خبراء ليبيون: غزو أردوغان لسوريا فرصة لحسم معركة طرابلس
الخبراء يؤكدون أن دعم النظام التركي لحكومة المجلس الرئاسي "غير الدستورية" في ليبيا سيقل بشكل كبير بعد غزو شمالي سوريا
زادت التساؤلات والتكهنات بشأن مصير الأزمة الليبية لا سيما معركة طرابلس في ظل فتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جبهة قتال ثانية في شمال سوريا مع غزو قواته المنطقة بغطاء جوي وسط تنديد واستنكار عربي وعالمي وأممي.
ففي الوقت الذي يواصل فيه أردوغان دعم المليشيات الإرهابية المسلحة في العاصمة الليبية ويمدها بالأسلحة والطائرات المسيرة، تقصف قواته منذ يوم الأربعاء الماضي قرى شمالي سوريا وتسببت في مقتل وإصابة العشرات ونزوح نحو مئة ألف شخص، بحسب أحدث الأرقام التي أعلنتها الأمم المتحدة الجمعة.
وفي أحاديث منفصلة، تستطلع "العين الإخبارية" آراء خبراء وعسكريين ليبيين حول مدى تأثر الأوضاع في ليبيا لا سيما معركة طرابلس بالعمليات العسكرية التي تدور في سوريا، مؤكدين أن الدعم التركي للمليشيات سيتراجع مع تورطه في غزو شمال سوريا، ويجب حسم معركة طرابلس
وأكد الخبراء أن نظام الرئيس التركي رجب أردوغان الداعم الأول لحكومة المجلس الرئاسي "غير الدستورية" في ليبيا، سيواصل دعم مليشيات طرابلس بالطائرات التركية المسيرة وأجهزة التحكم والخبراء العسكريين، لتعويض خسائر المليشيات المتواصلة جراء عمليات الجيش الوطني الليبي، لكنه هذا الدعم سيقل بشكل كبير
ومنذ بدء العدوان التركي على شمال سوريا، زادت وتيرة التحذيرات من مخطط تركي لتهريب سجناء تنظيم داعش الإرهابي من سجون الأكراد في سوريا وإيصالهم إلى ليبيا للمشاركة مع مليشيات الإخوان التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، وكانت أبرز تلك التحذيرات من اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي الذي حذر من هذا المخطط في مؤتمر صحفي الأربعاء من بنغازي.
دعم مستمر للإرهاب
العميد خالد المحجوب مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الليبي قال إن انشغال تركيا بالغزو المسلح على الأراضي العربية السورية لن يمنعها من الدعم المستمر لمليشيات حكومة الوفاق "غير الدستورية" في طرابلس.
وتابع المحجوب في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن تركيا ستستمر في إرسال الطائرات المسيرة إن لم يكن هناك منع مباشر بالقوة، لأن تركيا نبتة إخوانية ولن يتراجع الإخوان الإرهابيون عن القتال من أجل ليبيا حتى آخر رمق وآخر طائرة مسيرة.
وفيما يخص استعدادات الجيش الليبي للتصدي للإرهابيين الذين قد يصلون عبر تركيا إلى ليبيا، أكد مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الليبي أن أي إرهابي سيصل إلى ليبيا سيلقى حتفه، وأن الجيش الليبي ليس لديه إلا أن يقضي عليهم في المواجهات أو يقبض عليهم ويحاكمهم.
وتابع العميد المحجوب أن ضربات الجيش مستمرة مع تطوير الخطط الهجومية مؤخرا، وتصعيد وتيرة الضربات لإنهاك المليشيات، زادت من خسائر المليشيات وقربت من انهيارهم.
وقال: "فتح الجبهات أو المزيد من الضرب هو تكتيك عسكري يقصد به تحقيق مجموعة من الأهداف نحن أدرى بها وفق الخطة الموضوعة".
