في أي الفصول انقرضت الديناصورات؟ دراسة جديدة تكتشف الإجابة
قرر فريق دولي من العلماء متى اصطدم النيزك الذي قضى على الديناصورات بالأرض بعد تحليل بقايا الأسماك التي ماتت بعد الاصطدام.
الفريق الدولي الذي يضم علماء من جامعة "فو أمستردام" بهولندا وجامعة "أوبسالا" بالسويد، والجامعة الحرة في بروكسل ببلجيكا، والمرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني بفرنسا، توصّل إلى موعد اصطدام النيزك الذي قضى على الديناصورات بالأرض بعد تحليل بقايا الأسماك التي ماتت بعد الاصطدام مباشرة، وتم نشر النتائج، الأربعاء، في دورية "نيتشر".
ومنذ حوالي 66 مليون سنة، اصطدم ما يسمى بنيزك "تشيككسولوب" بالأرض فيما يعرف اليوم بـ"شبه جزيرة يوكاتان" في المكسيك، إيذاناً بزوال الديناصورات ونهاية العصر الطباشيري.
وخلال الدراسة، ألقى فريق العلماء الضوء على الظروف المحيطة بالانقراض، وجاءت الإجابات من عظام الأسماك التي ماتت بعد لحظات من اصطدام النيزك.
عندما اصطدم النيزك بالأرض، هز الصفيحة القارية وتسبب في موجات ضخمة بالمسطحات المائية، مثل الأنهار والبحيرات، وحرّكت هذه الموجات كميات هائلة من الرواسب التي ابتلعت الأسماك ودفنتها حية، في حين أمطرت كرات التصادم (خرزات زجاجية من صخور الأرض) السماء، بعد أقل من ساعة من الاصطدام.
واليوم، يحافظ موقع "تانيس" في جنوب غرب داكوتا الشمالية بالولايات المتحدة، على نظام بيئي متحجر يتضمن أسماك مجداف وسمك الحفش، والتي كانت ضحية مباشرة لهذا الحدث.
وتم الحفاظ على الأسماك الأحفورية بشكل استثنائي، ولم تظهر على عظامها أي علامات تقريبًا على التغيير الجيوكيميائي، وكان الباحثون بحاجة إلى تحليل هذه العظام للحصول على معلومات قيمة حول لحظة التأثير .
جاء الفريق إلى المرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتروني، وهو مسرّع جسيمات ينتج ألمع أشعة سينية في العالم، مع عينة جزئية من الأسماك وأقسام تمثيلية من العظام وأجرى تصويرًا مقطعيًا عالي الدقة للأشعة السينية للسنكروترون.
وبفضل بيانات المرفق، وجد الباحثون أن العظام سجلت نموًا موسميًا، تمامًا مثل الأشجار، حيث تنمو طبقة جديدة كل عام على السطح الخارجي للعظام.
ويقول كبير المؤلفين جيروين فان دير لوب: "لم تقتصر حلقات النمو المسترجعة على تاريخ حياة الأسماك فحسب، بل سجّلت أيضًا أحدث مواسم العصر الطباشيري، وبالتالي الموسم الذي حدث فيه الانقراض الكارثي".
ويضيف: "أظهرت فحوصات الأشعة السينية أيضًا توزيع وأشكال وأحجام الخلايا العظمية، والتي من المعروف أنها تتقلب مع الفصول أيضًا، وفي جميع الأسماك المدروسة، يمكن تتبع كثافة الخلايا العظمية وأحجامها على مدى سنوات متعددة وتشير إلى ما إذا كان الربيع أم الصيف أم الخريف أم الشتاء. لقد رأينا أن كثافة الخلايا وأحجامها آخذة في الارتفاع ولكن لم تبلغ ذروتها خلال عام الوفاة، مما يعني أن النمو توقف فجأة في الربيع".
وبالتوازي مع دراسات الإشعاع السنكروتروني، أجرى الفريق تحليل نظائر الكربون للكشف عن نمط التغذية السنوي للأسماك، وتأرجح توافر العوالق الحيوانية، فريستها المفضلة، موسميا وبلغ ذروته في الصيف.
وأدت هذه الزيادة المؤقتة في العوالق الحيوانية المبتلعة إلى إثراء الهيكل العظمي للأسماك بنظير الكربون الأثقل 13 درجة مئوية بالنسبة إلى نظير الكربون 12 درجة مئوية الأخف.
ويقول جيروين "إن إشارة نظير الكربون عبر سجل النمو لسمكة مجداف تؤكد أن موسم التغذية لم يبلغ ذروته بعد، حيث جاء الموت في الربيع".
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز