الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال يجتمع بالقاهرة
الفريق الاستشاري الإسلامي للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال يعقد اجتماعه السادس في القاهرة بحضور شيخ الأزهر ومفتي مصر
أبدى الفريق الاستشاري الإسلامي للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال سعادته بالتقدم المحرز في مكافحة المرض على مستوى الدول الإسلامية، من خلال مواجهة الشائعات والمفاهيم الخاطئة والمعلومات الزائفة التي تطال اللقاح المضاد للمرض، مبديا تطلعه لليوم الذي يعلنون فيه خلو البلدان الإسلامية من شلل الأطفال.
وناقش الفريق، خلال اجتماعه السادس الذي عقد بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة الأربعاء، بحضور رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وشيخ الأزهر ومفتي مصر، التحديات الماثلة بالدول الموبوءة والمعرضة لخطر انتشار شلل الأطفال خلال عام 2019، وبالتحديد في أفغانستان وباكستان والصومال، فضلا عن تسليط الضوء على سائر المبادرات المعنية بصحة الأمهات والأطفال.
قال الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، المستشار بالديوان الملكي السعودي إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، إن الأسباب التي أنشئ الفريق من أجلها ما زالت قائمة، مضيفا أن الأمل كان معقودا للقضاء على المرض في الاجتماع الثالث أو الرابع، لكن وجوده لا يزال قائما وإن كان على نطاق أضيق، معتبرا أن "الوضع يزداد أهمية في الاجتماع السادس".
ودعا الجميع إلى بذل مزيد من الجهود، إضافة إلى العمل على تقوية الشراكات بأقصى فعالية مع الجهود والمبادرات الرامية إلى سرعة القضاء على شلل الأطفال، مؤكدا أن الفريق الاستشاري يدعم الجهود التي تبذلها حكومات الدول الإسلامية ومجتمعاتها في البلدان التي يوجد فيها شلل الأطفال لوقف انتقال هذا المرض، ويؤيد التزاماتها في مواجهة ذلك بالخطط والترتيبات المناسبة.
شدد الشيخ الدكتور صالح بن حميد على ضرورة تشجيع خطباء المساجد والدعاة وطلبة العلم وزعماء المجتمع والمؤسسات التعليمية ومنسوبيها، والمؤسسات الإعلامية ورجالاتها والمنظمات المجتمعية وروادها، لتكثيف الجهود ومؤازرة الإجراءات التي تتخذ لمكافحة هذا المرض، داعيا الآباء والأمهات لتحمل مسؤولياتهم والاهتمام بتحصين أطفالهم ضد هذا المرض، حفاظا على صحتهم.
وقال "فريقنا يلعب دورا وجيها مقدرا في الملتقيات العالمية، وما قدمته المنظمات الإسلامية الأربعة المكونة له، وهي الأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي وبنك التنمية الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، كل فيما يخصه، كان محل تقدير واحترام من عدد كبير من الدول والمحافل والمنظمات".
وأضاف "زاد مستوى وعي المواطنين بشأن خطورة شلل الأطفال ووجوب مكافحته بكل السبل المتاحة ولزوم تلقي التطعيمات، ووجوب مساندة الفرق العاملة في الميادين، إضافة إلى تهيئة أعداد كبيرة من الباحثين والطلبة المتدربين المتخصصين في محاربة مرض الشلل في عدد من البلدان، وهي إنجازات كبيرة تستحق الإشادة والتقدير".
بينما قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، إنَّ شلل الأطفال من القضايا الشائكة والمهمة التي يُبنى عليها مستقبلُ الأممِ والشعوب، وتأتي هذه الأهمية من خلال دِلالتها على أمورٍ تتمثلُ في التأكيدِ على عمقِ العَلاقةِ بين الدينِ والعلمِ، أو بين العلومِ الدينيةِ والعلومِ التجريبيةِ.
وأكد أهمية العناية بالأطفالِ والمحافظة عليهم، باعتبارهم رجال الغد وقادة المستقبل وأمل الشُّعوب وبناة الأُمم، مشيرا إلى أن رعاية الأطفال وإعطائهم حقوقهم أحد مقاصد الشريعة.
فيما أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، أن الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال دليل على التآلف والتعاون بين العديد من المؤسسات العريقة، قائلا "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إزالة المعوقات من طريق تنمية ونهوض الأمة الإسلامية، لتكون أمة فاعلة مشاركة ومؤثرة في ركب الحضارة الإنسانية".
وطالب الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في كلمته التي ألقتها نيابة عنه الدكتورة رنا الحاجة نائبة المدير الإقليمي للمنظمة، بدعم الجميع لضمان حماية جميع الأطفال من هذا المرض المقعد، مؤكدة أن "مسؤولية الحفاظ على عافية الأطفال وصحتهم البدنية تقع على عاتق كل أب وأم وعلى عاتق المجتمع ككل، حسب ما نص عليه الدين الإسلامي الحنيف".
كما أشاد محمد الأسطى، ممثل البنك الإسلامي للتنمية، بالجهود الكبيرة للفريق الاستشاري الإسلامي وتضافر جهود مؤسسات الفريق والشركاء الآخرين، مشيرا إلى أن البنك أكمل التحضير لإعلان سياسته الصحية والتي ينتظر أن يُوافق عليها قبل نهاية العام الجاري، وموضوعها "خدمات صحية متاحة وذات نوعية لأجل التنمية البشرية"، وتركز على دعم الرعاية الصحية الأساسية لأجل الوصول للتغطية الصحية الشاملة.