ورجح مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الليبي أن فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي غير الدستوري لن يجد حلفاء دوليين بعد انكشاف حقيقة تركيا واحتلالها الأراضي العربية في سوريا، مشيرا إلى أن الموقف الدولي أصبح واضحا في رفضه للسراج، وأنه لم تعد دول ترغب في دعمه باستثناء تركيا وقطر، مع بعض الشبهات حول إيران.
تراجع في الدعم وخسائر سياسية وعسكرية
من جانبه، يرى المحلل السياسي والحقوقي الليبي سراج التاورغي أن الدعم التركي للمليشيات في طرابلس سيتراجع مع تورطه في العملية العسكرية في شمال سوريا.
وأضاف التاورغي لـ"العين الإخبارية": "أن المجلس الرئاسي غير الدستوري موقفه السياسي والعسكري أصبح في انهيار تام، نتيجة الإرادة القوية لقيادة الجيش الليبي والانتصارات المتكررة بشكل يومي والقضاء على زعماء المليشيات والجماعات الإرهابية".
وأشار التاورغي إلى أن سلاح الجو وجه ضربات قوية لعشرات التمركزات الخاصة بالمليشيات، والعديد من الضربات داخل الكلية الجوية مصراتة، وضربات في سرت وتخوم طرابلس، وأصبحت السيادة الجوية لطيران الجيش الليبي، وقضى تماما على تهديد الطيران التركي المسير بعد أن أسقط أكثر من 28 طائرة مسيرة تركية.
ورجح التاورغي أن حكومة الوفاق لن تستطيع إيجاد حليف بديل عن تركيا ليدعمها عسكريا أو حتى سياسيا من خلال مؤتمر برلين بعد الرفض المعلن والصريح للتواجد التركي والقطري في هذا المؤتمر.
وشدد على أن أي بديل سياسي لتركيا في مؤتمر برلين لن يكون قادرا على تمرير سياسات وإرادة الجماعات الإرهابية ولا حكومة السراج، لأن العالم أجمع أصبح يدرك أن حلفاء السراج على الأرض هم مجموعة من المليشيات الإرهابية والإجرامية.
مرحلة الحسم
ويرى عبدالله الخفيفي الباحث السياسي والحقوقي الليبي أن معركة الجيش الوطني دخلت في مرحلة حاسمة خاصة بعد تغيير المسارات العسكرية والخطط وفق ما هو ظاهر من المتابعة لنتائج المعارك، للتماشي مع الأوضاع الراهنة.
وأوضح الخفيفي لـ"العين الإخبارية" أن الجيش الليبي يوسع دائرة استهداف المليشيات في إطار حرب العصابات خاصة بعد لجوء القائد المليشياوي أسامة الجويلي للمرتزقة التشاديين بحماية من الطيران التركي المسير.
وشدد الخفيفي على أن تركيا أصبحت تقاتل فعليا على جبهتين في سوريا وليبيا وأن الجيش الوطني عليه استغلال هذه المعركة للقضاء على الإرهاب والمليشيات من أذرع أردوغان في ليبيا.
وأكد الخفيفي أن سلاح الجو الليبي أثبت سيادته على الأجواء الليبية وفشل الطيران التركي المسير وخبرائه الأتراك، خاصة في العاصمة وأن الخريجين الجدد من الطيارين الليبيين على درجة عالية من الكفاءة والإقدام بعد دراستهم في الخارج والتدرب على أيدي خبراء عسكريين حقيقيين.
وأشار إلى أن قراءة الخارطة العسكرية الحالية تؤكد أن الجيش الليبي يعي الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي يقاتل فيها واختار المحاور بعناية فائقة وهو يعلم من أين ينطلق وكيف يحدد الأهداف في حين تعجز تركيا عن قراءة الخارطة السياسية وتحديد الأولويات العسكرية والاستراتيجية في معركة طرابلس، ما تسبب في خسائر فادحة في الطيران التركي.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز