باحث مصري يكشف لـ"العين الإخبارية" تفاصيل تقنية تجدد أمل مصابي الشلل
الباحث المصري أشرف جورجي يقول إن العلاج الجديد ينقسم إلى شقين أحدهما زرع شريحة ذكية تقوم بالتحفيز الكهربائي للحبل الشوكي.
نجح علماء بأمريكا في التوصل إلى علاج جديد يمكّن الأشخاص المصابين بالشلل من السير مجدداً.
وفي حواره لـ"العين الإخبارية"، قال الباحث المصري أشرف جورجي، أستاذ العلاج الطبيعي المسؤول عن مركز أبحاث النخاع الشوكي بجامعة فيرجينيا الأمريكية، إن العلاج الجديد ينقسم إلى شقين أحدهما زرع شريحة ذكية تقوم بالتحفيز الكهربائي للحبل الشوكي، والثاني يعتمد على الكثير من التدريب من قبل الباحثين لمساعدة المرضى على الوقوف والمشي.
ويشرف جورجي حالياً بشكل مباشر على واحدة من الحالات التي خضعت لعملية زرع هذه الشريحة الذكية، وذلك مركز أبحاث النخاع الشوكي بجامعة فيرجينيا الأمريكية.
وإلى نص الحوار:
حدثنا عن الشريحة الذكية وبداية ظهورها؟
كانت بداية ظهور الشريحة الذكية على يد باحثين من كاليفورنيا، حيث بدأت الأبحاث على مجموعة من الفئران والقطط، تم فصل النخاع الشوكي الخاص بها عن المخ بشكل تام، ومن ثم لوحظ التحسن على فئران الاختبار واستعادتها للحركة من جديد، مما شجع الباحثين على تطبيق التقنية الجديدة على البشر، ولوحظ تحسن في مستوى الحركة لديهم مع اختلاف مستوى الإصابة.
ما الشروط الطبية التي يجب أن تتوفر في المريض لإجراء عملية الزرع؟
يلزم إجراء فحوصات كهربائية للتأكد من سلامة الأعصاب، لأنه ليس بالضرورة أن تزرع الشريحة الذكية بمنطقة الإصابة بالنخاع الشوكي، ويجب التأكد من سلامة الأعصاب المفصلية التي توصل بين النخاع وأطراف الجسم حتى تنجح الشريحة في أداء مهامها.
ما البلدان التي يمكن إجراء عملية الزرع بها وأيها أكثر كفاءة لإجرائها؟
السبق في هذه التقنية للولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا، لأنهما أنجح دولتين في تطبيق زرع الشريحة وتقديم التدريبات الطبية اللازمة لنجاح منظومة العلاج، ومن بعدهما تأتي النمسا وتايلاند.
ما مدى تحسن الحالة التي تشرف عليها حاليا بعد زرعها للشريحة الذكية؟
الحالة التي أشرف على علاجها شهدت تحسناً كبيراً، حيث كانت قبل زرع الشريحة الذكية تعتمد على الآخرين بنسبة 100%، وبعد إجراء العملية انخفض اعتمادها على الآخرين وتراجعت هذه النسبة لـ60% فقط.
هل تم زرع الشريحة لحالات متقدمة مثل قطع في النخاع الشوكي؟
أغلب الحالات التي أجرت زرع الشريحة بالولايات المتحدة كانت تعاني من فصل كامل للنخاع عن المخ، وبعد إجراء العملية لم تشهد أي حالة من الحالات أي مضاعفات أو آثار جانبية.
ما تكلفة إجراء العملية؟
العملية تتم بالولايات المتحدة على نفقة مراكز الأبحاث التي ما زالت بها عملية زرع الشريحة تحت الاختبار، فتقوم هذه المراكز بانتقاء عدد معين من الحالات التي تحتاجها، بينما تصل تكلفتها بدول أخرى مثل تايلاند لما بين 92 و100 ألف دولار، وأتمنى أن يتم تطبيق هذه التقنية بمصر كونها ستشهد تخفيضاً كبيراً في تكلفة إجرائها، مما سيساعد عدد أكبر من المرضى في الاستفادة منها.
وخضعت الشريحة الذكية لاختبارات مطولة من قبل الباحثين بالولايات المتحدة الأمريكية خاصة مركز أبحاث إصابة الحبل الشوكي بولاية كنتاكي، والتابع لجامعة لويزفيل الأمريكية، وفقاً لموقع "إنسايدر" الذي ذكر أن فترة هذه الاختبارات تعود لما قبل عام 2014، وخلال عام 2018 الجاري، ظهرت نتائج 4 مرضى كانوا قد خضعوا لعملية الزرع واستعاد اثنان منهم القدرة على المشي بشكل جزئي بعد تدريب مكثف عقب عملية زرع الشريحة.
أما المريضان الآخران اللذان لم يتقدما بشكل كبير مع العلاج، فكانا يفقدان أي إحساس في الجزء السفلي من الجسم، ومع ذلك، أصبحا قادرين على الوقوف وتحريك إحدى الساقين، وذلك حسب ذكر الموقع الأمريكي.