"تصريحات الدولار" تفضح صهر أردوغان.. وأتراك: "نائم في العسل"
تعليقات ألبيرق وصفها الأتراك بغير المسؤولة ولا تنم عن عقلية مسؤول يعي آليات الاقتصاد وإنما تثير القلق بشأن الوضع الاقتصادي في تركيا
"الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل"، دعوة قدمها زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطلب عزل وزير الخزانة والمالية التركي، براءت ألبيرق والذي هو صهر أردوغان.
وتجددت هذه الدعوة اليوم وتحولت لمطلب جماهيري من قبل الأتراك بعد التصريحات غير المسؤولة بحسب البعض للوزير التركي الذي قلل من أزمة انهيار الليرة أمام الدولار، بل والأسوأ أنه اعتبر أن الأمر صحي ويخدم الاقتصاد.
وأثارت تصريحات صهر أردوغان، حول ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، مؤخرًا، وانهيار الليرة أمامه، استنكارًا واسعًا بين صفوف الشعب التركي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وفي تصريحات أدلى بها، الأربعاء، خلال مقابلة تلفزيونية في برنامج “منطقة محايدة” على قناة سي إن إن التركية، هوّن ألبيرق من أزمة تراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، رغم فقدان العملة المحلية الكثير من قيمتها أمام العملات الأجنبية.
وجاءت تصريحات ألبيرق، بعد غياب دام أكثر من أسبوع، دون ظهور في أي وسيلة إعلامية، على الرغم من التدهور الحاد في سعر الليرة.
مرسيدس و"بي أم دبليو"
وبدلًا عن تقديم تبرير منطقي لانهيار الليرة، قلل ألبيرق في تصريحاته من أزمة الدولار، وقال إنها "لا تعد أزمة بالنسبة للمواطنين العاديين، فسعر الدولار يؤثر فقط على من يركبون سيارات مرسيدس، وبي إم دبليو أما المواطن العادي فلا يعاني مثل هذه المشكلة".
وردًا على ذلك قال المذيع أحمد هاكان للوزير ألبيرق، إنه كمواطن يشعر بالقلق الشديد عندما يرتفع الدولار وترتفع العملة الأجنبية، مستدركًا: أخشى من ارتفاع سعر كل شيء وانهيار الاقتصاد.. فهل علينا أن نقلق؟. وأجاب ألبيرق ضاحكًا: "هل تتقاضون راتبًا بالدولار؟ هل لديك دين بالدولار، هل لديك أعمال بالدولار".
وأضاف: "يقولون إن سيارات (بي إم دبليو)، و(مرسيدس) أصبحت باهظة الثمن، وكنا نسافر للخارج، ونقوم بالسياحة بثمن بخس، والآن أصبحت باهظة الثمن، إن الأتراك ليس لديهم مثل هذه المشكلة، ربما يكون لديك مثل هذه المشكلة. لكن هذه مشكلتكم. وعلى العكس تمامًا، نقول: يجب أن تكون نقودنا جذابة أكثر لجلب السائحين ولزيادة التجارة الخارجية".
استنكار شعبي
تصريحات ألبيراق أدت لاستنكار واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث نشر زعيم الحزب الليبرالي جام توكر، الخميس، تغريدة انتقد فيها تصريحات ألبيرق، قائلا "لا، لا نحصل على رواتبنا بالدولار، لكننا نشتري البنزين بالدولار والغاز الطبيعي بالدولار والأدوية بالدولار".
وأضاف "الشاحنة التي تنقل الطماطم إلى السوق تحرق البنزين الذي يتم شرائه بالدولار وكذلك الحافلة التي يتم استقلالها للذهاب إلى العمل صباحا. تركيا بلد قام باستيراد منتجات بقيمة 210 مليار دولار خلال العام الماضي".
وقال سعيد صفاء، رئيس تحرير موقع "خبردار" التركي الإخباري "نشتري بالدولار الخبز الذي يتم استيراد القمح المستخدم في إنتاجه، ونشتري الحليب الذي يتم استيراد العلف الخاص بالحيوانات المنتجة له. نشتري البيض الذي يتم استيراد علف الدجاج المنتج له. نشتري الزيت الذي يتم استيراد زهرة عباد الشمس المنتجة له".
وأردف قائلا "كما يتم استيراد الغاز الطبيعي أيضا. أي أنه يتم شراء المنتجات بالدولار وبيعها بالليرة، وكلما ارتفعت تكلفة الشراء سترتفع أيضا تكلفة البيع”.
بدوره قال الخبير الاقتصادي التركي، أوغور غورسس في تغريدة له "تعليق جديد من الوزير ألبيرق حول تقلبات أسعار الصرف..هذه التصريحات غير المسؤولة تدعو للقلق حيال الأوضاع الاقتصادية في هذا البلد".
وكان زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو دعا الرئيس أردوغان لإقالة وزير المالية، وقال "إذا كنت لا تزال تحب هذه الشعب، يجب أن يكون أول ما تفعله هو إبعاد الصهر من منصبه"
أضاف زعيم المعارضة مخاطبا أردوغان "لا تدافع عنه، أحيانا تلقي عليه اللوم وأحيانا تدافع عنه، الصهر الراقي ليس له في الاقتصاد لا يعلم شيئا عن الفقراء إنه نائم في العسل، سيكون عزله من منصبه راحة للمجتمع".
الدين الخارجي
من جانبه، قال الأكاديمي والاقتصادي التركي، فيصل أولوصوي "لا ننسى أن الدين الخارجي لتركيا 430 مليار دولار، وبالتالي فإن استقرار أسعار الصرف أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وليس كما يقول الوزير".
وتراجعت الليرة إلى 7.3400 مقابل الدولار بحلول الساعة 0930 بتوقيت جرينتش. وسجلت مستوى قياسي منخفض عند 7.3650 يوم الجمعة لتتراجع بنسبة 19% مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية العام لتكون أحد أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداء.
وتدافع الأتراك صوب شراء العملات الأجنبية في الأسابيع الماضية ودعا محللون لإجراءات أكثر حزما مثل تشديد رسمي للسياسة النقدية لتحقيق استقرار في السوق ومواجهة المشكلات الاقتصادية الأعمق.
وحذرت وكالة موديز الدولية للتصنيف الائتماني من أن الأداء الضعيف لليرة التركية قد يؤدي إلى تزايد القروض بالعملات الأجنبية غير المحصلة، مؤكدة أن تراجع قيمة العملة الوطنية أمام الدولار إلى مستويات قياسية سيؤثر سلبًا على التصنيف الائتماني للبنوك.