أذرع أردوغان الفاسدة.. معارض تركي يتهم صهر الرئيس بتدمير الاقتصاد
وزارة الخزانة والمالية التركية اقترضت 3 مليارات دولار من السوق المحلي، ليرتفع إجمالي الاقتراض إلى 9 مليارات دولار خلال الشهر الجاري
قال أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، إن السبب الرئيسي فيما تعانيه تركيا وشعبها، هو النظام الحاكم بزعامة، رجب طيب أردوغان، وصهره وزير الخزانة والمالية براءت ألبيراق.
جاء ذلك في تصريحات صحفية نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" التركية المعارضة، الخميس، وتابعته "العين الإخبارية".
وأضاف داود أوغلو قائلا: "نحن نتحدث عن وزير الخزانة والمالية، نتحدث عن نظام الحكومة الرئاسي، وسعر صرف الدولار الذي تركناه عند 2.80 ليرة، يحاولون الحفاظ عليه بصعوبة عند 7 ليرات تركية، ويعتبرون هذا كما لو أنه إنجاز!".
وتابع في السياق نفسه قائلا: "التضخم يأكل جيب الأمة مثل الوحش، ثم يخرج هذا الوزير ويقول ما علاقتنا بالدولار؟ لدينا تجارة مع الدولار يا سيادة الوزير، والدين العام كله بالدولار".
على الصعيد ذاته ذكرت الصحيفة نفسها، أن وزارة الخزانة والمالية التركية لجأت إلى اقتراض 3 مليارات دولار من السوق المحلي، ليرتفع إجمالي الاقتراض بالعملة الأجنبية من السوق المحلي خلال الشهر الأخير إلى 9 مليارات دولار.
وذكرت صحيفة سوزجو أن إجمالي ما اقترضته الخزانة من السوق المحلي خلال الشهر الأخير بلغ 9 مليارات دولار، مشيرة إلى اقتراض الخزانة 13.9 مليار دولار منذ بداية العام الجاري وهو أعلى معدلات اقتراض بالعملة الأجنبية من السوق المحلية على الإطلاق.
الدين المحلي
وأوضحت الصحيفة كذلك أنه خلال الفترة بين عامي 2011 و2017 لم تلجأ الخزانة إلى الاقتراض بالعملة الأجنبية من السوق المحلية، غير أن هذا الوضع تغير عام 2018، حيث اقترضت 700 مليون يورو و100 مليون دولار وارتفعت هذه النسبة عام 2019 إلى 5.1 مليار يورو و100 مليون دولار لتواصل النسبة الارتفاع في عام 2020 مسجلة 2.9 مليار يورو و13.9 مليار دولار.
وكانت الخزانة تخطط لاقتراض 19 مليار ليرة من السوق المحلية عبر ست مناقصات مقابل سداد ديون محلية بقيمة 28.1 مليار ليرة خلال شهر أغسطس/ آب الجاري، لكن الوضع تغير وقامت باقتراض 57.7 مليار ليرة عبر ست مناقصات من بينها 43.8 مليار ليرة باقتراض محلي من فئة عملتين أجنبيتين.
هذا وبلغت نسبة تجديد الدين المحلي نحو 205%.
وفي وقت سابق من هذا الشهر اقترضت الخزانة 6 مليارات و28.9 مليون ليرة خلال مناقصتي سندات مختلفتين.
يأتي ذلك في ظل عجز بموازنة تركيا بلغ خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري نحو 139.1 مليار ليرة، وفق بيانات رسمية.
ووزارة الخزانة والمالية التركية قالت في بيان إنه في 26 أغسطس/ آب الجاري تم طرح سندات حكومية من فئة الدولار بقيمة 3 مليارات دولار عن طريق البيع المباشر على أن يتم سداد قسيمة بنحو 1.87% منها خلال ستة أشهر والانتهاء من سداد قيمتها الإجمالية بحلول 25 أغسطس/ آب 2023.
لمحة عن الاقتصاد التركي
سجل معدل التضخم السنوي في تركيا نحو 11.76% خلال يوليو/ تموز، وهو الشهر التاسع الذي تسجل فيه أسعار المستهلك فوق 10%، وفشلت سياسات المركزي التركي، خلال العامين الماضيين، في تدارك أسعار المستهلك، وعودة النسب للمستويات الطبيعية بين 2 و3% سنويا.
وتوقعت وكالة "فيتش" الدولية للتصنيف الائتماني انكماش الاقتصاد التركي هذا العام بنسبة 3.9%، مشيرًا إلى توقعه أن تصل نسبة نموه في العام 2021 إلى 5.4%.
وتشر الإحصاءات الرسمية إلى أن الإنتاج الصناعي التركي انكمش في مايو/ أيار بنسبة 19.9% على أساس سنوي، مقارنة مع نفس الشهر من 2019.
وخلال الـ17 عاما الماضية وهي الفترة التي تولى فيه حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد، ارتفع حد الفقر إلى 5 أضعاف.
ومنذ عام 2008 يعاني اقتصاد تركيا من أزمة عملة، فشلت الحكومة في حلها، ما أدى إلى تسجيل الليرة مستويات متدنية غير مسبوقة، مع تراجع المؤشرات الاقتصادية كالعقارات والسياحة والقوة الشرائية، فيما قفزت نسب التضخم؛ وتراجعت ثقة المستثمرين والمستهلكين بالاقتصاد التركي.
انهيار الليرة
سجلت الليرة التركية مستوى قياسيا منخفضا جديدا عند 7.4035 مقابل الدولار الأمريكي، في إشارة خطيرة على ما ينتظر اقتصاد البلاد في الأيام المقبلة.
وخلال السنوات الماضية قادت السياسات الخاطئة للرئيس رجب طيب أردوغان العملة المحلية لانهيار كبير، ففي يناير/كانون الثاني 2016 سجلت الليرة 2.92 مقابل الدولار.
ومنذ هذه اللحظة بدأت رحلة الانهيار التاريخي على يد أردوغان، عندما سجلت الليرة في مطلع عام 2017 نحو 3.52 مقابل الدولار.
وفي يناير/ كانون الثاني 2018 سجلت الليرة 3.80 مقابل الدولار، ومنذ هذه اللحظة ازداد تدهور العملة المحلية في تركيا حيث هوت في مطلع 2019 إلى 5.33 مقابل الدولار.
وفي نفس الشهر من 2020، سجلت العملة التركية 5.97 مقابل الدولار.
وتواصل العملة التركية حالة الانهيار التي تعيشها منذ سنوات في ظل إصرار البنك المركزي التركي على معاندة المستثمرين وتثبيت سعر الفائدة للشهر الثالث على التوالي، مخالفا بذلك توقعات المراقبين والمحللين والخبراء.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز