الحرس الإيراني يهدد بقصف أربيل العراقية مجدداً
هدد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، الجنرال رمضان شريف، الخميس، بقصف قوات بلاده محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق مجدداً بذريعة وجود مقرات إسرائيلية.
وقال الجنرال شريف في مقابلة صحفية "أبلغنا مسبقاً مسؤولي كردستان بشأن مقر الموساد الذي استهدفناه ووجود مقرين آخرين"، مضيفاً "ضرب مقرات إسرائيلية التي تستهدف أمننا وهذا خط أحمر".
وأوضح القائد بالحرس الثوري أن "إسرائيل اعترفت باستهداف إحدى قواعدنا عبر مسيرات أطلقتها من أربيل"، في إشارة إلى ما ذكرته تقارير صحفية عن قصف قاعدة للحرس الثوري منتصف فبراير/شباط الماضي بستة طائرات مسيرة بمحافظة كرمنشاه غرب إيران".
وتابع المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني "إذا لم يتحرك العراق لإغلاق هذه المقار الإسرائيلية التي تهدد أمننا فسوف نقوم بقصفها مجدداً".
كان الحرس الثوري الإيراني أعلن، الاحد الماضي، إنه قام بقصف "مركز إسرائيلي" بعشرة صواريخ من طراز فاتح 110 في محافظة أربيل.
وأعلنت الحكومة العراقية والمجتمع الدولي تنديده بقيام الحرس الثوري باستهداف سيادة الحكومة العراقية، فيما استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني ايرج مسجدي ببغداد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية.
ونفى مسؤولو حكومة إقليم كردستان وجود أي قاعدة استخبارات إسرائيلية في المنطقة، مضيفاً أن "المقر الذي تم استهداف في أربيل مدني وليس قاعدة إسرائيلية".
وقال مجلس اقليم كردستان في بيان ان الضربة الصاروخية "الجبانة" استهدفت مناطق مدنية بحجة استهداف قاعدة اسرائيلية قرب القنصلية الأمريكية.
وحث البيان المجتمع الدولي على عدم السكوت في وجه الهجوم ، وشدد على أن "دعاية منفذي هذا الهجوم بعيدة عن الحقيقة".
وفي سياق متصل، عقدت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان العراقي برئاسة النائب الأول حاكم الزاملي جلستها الأولى بحضور وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان ريبر أحمد خالد، لمناقشة القصف الصاروخي الإيراني على أربيل.
وقال الزاملي خلال ترأسه الجلسة "ان إقليم كردستان جزء لا يتجزأ من العراق، وان الاستجابة السريعة لوزير داخلية الاقليم للحضور إلى مجلس النواب تؤكد ان المرحلة القادمة لا تفرق بين أي مسؤول عراقي".
وأشار إلى أن لجنة تقصي الحقائق النيابية ستستضيف خلال الأيام القادمة وكيل وزير الخارجية المسؤول عن الملف الإيراني، وقادة وشخصيات أمنية ومخابراتية واستخبارية وأي جهة تعتقد اللجنة أنها تمتلك معلومات دقيقة وحساسة حول الاستهداف، لاستكمال التقرير النهائي بصدده".
وأضاف الزاملي "إن علاقة العراق بإيران حسنة، ولكن السيادة خط أحمر لا يسمح لأي دولة المساس بها، وان العراق يشترك مع إيران وسوريا وروسيا ضمن التحالف الرباعي الذي كان يفترض منه تقديم المعلومات اللازمة الى بغداد حول تواجد المقرات الإسرائيلية من عدمه".
وشدد نائب رئيس البرلمان العراقي أن "هناك مواثيق واتفاقيات بين العراق وإيران لتبادل المعلومات، وأن قصف أربيل خرق للاتفاقيات والمعاهدات والقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار أياً كانت المبررات والدوافع".
بدوره قدم وزير داخلية حكومة اقليم كردستان "ريبر أحمد" تقريراً بشأن حادثة الاستهداف الصاروخي لأربيل، مبيناً "أن لا وجود لأي عناصر أو أجهزة للموساد في الإقليم".
وأكد ريبر أحمد "أن الموقع المستهدف هو منزل مستثمر كردي معروف"، مبديا استعداد كردستان لأي تحقيق عربي أو دولي ولجنة خبراء مختصة وبمشاركة الجانب الإيراني للوصول الى الحقيقة.
وجرى خلال الاجتماع، طرح استفسارات ومقترحات من السادة رؤساء الكتل النيابية والنواب حول طبيعة الحادثة وأبعادها واهدافها، والاستماع لايضاحات وزير داخلية الاقليم حولها، والخروج بجملة من التوصيات والمواقف حول مجريات الحادث.