الضنك خلال الفترة نفسها.
أما الكوليرا، فتشير منظمة الصحة العالمية، إلى أن اليمن لا يزال يتحمل العبء الأكبر من حالات الإصابة على الصعيد العالمي، وسجلت عدن مؤخرا أكبر موطن للإصابة بالوباء وسط تحذيرات من كارثة حقيقية.
عدن الأكثر تضررا
وحذر مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في محافظة عدن من تزايد حالات الكوليرا، مشيرا إلى أن "الوضع الوبائي للكوليرا في المحافظة قد زاد سوء وأصبح كارثياً حيث بدأت الحالات بالازدياد بعد هدوء استمر لشهرين".
وفي مناشدة لمكتب الصحة بعدن للحكومة اليمنية، فقد "أدى انسحاب المنظمات الداعمة لمركز عزل الكوليرا في عدن لاسيما منظمة الهجرة الدولية الى تفاقم الوضع الحالي الوبائي".
وأكد أنه "منذ بداية شهر مايو/أيار الماضي وصلت الحالات المصابة بالكوليرا إلى 40 حالة باليوم وسط عجز طبي أدى الى تدهور الوضع الصحي للحالات المرقدة ودخول بعضها في مضاعفات منها الفشل الكلوي وتسجيل عدة حالات وفاة".
وكانت السلطات الصحية في عدن سجلت "منذ مطلع العام الحالي وحتى مايو/أيار الماضي نحو 50 ألف حالة يُشتبه بإصابتها بالملاريا، بجانب أكثر من ألف حالة مؤكدة بحمى الضنك وغيرها من الحميات النزفية، ما أسفر عن 12 حالة وفاة.
وفي مدينة تعز الخاضعة للشرعية، قالت السلطات إن "الوضع الوبائي الراهن تضمن تسجيل (1264) حالة إصابة بإسهال مائي حاد يُشتبه بإصابتها بالكوليرا، و(1475) حالة إصابة بحمى الضنك، و(18832) حالة إصابة بمرض الملاريا منذ مطلع العام الجاري".
أما في الحديدة، فسجل البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا وأمراض النواقل بمحور تهامة؛ 17,823 حالة إصابة بالملاريا وذلك في مديريتي حيس والخوخة الواقعتان ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها، خلال الفترة بين 1 يناير/كانون الثاني و30 مارس/أذار 2025.
إنذار حقوقي ودعوة حكومية
في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي، حذرت 39 منظمة في عدن، الأربعاء، من "تفشي متسارع للحميات والأوبئة بما في ذلك حمى الضنك، والملاريا، والكوليرا، في ظل بيئة صحية متردية، وضعف أنظمة الرصد الوبائي، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وعجز المستشفيات عن التعامل مع الأعداد المتزايدة من المصابين".
وبحسب الرسالة التي طالعتها "العين الإخبارية" فإن "هذه التطورات الصحية تعد بمثابة إنذار خطير يُنذر بتفشي أوسع للوباء إذا لم تتم الاستجابة بشكل سريع ومنسق".
وأكدت أن "هذا الوضع يُحمّل المجتمع الدولي مسؤولية قانونية وأخلاقية للتدخل الفوري واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين والحفاظ على ما تبقى من مقومات الحياة الكريمة" كون اليمن لا يزال خاضع لإطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وحثت المنظمات المجتمع الدولي إلى "تقديم دعم طارئ وفوري لقطاع الصحة في عدن، يشمل توفير الأدوية، والمستلزمات الطبية، واللقاحات، ودعم الكوادر الصحية، وتمويل حملات رش ومكافحة نواقل الأمراض".
كما دعت المجتمع الدولي لدعم "مؤسسات الخدمات العامة في عدن لتتمكن من استعادة الحد الأدنى من عملها في مجالات المياه والصرف الصحي والكهرباء، بما يحد من انتشار الأمراض المعدية".
في السياق، وجه رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا سالم بن بريك، بتكامل الجهود ورفع مستوى التنسيق القطاعي بين الوزارات والجهات المعنية والسلطات المحلية، لإسناد دور وزارة الصحة العامة والسكان في مكافحة انتشار الأوبئة والحميات، وذلك عبر تنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع حدوثها.
وشدد بن بريك، خلال ترؤسه، الأربعاء، في عدن، اجتماع لجنة التنسيق الوطنية للطوارئ الصحية، على ضرورة تنفيذ التدخلات والخطط المعدّة، ورفع الجاهزية في القطاع الصحي لمواجهة الأوبئة، إلى جانب تعزيز الشراكة والتواصل مع الدول والمنظمات المانحة والإنسانية لدعم جهود المكافحة.
وأكد على أهمية تنسيق التدخلات وتكثيف الجهود لاحتواء الأوبئة والحميات ومنع انتشارها، من خلال تحديد الاحتياجات الفعلية، ووضع خطط شاملة للتخلص من النفايات، والتشديد على رقابة الأطعمة والمشروبات، ومتابعة الأوبئة والأمراض الوافدة، خصوصاً عبر المهاجرين غير الشرعيين.
كما وجه بن بريك، بزيادة التوعية المجتمعية عبر حملات إعلامية متواصلة توضح مخاطر الإصابة بالحميات والأوبئة، وطرق الوقاية منها، والتأكيد على تغيير السلوكيات الخاطئة المسببة لانتشارها.
ودعا رئيس الوزراء اليمني، الشركاء الإقليميين والدوليين، من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات المانحة والإنسانية، إلى تقديم الدعم اللازم لوزارة الصحة في مواجهة التحديات الصحية والحد من انتشار الحميات
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNDUg جزيرة ام اند امز