الغاز "يشعل" مجددا مخاوف الأتراك من "وريث" أردوغان
تصريحات أردوغان كانت تحمل إشارات إلى أن صهره وزير الخزانة والمالية براءت ألبيراق سيكون خليفته في الحكم
قال سياسيون أتراك إن نظام الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يعمل على تلميع صهره وزير المالية، براءت ألبيرق، ليكون خليفته في السلطة، مطالبين بإبعاده كونه أغرق البلاد ودمر الاقتصاد.
ويواجه أردوغان انتقادات شديدة جراء الأزمات التي أدخل فيها البلاد التي أصبحت منبوذة في المنطقة وكذلك سوء الأوضاع الاقتصادية وانهيار الليرة أمام الدولار وكذلك فشله في التعامل مع أزمة فيروس كورونا وسط دعوات لانتخابات مبكرة تنهي فترة حكمه.
واعتبر الكاتب الصحفي التركي، مراد يتكين، أن خليفة أردوغان في الحكم كان حاضرًا في حفل إعلان اكتشاف احتياطات الغاز في البحر الأسود.
جاء ذلك خلال مقال للكاتب الصحفي بعنوان “من سيكون خليفة أردوغان؟ هل هو ألبيراق؟ أم صويلو؟ أم آخر؟”، وفق صحيفة "زمان" التركية.
وأضاف يتكين: "خلال مشاهدة حفل إعلان أردوغان عن الغاز الطبيعي، شعرت وكأنني أشاهد حفل إعلان خليفته".
وأوضح أن تصريحات أردوغان كانت تحمل إشارات إلى أن صهره وزير الخزانة والمالية براءت ألبيراق سيكون خليفته في الحكم، وأن عالم المال والأعمال أيضًا يرى ذلك بوضوح.
وأشار إلى أن مصدرا خاصا بي يتابع هذا النوع من الاجتماعات، ويشارك في بعضها أحيانًا، قال لي: "هل أنت أيضًا لاحظت ذلك؟" هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها أردوغان يتوقف عن الكلام، ويترك المجال لشخص آخر ليتحدث، وهو صهره وزير المالية براءت ألبيراق.
ويعتبر وزير الداخلية سليمان صويلو الرجل الأقوى في حزب العدالة والتنمية بعد أردوغان، وينافسه براءت ألبيرق صهر الرئيس أردوغان ووزير المالية.
وبين الرجلان خلافات حادة ولكل منهما فريق يؤيده ويدافع عنه، ويتلقى الوزيران انتقادات حادة من الشارع التركي بسبب عدم الرضا عن أدائهما، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتشديدات الأمنية، وهما سمتان سيطرتا بشكل كبير على حكومة أردوغان منذ انقلاب 2016.
وفي السياق ذاته، أبدى رئيس حزب المستقبل في تركيا أحمد داود أوغلو، انزعاجه من استغلال الإعلان عن اكتشاف حقل غاز طبيعي في البحر الأسود لتلميع صورة وزير الخزانة والمالية وصهر أردوغان، برات ألبيرق.
وخلال اجتماع رؤساء شعب الحزب، قال داود أوغلو إن استغلال الحدث من خلال إفساح مساحة كبيرة لبراءت ألبيراق في المؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله الرئيس عن الاكتشاف كوسيلة لتلميع وزير المالية الذي أغرق اقتصاد البلاد أمر منافٍ لأخلاقيات وأعراف الدولة التركية.
وعلى خلفية تراجع قيمة الليرة بشكل حاد هذا الشهر، تعرض براءت ألبيراق وزير الخزانة والمالية وصهر الرئيس أردوغان لهجوم كبير من المعارضة مطالبين بعزله من منصبه الذي وصل إليه قبل عامين مع إقرار نظام الحكم الرئاسي.
وعقب ذلك اتهم رئيس حزب المستقبل في تركيا، أحمد داود أغلو، الرئيس أردوغان بالاهتمام بمصالح أسرته على حساب الشعب التركي، الذي يعاني من أزمة اقتصادية.
وخلال كلمته بالمؤتمر الدوري لحزبه في مدينة دياربكر ذات الغالبية الكردية، قال داود أوغلو موجها الحديث لأردوغان: “عند إقحامك أسرتك في شؤون الدولة فإنك ستهتم بأبنائك وزوجتك وأشقائك وصهرك مع أول حريق يضرب البلاد دون أن تكترث للشعب والدولة”.
وكان زعيم المعارضة كمال قيليجدار دعا الرئيس أردوغان لإقالة وزير المالية، وقال: "إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه".
وأضاف زعيم المعارضة مخاطبا أردوغان: "لا تدافع عنه. أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه. الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل. سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع".
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز